الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012

نص مقابلة الرئيس المصري محمد مرسي مع وكالة «رويترز»

الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012

تحدث الرئيس المصري محمد مرسي الى «رويترز» يوم الاثنين عن قضايا داخلية وخارجية مختلفة في أول مقابلة مع وكالة أنباء عالمية منذ تولى رئاسة مصر في اخر يونيو (حزيران).

[bleu]وفيما يلي نص المقابلة:[/bleu]

سؤال - نعرف أنك ستزور إيران والصين وهما بلدان يدعمان سوريا. والوضع السوري متأزم جداً. فهناك مجازر وقتل كل يوم. ما هي رسالتك التي سوف توجهها إلى الصين من خلال الزيارة بالنسبة إلى سوريا؟

جواب - الشعب المصري يقف بكل قوة مع الشعب السوري في هذه المحنة ويؤيد مطالب الشعب السوري في الحياة الديمقراطية الدستورية المستقرة. ولذلك لم يعد هناك مجال الآن إلا لأن يحصل الشعب السوري علي حريته وأن يقوم على أمر نفسه وأن يدير شأنه بنفسه.

نحن لا نتدخل في شؤون الشعب السوري.. هو الذي يدير شأنه بنفسه. ولكننا - الشعب المصري وأنا أعبر عن الشعب المصري - ضد الممارسات الدموية التي يمارسها النظام السوري الآن ولا بد من وقف نزيف الدم هذا. ولدينا مبادرة كانت في مؤتمر مكة منذ حوالي عشرة أيام والآن جار مباحثات بين الدول الأطراف في هذه المبادرة لكي نبدأ خطوات جادة نحو وقف نزيف الدم السوري وتمكين الشعب السوري من الحصول على حريته ومن إدارة شؤونه بنفسه.

آن الأوان لكي يقف هذا النزيف ولكي ينال الشعب السوري حقه كاملاً ولكي يذهب من المشهد هذا النظام الذي يقتل شعبه.

سؤال - هذه المبادرة هل تنص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. ما هي المبادرة بتفاصيلها؟

جواب - المبادرة بتكوين مجموعة دولية عربية إقليمية من مصر والسعودية وإيران وتركيا لكي تتباحث الدول الأربع في كيفية تمكين الشعب السوري من أن يدير شأنه بنفسه وأن يقف هذا النزيف.. نزيف الدم.

نرى أن هذا مسؤولية البشرية جميعاً ونرى لأنفسنا مسؤولية مباشرة لوقف هذا النزيف. فهذه الأطراف الأربعة ستتحاور وسوف تجتمع مع بعضها البعض وبسرعة جداً لتحقيق هذه الأهداف للشعب السوري.

سؤال - وما هي الرسالة التي ستوجهونها إلى إيران. فإيران حتى الآن تقف وراء نظام الأسد؟

جواب - هي نفس الرسالة التي أقولها: الجلوس من أجل التباحث لتمكين الشعب السوري من الحصول على حريته ومن إدارة شأنه بنفسه. لم يعد هناك مجال لكلمة الإصلاح وإنما الحديث عن التغيير.

سؤال - هناك مجازر يومية.. هناك قتل وتشريد.. الدول العربية دعت الرئيس بشار إلى الحوار وإلى الإصلاح.. كل هذا فشل. هل تدعو الرئيس بشار إلى أن يتنحى؟ وإذا لم يتنح وإذا لم يمض في الحوار هل حان الوقت لعمل عسكري دولي وعربي بمساندة عربية مثلما حدث في ليبيا؟

جواب - نحن ضد العمل العسكري على أرض سوريا بكل أشكاله. نحن نريد أن نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة لكي يتمكن الشعب السوري من تحقيق أهدافه من هذه الثورة ومن هذه الحركة من أجل حريته.

هذا الذي نسعى إليه لكننا لا نوافق على العمل العسكري ضد سوريا لأنه سيعود بالسلب على الشعب السوري نفسه.

سؤال - لكن الرئيس بشار يقول إنه لن يتنحى والثوار يقولون إن ثورتهم مستمرة. فما هي الطرق السلمية التي يمكن أن تؤدي إلى تنحيه؟

جواب - عندما أتحدث عن الطرق السلمية أتحدث عن الفعل الخارجي لأن الشعب السوري يقاوم الآن مقاومة سياسية ومقاومة عسكرية فهذا شأنه.

نحن ندعم حركة المقاومة ضد النظام القائم وبكل السبل الممكنة. لكننا لا نتدخل في الشأن الداخلي للشعب السوري. ولذلك الذي يقرر ماذا يجب عمله (للتخلص) من هذا النظام هو الشعب السوري.

الشعب السوري قال كلمته واضحة للعالم كله: إن على هذا النظام أن يرحل. فبالتالي ليس أمامنا مجال نحن عندما نتحاور كدول داعمة لحركة الشعب السوري ولثورته ولحقه في الحرية والاستقرار ولوقف نزيف الدم.. عندما نتحدث في ذلك ليس لدينا مجال أن نتحدث عن طرفين أو عن حوار بين الطرفين أو إصلاح إنما نتحدث لدعم إرادة الشعب السوري بضرورة التغيير وبضرورة رحيل هذا النظام عن الشعب السوري.

سؤال - هل ستطلبون من حلفاء الرئيس السوري مثل إيران والصين وروسيا أن يضغطوا عليه من أجل أن يتنحى؟

جواب - نحن أعلنا قبل ذلك بالفعل عدة مرات أن الأصدقاء للشعب السوري في الصين أو في روسيا أو في غيرها من الدول.. ونحن نسعى بكل قوة لندعم الشعب السوري في حركته.

نحن نطلب أيضاً من العالم الحر ومن هذه الدول أن تدعم حركة الشعب السوري وأن تساهم مساهمة فعالة في أن يحقق أهدافه وأن يذهب هذا النظام بعيداً عن الشعب السوري.

سؤال - الساحة السورية أصبحت حالة صراع إقليمي ودولي. فهناك سوريا وحلفاؤها ضد أمريكا وحلفائها.. هناك السعودية وقطر وغيرهما. فكأنها صارت حرباً بالوكالة.

روسيا مصرة على دعم بشار الأسد والصين كذلك عبر حق النقض في الأمم المتحدة. هل ثمة أمل أو إشارة أو بوادر من هذه الدول الحليفة لسوريا أنها ستضغط على الرئيس السوري؟

جواب - من أجل كل هذه التعقيدات اقترحنا المبادرة المصرية في مؤتمر مكة لكي تجلس الأطراف المعنية بالأمر سواء عربية أو إقليمية لبحث هذا الموضوع لتحقيق هدف الثورة السورية وتحقيق ما يرغب فيه الشعب السوري.

سؤال - بالنسبة لزيارتك لإيران.. أنت تزور إيران بينما طبول الحرب ضدها تدق. الغرب يقول إن إيران تشكل تهديداً بما تملكه من برنامج نووي. والدول العربية الخليجية السنية تقول نفس الشيء أيضاً وإن إيران تشل تهديداً للأمن والسلام في المنطقة.

كيف ترى إيران؟ هل تعتبر أن إيران تشكل تهديداً للمنطقة؟

جواب - زيارتي لإيران يوم الخميس القادم في إطار مؤتمر دول عدم الانحياز في المقام الأول. فهذا هو الهدف الأساسي. والعلاقات المصرية الدولية في مصر الجديدة الآن بعد أن عبر المصريون عن إرادتهم الحرة باختيار رئيس يعبر عنهم السياسة المصرية الخارجية ستقوم على التوازن الإقليمي والدولي والانفتاح على الجميع وتحقيق الرسالة العالمية لمصر وللمصريين.. رسالة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

سؤال - هل تعتقد أن إيران تمثل تهديداً للمنطقة؟ وإذا حدث ضرب لإيران ما هي تداعيات هذا الضرب على المنطقة في رأيكم؟

جواب - في مصر نحن نرى أننا قادرون على حفظ أمننا سواء الداخلي أو الخارجي. ونرى أن كل دول المنطقة في حاجة إلى الاستقرار وإلى التعايش السلمي مع بعضها البعض. وهذا لا يكون بالحروب وإنما يكون بالعمل السياسي والعمل الحر والعلاقات المتميزة بين الدول في المنطقة.

آن الأوان لكي يدرك الجميع أن الحرب لا تحقق استقرارا وإنما السلام المبني على العدل.. السلام الشامل للجميع دون عدوان من أحد على أحد. نحن أبداً لن نكون طرفاً في عدوان على أحد ولا نقبل من أحد على الإطلاق أن يهدد أمننا أو أمن المنطقة لسبب أو لآخر. هذا الكلام للجميع وعن الجميع بما في ذلك كل دول هذه المنطقة.

سؤال - أنت أول رئيس لمصر يزور إيران منذ القطيعة الدبلوماسية عام 1979. هل ستبحث هناك إعادة العلاقات؟

جواب - نحن الآن - كما قلت وأؤكد - العلاقات الخارجية المصرية تقوم على أساس التوازن وعدم التدخل في شؤون الغير وأيضاً لا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا. وبالتالي قرارنا دائماً ما يحقق المصلحة لنا ولمن يتعاون معنا.

والشعب المصري بعد ثورة عظيمة يريد انفتاحاً دولياً على كل القوى العالمية. ونريد توازناً في علاقتنا مع الآخر أياً كان هذا الآخر.

سؤال - هل ستعيدون العلاقات أم لا؟

جواب - العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة والأصل في العلاقات الدولية هو التوازن. ونحن لسنا ضد أحد ولكننا نحرص على تحقيق مصلحتنا في كل الاتجاهات ولسنا أبداً طرفاً في نزاع وإنما نريد أن نكون دائماً طرفاً في عملية متكاملة واستقرار للمنطقة وللعالم.

سؤال - ننتقل إلى «إسرائيل».. هي دولة تقيم معكم علاقات فما هي علاقات الدولة الجديدة في مصر بـ«إسرائيل»؟ هل تعتزمون زيارة «إسرائيل» في وقت ما أو استقبال مسؤولين «إسرائيليين» في مصر؟

جواب - أنتم تعلمون أن الشعب المصري يحمل - وأحمل معه - رسالة سلام إلى هذا العالم. كل ما يعزز هذا السلام في المنطقة نحن معه. ونحن نتحدث عن السلام الشامل والعادل لكل شعوب العالم. وبالتالي الحديث عن السلام في جو من الظلم أو عدوان أحد على أحد يصبح حديثاً منقوصاً.

نتحدث عن السلام بمفهومه العادل المستقر لكل شعوب ودول العالم وليس فقط دول وشعوب هذه المنطقة. ولذلك كما قلت علاقتنا الدولية تقوم على هذا التوازن.

سؤال- هل ستستقبلون رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو في مصر؟

جواب- مصر والشعب المصري يقرر علاقاته الخارجية بإرادة حرة. وما يحقق مصلحة مصر والمنطقة هو ما دائماً تصدر به القرارات وتكون على أساسه الحركة.

سؤال- ما وضع التنسيق بالنسبة لسيناء مع «إسرائيل»؟ هل هناك تنسيق بعد استهداف قوات حرس الحدود المصرية على الحدود مع قطاع غزة؟

جواب- سيناء أرض مصرية بكل معنى الكلمة. والإرادة المصرية هي الفاعلة في سيناء. نحن كما قلت لا نتدخل في شؤون أحد ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا.

فنحن نمارس بإرادة حرة دورنا ونمارس سيادة الدولة المصرية على كامل التراب والأرض المصرية.. لا نهدد بذلك أحداً ولكننا نحمي أمننا الداخلي وأمننا الخارجي.. بإرادتنا الحرة.. بإمكانياتنا التي تقوم عليها هذه المنظومة المتوازنة.

فمصر شعبها وجيشها في اتجاه واحد من أجل الاستقرار. وكما قلت: سيناء أرض مصرية. فنحن نؤدي دوراً واجباً علينا كقيادة لهذا الشعب في هذه المرحلة من أجل بسط نفوذ الدولة المصرية على كامل تراب أرض مصر ضد كل من يهدد أمننا الداخلي أو الخارجي.

سؤال- هل هناك أي اتصالات أو تنسيق أمني بين مصر و«إسرائيل» خاصة أن الوضع في سيناء يخضع لشروط معاهدة السلام بين البلدين؟ هل هناك أي اتصالات أو تنسيق على هذا المستوى؟

جواب- الجميع يعرف أن العلاقات الدولية لا تقوم على القطيعة. العلاقات الدولية تبني علي الاتصالات والتواصل بين الدول. فالدول في علاقاتها مع بعضها البعض تتواصل وتتحاور وتناقش ولكن بدرجات مختلفة وبدرجات ووسائل متعددة.

لكن ما أؤكد عليه أن الأرض المصرية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً تحت سيطرة الدولة المصرية. ونحن ما نقوم به في سيناء أو في أي مكان آخر على أرض مصر ليس موجهاً إلى أحد أو ضد احد وإنما لبسط نفوذ الدولة المصرية وتحقيق الأمن الداخلي والخارجي لمصر.

سؤال- هل وجود قوات للجيش المصري في المنطقة (ج) بسيناء المحددة في الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام لوجود قوات الشرطة يعني تغييراً في نصوص المعاهدة؟

جواب- كثافة التواجد الأمني في سيناء.. ليس فقط للقوات المسلحة وإنما أيضاً لقوات الشرطة والداخلية وقوى الأمن (هي) اللازمة لحفظ حياة سكان سيناء ولحفظ الأمن المصري وليس هناك ما يقلق على الإطلاق.

سؤال- ألم يطرأ أي تعديل على الاتفاقيات؟

جواب- نحن الآن نتصرف باحترام كامل لكل الاتفاقيات الدولية وليس هناك مجال على الإطلاق للقلق من هنا أو هناك لأن مصر تمارس دورها الطبيعي جداً على أرضها ولا تهدد أحداً.

ولا ينبغي أبداً أن يكون هناك أي نوع من أنواع القلق الدولي أو الإقليمي من وجود قوات للأمن المصري سواء من الشرطة أو مدعومة من قوات الجيش للتصدي لأي عمل إجرامي في سيناء أو في غير سيناء.

سؤال- ما مدى الخطر من وجود الجماعات التي توصف بالتكفيرية في سيناء وهل تمت السيطرة عليها؟

جواب- هذه العملية مستمرة إلى أن يستقر أمن سيناء تماماً وتمنع كل هذه البؤر الإجرامية من أن تتكرر في المستقبل أو تلك الحوادث أن تعود.

سؤال- أنت بعد ساعات في الصين وبعد ذلك في الولايات المتحدة.. أي تزور القوتين الاقتصاديتين الكبريين في العالم. كيف تستطيع أن تقنع المستثمرين فعلاً بأن مصر تمضي على طريق الإصلاح الاقتصادي؟

جواب- أنا أبحث عن مصلحة الشعب المصري شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وحيثما وجدت هذه المصلحة سوف أكون. مصلحة الشعب المصري تقتضي أن تتوازن علاقتنا مع العالم كله. نحن كما قلت وأؤكد جئنا -المصريون الآن في مصر الجديدة - برسالة سلام إلى العالم.

سؤال- فيما يتعلق بالاقتصاد والإصلاح الاقتصادي كيف تقنع المستثمرين في الصين والولايات المتحدة بالاستثمار في مصر؟

جواب- هم الآن مقتنعون لأنهم يقرأون الواقع المصري والاستقرار المصري في هذه المرحلة وأن مصر لديها الإمكانيات والموارد في المستقبل لكي تتعامل مع العالم كله سياسياً واقتصادياً. ولذلك القناعات تزداد لدى المستثمرين في العالم.

والحركة الآن غير سابقتها وهناك حركة على الأرض من بعض المستثمرين تتزايد.

الحال المصري الآن بالموارد المصرية وبالوضع المصري الآن وبالاستقرار واستقرار البورصة ونموها وحالة الدولة المدنية التي تولد الآن في مصر كما تعلمون.. هذه الأجواء وهذه الأحوال تطمئن الجميع. فالحالة الواقعية هي التي تتحدث عن مصر وتقنع الآخرين بالاستثمار في مصر في هذه المرحلة.

سؤال- بالنسبة لصندوق النقد الدولي ما هي الإصلاحات الواقعية التي تنوي اتخاذها بهذا الشأن؟ هل ستخفض الدعم على الطاقة؟ هل ستزيد الضرائب؟ هذه الإجراءات تقشفية.. كيف ستسوقها للشعب المصري؟

جواب- يجب أن نميز بين شيئين.. بين الخطة الاقتصادية والاستثمارات الداخلية في مصر وبين المستثمرين الذين يأتون من خارج مصر أو الدعم الذي يمكن أن يقدم للاقتصاد المصري.

فصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والحركة الدولية في هذا الإطار كمؤسسة كبيرة.. لأنها تكونت لديها قناعة بأن الشعب المصري في حركته والدولة المصرية في سياستها لديها إمكانية النمو.. فصندوق النقد الدولي يريد أن يساعد مصر في هذا النمو.

من أجل ذلك هذه القناعة تتحول الآن إلى قرض ميسر فيه فترة سماح 39 شهراً وخدمة دين 1.1 في المئة. هذه الواحد وواحد من عشرة في المئة خدمة للدين فقط.. خدمة إدارة للدين.. هذه قناعة تكونت لدى صندوق النقد الدولي.

نحن نرحب بالمؤسسة وبفعلها وبحركتها لمساعدة الاقتصاد المصري كي ينهض في هذه المرحلة وهو ينهض.

سؤال- لكن هناك إجراءات لتخفيض الدعم على بعض السلع يتعين على الدولة أن تقوم بها؟

جواب- هذه إجراءات خاصة بالدولة المصرية.

سؤال- فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي هل هناك رفع جزئي للدعم عن الطاقة؟

جواب- الخطة المصرية خطة تفصيلية في كافة المجالات. ليس فقط في مجال الطاقة وإنما في مجالات أخرى كثيرة: في الصناعة وفي الإنتاج وفي الزراعة وفي التصدير وفي الطاقة وفي الاتصالات وفي الطرق.

الخطة المصرية للنهضة بالشعب المصري في هذه المرحلة في جوانب متعددة بل في كل الجوانب. وبالتالي في مجال الطاقة هناك خطة وفي مجال الدعم للمستحقين هناك خطة وفي مجال الاستثمار هناك خطة وإذا أردت أن ترى التفاصيل يمكن أن نرسل إليكم التفاصيل في كل هذه المجالات.

سؤال - هناك مخاوف بين المستثمرين من العجز في الميزانية. كيف تعالج هذه المشكلة؟

جواب - العجز في الميزانية في مصر ليس جديداً وإنما هو عجز متراكم ومركب منذ سنوات طويلة وينتقل من سنة مالية إلى أخرى. نحن نحاول أن نقلل من هذا العجز. من الصعب ان احنا نلغي العجز كله أو أن نستطيع أن نسد هذه الفجوة في سنة واحدة.

لكن نحن نحاول بكل الطرق وبمحاولات واقعية حقيقية وبإنتاج واستثمار حقيقي أن نقلل هذا العجز. ونتصور أنه خلال سنوات - من ثلاث إلى خمس سنوات - يمكن لهذا العجز أن ينخفض انخفاضاً ملحوظاً في هذه المرحلة.

سؤال - كيف ستنقذ مصر من أزمتها الاقتصادية؟ مصر تمر الآن بأزمة حقيقية كبيرة من أكبر الأزمات. كيف تستطيع أن تقنع المواطن المصري بإجراءات بعضها تقشفية؟

جواب - المواطن المصري الآن مستعد لكي يضحي من أجل وطنه. ونحن نتحرك بالمواطن المصري.. بإمكانياته.. بالموارد المصرية المتاحة.. بالعمالة المصرية القادرة على الإنتاج.. بالتعاون مع الجيران: مع السودان ومع ليبيا ومع دول أخرى وبالتعاون مع الدول العربية (الأخرى) وأيضاً بالمجتمع الدولي في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وفي الصين واليابان وجنوب شرق آسيا.. سنتحرك في كل هذه المجالات من أجل تحسين حال الاقتصاد المصري.

هذا سيأخذ بعض الوقت. أنتم تعرفون ما كان يقع. الفساد كان من العوامل السلبية الكبيرة التي أدت إلى تراجع الاقتصاد المصري. نحن نضع أيدينا على بؤر الفساد ونمنع الفساد الآن. وبالتالي إمكانية النمو في الاقتصاد المصري أعلى من سابقتها. إحنا عندنا مشاكل ولكنها ليست مستحيلة الحل.

سؤال - هناك كلام عن ضريبة جديدة؟

جواب - ليس هناك ضرائب جديدة في هذه المرحلة تفرض على الشعب المصري. لا يوجد هناك ضرائب جديدة تفرض على الشعب المصري. ولكن المنظومة الضريبية تحتاج إلى مراجعة لكي يصل الدعم الحكومي إلى مستحقيه لا إلى كل من يستحق أو لا يستحق. هذه مراجعات وليست ضرائب جديدة.

سؤال - هل يمكن أن تلغى الضريبة التي يدور كلام حولها الآن باسم ضريبة القيمة المضافة؟

جواب - مسألة (أن) نلغي أو نقرر هذه مسألة خاضعة للدراسة وتحقيق المصلحة. أنا أتحدث الآن عن قناعات مختلفة في الشعب المصري. وهناك خطة متدرجة لكي يتحمل دافع الضريبة المسؤولية الحقيقية ويدفع من عليه ضريبة حقيقية.. الضريبة المستحقة عليه ومن ليس عليه ضريبة لا يدفع هذه الضريبة.

أنا لا أتحدث عن تشريع مفاجئ للناس بدفع ضرائب جديدة دون دراسة وإنما نريد تخفيف العبء عن الفئة الأكثر فقراً. نريد دعم الفقراء والمحتاجين. نريد العدالة الاجتماعية. وهذا هو مفهوم العدالة الاجتماعية في المقام الأول: تحقيق توزيع متوازن وعادل للدخل المصري على كل المصريين بدرجة تحقق العدالة الاجتماعية.

هذا جزء محوري من برنامج الرئاسة الذي تقدمت به ضمن مشروع النهضة الكبير الذي تعرفونه وقد شرحناه قبل ذلك.

سؤال - بالنسبة للعملة.. منذ نحو 18 شهراً البنك المركزي ينفق من الاحتياطيات من النقد الأجنبي بكثافة؟

جواب - الآن الأمر أكثر استقراراً من ذي قبل. الاحتياطي الأجنبي الموجود في البنك المركزي الآن فوق حد الخوف وفوق الخط الأحمر. والاقتصاد في سعيه في هذه الأيام.. وأنت تلاحظ مؤشرات البورصة مختلفة عن ذي قبل.

سؤال - لكن هذا حدث بعد قروض من الخليج.. أقصد السعودية وقطر وربما غيرهما؟

جواب - أنت يمكن تقصد الودائع وليس القروض.. الودائع وبعض القروض البسيطة. لكن الحركة الأساسية والمحور الأساسي هو الاستثمار.. هو الاستثمار وتشجيع المستثمرين والسياحة والتجارة الخارجية والتصدير.. هذا الذي نسعى فيه أكثر من القروض.

سؤال - البادي أنه ليس هناك تفكير في خفض قيمة الجنيه؟

جواب - لا على الإطلاق. هذا غير وارد على الإطلاق.

سؤال - بالنسبة لقطاع السياحة هناك مخاوف من جانب المستثمرين وبنحو خاص الأجانب من تغيير أوضاع السياحة في البلاد؟

جواب - إذا سألتم الآن المستثمرين الأجانب في مجال السياحة والشركات ستسمعون إجابة غير هذه. الآن الحركة السياحية تجاه مصر تتزايد. أنتم تعلمون ذلك. ومعدلات الحجز في البحر الأحمر وفي جنوب سيناء.. في شرم الشيخ وغيرها (من المنتجعات) خلال فترة العيد الماضي كانت بنسبة مئة في المئة.

وبدأت الرحلات النيلية من القاهرة إلى أسوان وأول رحلة وصلت إلى أسوان منذ ثلاثة أيام.

هناك حركة سياحية تجاه مصر ولم تلغ حجوزات كما أشيع في بعض الأماكن أو في بعض الدول إنما هناك تزايد في الحجز السياحي في مصر.

سؤال - ألن تكون هناك قيود على شرب الخمر وفصل بين النساء والرجال في المنتجعات؟ أم أن الأمر مجرد شائعات؟

جواب - هناك منافسة دولية شديدة في مجال السياحة. وهذه المنافسة بين الدول التي فيها معالم سياحية تستخدم أساليب كثيرة ومتعددة ومنها أساليب الإعلام الذي يؤثر سلباً على سريان السياحة إلى مصر.

المعالم الأثرية المصرية والآثار المصرية.. مصر القديمة ومصر الحديثة ومعالم مصر كلها والحركة السياحية وتشجيع السياحة الآن في منعطف تاريخي وفي توجه بقفزة سوف يرى أثرها في القريب فلا مجال لأي تخوف من هذه التخوفات.

سؤال - هذا يعني أن السياحة في مصر ستبقى على ما كانت عليه؟

جواب - ستكون أفضل مما كانت عليه السياحة في مصر.

سؤال - بعد إبدال المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة وعودة غيره من العسكريين إلى الثكنات هل نقول إن مصر صارت دولة محكومة مدنياً دون تأثير للجيش على السياسة؟

جواب - القوات المسلحة لها تقدير كبير لدى الشعب المصري ولدى القيادة السياسية المصرية. وتغيير القيادات لا يعني أبداً التأثير على هذه القيمة لدي نفوس المصريين. بالعكس الشعب المصري يزداد تقديره للقوات المسلحة يوماً بعد يوم. وأنا حريص جداً على القوات المسلحة. والرئيس المصري بحكم الدستور المصري والإعلان الدستوري الآن هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. فالرئيس المصري يرأس المصريين شعباً ويرأس مؤسسات مصر ومنها القوات المسلحة. فالقوات المسلحة جزء من النسيج الوطني.. فلا مجال على الإطلاق في الحديث عن أي نوع من أنواع التقدير أو قلة التقدير للقوات المسلحة. تغيير القيادات من أجل تحقيق المصلحة.

سؤال - هل هذا يعني أن السلطة كاملة انتقلت للرئيس المدني؟

جواب - مصر الآن دولة مدنية بالمفهوم الذي أوضحناه قبل ذلك.. الدولة الوطنية الديموقراطية الدستورية الحديثة.

الآن مصر بهذا المفهوم دولة مدنية بكل المعنى. إرادة المصريين باختيار رئيس مصري بإرادتهم وتداول سلطة ووضع دستور جديد وانتخابات قادمة بعد الدستور للبرلمان وتكوين للبرلمان بعد ذلك في خلال شهور قليلة.

الآن مصر تمارس - والشعب المصري يمارس - المفهوم الكامل للدولة الديموقراطية المدنية الدستورية الوطنية الحديثة بكل معنى الكلمة.

سؤال - على ضوء زيارتك المقبلة للولايات المتحدة هل هناك تخوف من إمكانية تغيير في العلاقات المصرية الأمريكية إذا جاءت إدارة جمهورية بعد الانتخابات المقبلة غير إدارة الرئيس باراك أوباما؟

جواب - نحن نتعامل مع الولايات المتحدة كمؤسسة. الولايات المتحدة الأمريكية مؤسسة مستقرة. فمصر والولايات المتحدة في حيز التعامل الآن تعامل مؤسسات لا يعتمد فقط على الأشخاص وإنما يعتمد على سياسات وتوجهات المؤسسة. وبالتالي يعني في هذه الحركة نحن نراهن على توجه المؤسسة أكثر من أن نراهن على حركة أو سياسات الأشخاص.

سؤال - البعض يقول إن الفرق في التفكير بين الديمقراطيين والجمهوريين يمكن أن يؤثر؟

جواب - أنا أرى الآن تقديراً كبيراً للشعب المصري وللثورة المصرية لدى كل دول العالم. فلا مجال للخوف في مجال العمل السياسي والدبلوماسي لأن الخارج العربي والإقليمي والدولي أراه الآن داعماً للدولة المصرية الجديدة التي ولدت بعد الثورة ولقيادتها الجديدة المنتخبة.

سؤال - فيما يتعلق بكتابة الدستور كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك قال إنه لن يسمح بقيام مصر تحكمها الشريعة الإسلامية. وقال الداعية صفوت حجازي في حضوركم قبل الانتخابات الرئاسية إنكم ستعملون على تطبيق الشريعة الإسلامية بعد فوزكم؟

جواب - الدستور المصري سوف يعبر عن الشعب المصري. وما يقرره الشعب المصري في الدستور هو الذي سيطبقه رئيس مصر وتطبقه الإدارة المصرية.

سؤال - ما شكل اللجنة التي ستكتب؟

جواب - فيه لجنة تأسيسية شغالة. الجمعية التأسيسية حرة تماماً.

سؤال - لكنك بصفتك رئيس الدولة سوف تكون المشرف الرئيسي على كتابة الدستور؟

جواب - أنا الذي سأدعو المصريين عندما تنتهي الجمعية التأسيسية من وضع مشروع الدستور أنا الذي سأدعو الشعب للاستفتاء عليه أن يوافق عليه إلى أن يصبح هناك دستور للبلاد إن شاء الله.

سؤال - هل لك أمنية معينة فيما يتعلق بصلاحياتك في الدستور الجديد؟

جواب - هذا ما سيقرره المصريون في الدستور.

سؤال - ما شعورك وأنت موجود في قصر الرئاسة الذي كان يجلس فيه مبارك؟

جواب - انت أخبارك إيه؟

[rouge]-[/rouge] [bleu]وكالة «رويترز» (إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي).[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165831

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165831 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010