الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012

الحكم «الإسرائيلي» في مقتل راشيل كوري اليوم: عائلتها تعد بالاستمرار حتى النهاية.. لأجل فلسطين كذلك

الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012

تسع سنوات مرّت على ذلك اليوم المشؤوم. عندما وقفت فتاة برداء برتقالي فاقع تتحدّى جرافة «إسرائيلية» تتقدّم لهدم أحد بيوت الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين. لم تنفع حينها كل النداءات التي أطلقتها الناشطة الأميركية، ولا حتى التهديد بجنسيتها وجنسية «الأجانب» الموجودين في المنزل، لردع ذلك «الوحش» «الإسرائيلي» الضخم عن المضي قدماً، مبتلعاً كل ما حوله.. حتى الفتاة العشرينية.

في ذلك الوقت، كانت القوات الأميركية تستعد لغزو العراق فعوّلت «إسرائيل» على حرف أنظار العالم عن القضيّة. أجرت تحقيقاً برّر، بشكل متوقع، قواته من الحادث، وكذلك سائق الجرافة. وفي التحقيق، رمى «الجلاد»، كما دائماً، الذنب على الضحية. لقد تصرفت راشيل كوري، الفتاة البرتقالية، بشكل «غير قانوني وغير مسؤول وخطير».

اليوم تنتظر عائلة راشيل، بعد سنوات من النضال في سبيل تحقيق العدالة لروح ابنتها، قرار المحكمة «الإسرائيلية». وتتركز الدعوى القضائية، التي قدّمتها العائلة في العام 2005 ضد «دولة إسرائيل»، حول ما إذا كان سائق الجرافة «الإسرائيلي» قد رأى راشيل قبل أن يدهسها مرتين أمام الكاميرات أم لا.

لا تتأمل العائلة كثيراً في أن تعترف «إسرائيل» بمسؤوليتها بعد مرور سبع سنوات (تاريخ رفع الدعوى) من المماطلة، لكن صحيفة «الغارديان» البريطانية تنقل عن والدة الناشطة الأميركية، سيندي كوري، قولها إن «المعركة ستستمر. وأنا أعرف أن هذه ليست النهاية».

والد الناشطة كوري قال إن «القضية التي رفعتها العائلة مجرد خطوة صغيرة في بحث عمره 10 سنوات تقريباً عن الحقيقة والعدالة»، لافتاً إلى أن الأدلة التي قُدمت أمام المحكمة تثبت أنه لا وجود للمصداقية. وأضاف إن العائلة ستفعل كل ما بوسعها للوصول إلى حقيقة ما حدث لراشيل ومعاقبة المسؤول عما حدث.

أما محامي عائلة راشيل حسين أبو حسين فيؤكد لصحيفة «المصري اليوم» أنه سيقاضي «إسرائيل» أمام المحاكم الدولية إذا برأتها محكمة حيفا المدنية في الحكم الذي يصدر اليوم.

وأكد أبو حسين أن «المطلوب إدانة «إسرائيل» واستفسار حول معلومات عن ظروف القتل»، مشيراً إلى أن اتخاذ أي إجراءات قانونية أمام محاكم دولية يتطلب استنفاذ الإجراءات في المحاكم المحلية.

وكان السفير الأميركي في «إسرائيل» دان شابيرو قال إن «تحقيق الجيش «الإسرائيلي» في مقتل الناشطة راشيل كوري في غزة العام 2003 لم يكن كافياً، أو شفافاً أو ذا مصداقية»، وأفادت «الغارديان» أن السفير الأميركي أخبر عائلة كوري أن واشنطن ليست راضية عن سير التحقيق الذي أجراه الجيش «الإسرائيلي».

وفي الواقع، كل من كان في موقع الحادث يؤكد كذب ادعاءات السلطات «الإسرائيلية». وتشير روايات شهود عيان إلى أن الجرافة تحركت نحو راشيل ببطء، ولقد كانت في مدى الرؤية بالكامل، في حين يؤكد محامي عائلتها أن الصور التي التقطت تثبت أن السائق رآها، فـ«دهس جسدها الذي يزن 63 كلغ بجرافة تزن 63 طناً».

راشيل.. الفنانة

كثير من الناس يعرف راشيل الناشطة التي تحدّت آلة القمع «الإسرائيلية» بسنواتها الثلاث والعشرين.. بعد أن حركت قضيتها العالم، وزخرت صورتها أمام الجرافة بالكثير من الدلالات. لكن لا يعرف الجميع راشيل الفنانة بكل ما تحمله من حماسة إبداعية. ما كتبته عن تجربتها في فلسطين إلى والدتها هو أكثر من رسائل اطمئنان، تحول بعد أن نشرته صحيفة «الغارديان» تفصيلياً إلى قطع أدبية تزخر بالعاطفة والسياسة والفكر، وتعرف كيف «تسوّق» قضية عادلة اسمها فلسطين. لقد جعلت الفلسطينيين، كشعب مضطهد، أناساً من لحم ودم، عرفت كيف تترجم وجعهم وطيبتهم واستقبالهم اللطيف لها.. أخرجتهم من كونهم «مجرّد شيء مضطهد» نقوم بدعمه.

وتصف والدة راشيل لصحيفة «الغارديان» شخصية ابنتها فتقول «كانت فضولية إلى حد بعيد، مبدعة، مراقبة بشدة، فنانة، مستمعة، متعاطفة، قادرة على التواصل مع أنواع مختلفة من الناس، شاعرة»، لتضيف «كنت أعتقد أنها كشخص بالغ ستصبح إنسانة مثيرة للاهتمام».

وتنقل «الغارديان» عن والدة كوري لحظات ودقائق وساعات وأيام الوجع التي تخطّت فيها العائلة خبر مقتلها، إلى حين اتخاذ القرار بـ«الدفاع عما ماتت راشيل من أجله.. الحقّ».

وكانت راشيل بدأت نشاطها في المنظمة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني (ISM) في العام 2002، ونشطت كمتطوّعة في بلدات وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة. وهي خرجت من عائلة تعنى إلى حدّ بعيد بالشأن السياسي والاجتماعي.

في المقابل تتحدث سيندي كوري عن «هيمنة قضية راشيل على مختلف تفاصيل حياتهم خلال العقد الماضي وعن نضالهم لتحقيق العدالة» مقابل «الجدار الصلب للمسؤولين «الإسرائيليين» الذين كانوا مستعدين للدفاع عن الدولة بكل الوسائل حتى قتل الحقيقة».

كما تتحدث عن كيف تأثرت العائلة بكل ما فعلته راشيل في فلسطين، قبل موتها، حيث «بدأنا نهتم بقضايا «الشرق الأوسط» ونقرأ الكتب ونشاهد الأفلام ونتعاطف مع الفلسطينيين»، أما بعد موتها فقد «زرنا غزة، كما زرنا المنزل الذي وقفت راشيل لمنع هدمه ولمسنا ما كانت تقول إنه تجربة ضوئية، حيث ساعدتنا على الرؤيا، وتشكيل تصوّر، لم يكن لدينا من قبل».

تريد سيندي العدالة لابنتها، وللفلسطينيين كذلك. لقد باتوا أصدقاءها الآن، وباتت تفهم ماذا يعني الظلم بشكل حقيقي. وتدرك جيداً أن هناك الكثير مما يمكن أن تفعله لخدمة هذه القضية وعدالتها.

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر: جريدة «السفير» اللبنانية.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165549

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165549 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010