السبت 25 آب (أغسطس) 2012

أشكنازي: لم يحن الوقت لمهاجمة إيران

السبت 25 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

كسر رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» السابق الجنرال غابي أشكنازي الصمت الذي فرضه على نفسه بشأن الهجوم على طهران، وأعلن أن إيران لا تمتلك قنبلة نووية، وأن الوقت لم يحن لمهاجمتها.

وأشارت الصحف «الإسرائيلية» إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذّر سوريا من تسليم أسلحة كيميائية إلى «حزب الله» بعد أن وصلته معلومات حول ضغوط إيرانية على الرئيس السوري بشار الأسد لفعل ذلك.

وهكذا بعد عام كامل من التزام الصمت بشأن الضربة العسكرية «الإسرائيلية» لإيران، أعلن أشكنازي أن الوقت لم يحن لضرب طهران. وفي مؤتمر مجلس السلام والأمن، شدد أشكنازي على أن «هذا الخطر الذي ينتصب أمامنا في الشرق، وكل ما يزداد قتامة هناك، ما زلنا بعيدين عنه ومن المهم التأكيد على ذلك. ثمة نوع من الإحساس بأنه في صبيحة الغد سيقوم أحد ما بإنزال حقيبة عن أحد الرفوف، وسنجد أنفسنا إزاء قنبلة نووية إيرانية. إننا حتى الآن لسنا هناك».

وقال أشكنازي إن على «إسرائيل»، حسب رأيه، أن تلتزم عدة إستراتيجيات، ليس بينها أبدا مهاجمة إيران. وأضاف «من ناحيتي، ينبغي العمل بمنظومة سرية. والأمر الثاني، ينبغي مهاجمة الموضوع بعقوبات وبسياسات سياسية واقتصادية، والإستراتيجية الثالثة هي المحافظة على خيار عسكري موثوق وواقعي». وتابع «أعتقد اليوم أيضاً أنه يجب خوض معركة سرية. كل ما هو تحت حافة الحرب، حافة الضربة. أقرأ كل الوقت في الصحف عن الفيروسات أو عن العلماء ـ وأنا لا أعرف أي شيء عن هذا ـ ولكن يجب مواصلة عمل ذلك. ومع أن هذا يكسبنا بعض الوقت، ولكن هذا مهم».

واعتبر أشكنازي أن «الأمر الآخر الذي يجب عمله هو العقوبات، دولية وسياسية، وبالأساس اقتصادية. هذان أمران يجب أن يدعما الإستراتيجية الثالثة، للحفاظ على الخيار العسكري، الذي هو حقيقي، والأمل في أن تمنع هذه الإجراءات بمجملها إيران من السير نحو القنبلة». وخلص إلى أن على «إسرائيل» أن تأمل أن الجمع بين كل هذه الخيارات سيبعد إيران عن التقدم نحو امتلاك قنبلة نووية. وأشار إلى أنه رغم عدم اطلاعه على الأعمال السرية التي تجري بالنسبة للتهديد النووي الإيراني، إلا انه يعتقد ان هذا هو أسلوب العمل في هذا الوقت.

وأشارت «معاريف» في هذا السياق إلى أن نائب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» ووزير المخاطر الإستراتيجية الجنرال موشيه يعلون لا يزال متردداً حتى الآن إزاء الهجوم على إيران. ونقلت الصحيفة عنه قوله «لا يمكنني القول سلفاً إنني مع أو ضد الهجوم على إيران. هناك الكثير من العناصر التي تتغير كل أسبوع، ومن يوم ليوم. وأنا أحسد أولئك الذين يعرفون سلفا إن كانوا مع الهجوم أو ضده. فالأمر يتعلق بالكثير من العوامل المتغيرة، سواء تعلقت بتقدم المشروع أو العقوبات التي يمكن أن تدفع النظام نحو انهيار اقتصادي. لذلك فإنني لا أعتقد أن بالوسع القول سلفاً إن كنت مع أو ضد الهجوم. والسجال لا ينبغي أن يدور حول الهجوم «الإسرائيلي» أو عدمه».

وأضاف يعلون متسائلاً «هل إن العالم الغربي عازم على إيقاف المشروع الإيراني؟ أنا خبرت الحروب، ومن ناحيتي الحرب هي الخيار الأخير، ولكن عندما تلحظ أن في هذا الشأن غير قليل من التردد من جانب العالم الغربي، وأن هذا يلتقطه النظام الإيراني، فإن الحاجة تبرز لإثارة الموضوع».

وقال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، للعضو الجمهوري في الكونغرس الأميركي مايك رودجرز، «بالأمس فقط، تلقينا أدلّة إضافية على أن إيران مستمرة في تكثيف جهودها للحصول على السلاح النووي، متجاهلة تماما مطالب المجتمع الدولي». وكانت مصادر ديبلوماسية قالت أمس الأول، إن إيران قامت بتركيب مزيد من أجهزة تخصيب اليورانيوم في موقع تحت الأرض وهو ما يحتمل أن يمهّد الطريق لتوسع كبير في أنشطتها النووية.

وعمدت «معاريف» إلى استجلاء ما يقف خلف التصريح الاستثنائي هذا الأسبوع للرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن التدخل العسكري المحتمل في سوريا. وقالت إن الحديث يدور عن معلومات استخباراتية، وصلت إلى الأميركيين، أن إيران تضغط على الأسد لنقل جزء من مخزونات السلاح الكيميائي إلى «حزب الله».

وحذّر أوباما من أن استخدام السلاح الكيميائي السوري أو نقله من مكانه هو مثابة «خط أحمر» وقد يؤدي إلى استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية نقلت رسالة بهذه الروح إلى دمشق.

ويستند التحذير إلى معلومات استخباراتية جديدة وصلت إلى الإدارة الأميركية، ونقلت إلى أصدقاء مقرّبين من الولايات المتحدة، تفيد بأن هناك ضغطاً إيرانياً متصاعداً على الأسد لنقل السلاح الكيميائي إلى «حزب الله»، قبل أن يسقط في أيدي المعارضين. وحسب تقدير محافل غربية فإن الإدارة الأميركية تقدر بان نظام الأسد، المعروف بحرصه على حماية مخزوناته من السلاح الكيميائي، لن يبقى لزمن طويل. وهذا هو السبب الذي جعل طهران تبدأ بالضغط على الأسد لنقل جزء من مخزونات السلاح الكيميائي إلى «الذراع العسكري» لإيران على الحدود «الإسرائيلية»، منظمة «حزب الله» في لبنان.

في الغرب يقدرون بأن دمشق راكمت كميات هائلة من غاز الخردل، غاز سارين والسيانيد. وادعى الأسد ومسؤولون في النظام، في الماضي، أنهم لن يستخدموا هذه الوسائل القتالية إلا في حالة تدخل عسكري خارجي، في خطوة تعتبر كمحاولة لمنع التدخل الدولي في سوريا.

من جهة أخرى كتب كبير المعلقين في «يديعوت احرونوت» ناحوم بارنيع عن محاولة رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك إزالة التوتر القائم مع القيادة العسكرية بشأن طهران. وأوضح أن الهجوم «الإسرائيلي» على إيران لا يزال يتأرجح بين خداع وبين عملية عسكرية لم تنضج بعد، لكن أضرارها أصبحت ظاهرة.

وبعد أن يعدد أشكال الخلاف المعروف بين المستويين السياسي والعسكري يخلص إلى أنه «من المهم أن نفهم انه إذا كان الحديث عن خدعة، فإن نتنياهو وباراك فقط يعلمان أن الحديث هو عن خدعة، وربما يعلم ذلك واحد منهما فقط إذا كان صادقاً مع نفسه فقط. أما أولئك الذين يُسمون شركاء في السر ـ وزراء التُساعية وقادة الجهاز الأمني ـ فلم يُشركوا في هذا السر. إن الموارد التي أُنفقت على الإعداد لعملية أُنفقت بفرض الحديث عن عمل حقيقي. وأمامنا في ظاهر الأمر واحدة من أكثر الخدع كلفة في التاريخ».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 85 / 2177351

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2177351 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40