الجمعة 24 آب (أغسطس) 2012

إرهاب يهودي! أين الرئيس؟!

الجمعة 24 آب (أغسطس) 2012 par د. فايز أبو شمالة

كيف يكون للفلسطينيين رئيس فلسطيني، ورئيس وزراء، ومع ذلك تحرق عائلة فلسطينية بالكامل في الضفة الغربية بأيدي المستوطنين؟! وكيف يكون للفلسطينيين حكومة، ووزير داخلية، ووزير للشؤون المدنية، وفي الوقت ذاته يهشم رأس أحد الشباب العرب في القدس؛ حتى فقدان الذاكرة من قبل ثمانية من شباب اليهود؟! وكيف يكون لدينا جهاز الأمن الوقائي، وجهاز الأمن السياسي، والتوجيه المعنوي، وجهاز الأمن العسكري، وجهاز المخابرات الداخلية، والمخابرات العسكرية، والاستخبارات، ولدينا قوات الأمن العام، وقوات الأمن الوطني، وقوات 17، ولدينا حرس الرئيس، ولدينا وزراء، ووكلاء للوزراء، ولدينا من هم برتبة لواء، وعميد، ومدير عام، ولدينا علم فلسطيني، ونشيد وطني، ويفرش تحت أقدام رئيسنا البساط الأحمر، ومع كل ذلك يتجرأ اليهود على مهاجمة الفلسطينيين؛ يعذبونهم، يحرقون زرعهم، ويهدمون مساجدهم، ويجوسون خلال ديارهم نهباً وتدميراً وفتكاً وتقتيلا؟!

كيف يكون للفلسطينيين قيادة سياسية عليا، تحمل اسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحين تسمع عن الإرهاب اليهودي بحق الفلسطينيين تصم أذنيها! وحين ترى الاعتداء اليهودي اليومي على المواطنين، تطبق جفونها! وكأن الأحداث في جنوب افريقية، أو ماليزيا، لا يعني قيادة المنظمة من قريب أو بعيد؟! كيف يكون للفلسطينيين قيادة تسمع وترى ولا تقدم استقالتها؟ أليست هذه هي القيادة التاريخية المسؤولة عن التوقيع على «اتفاقية أوسلو»، التي سهلت على المستوطنين مضاعفة أعدادهم في الضفة الغربية عدة مرات، وسهلت على اليهود التحكم بالممرات الواصلة بين مدن الضفة الغربية، ومكنتهم من السيطرة على كل المرتفعات؟!

إن الجرائم الجماعية البشعة التي ينفذها المستوطنون اليهود ضد العرب الفلسطينيين ليست عملاً عفوياً، إنها ثمرة عشرين عاماً من المفاوضات العبثية، وهي ثمرة تواصل التنسيق الأمني، وهي ثمرة خيار المفاوضات الوحيد الذي أعلن عنه رئيس السلطة الفلسطينية السيد عبّاس مراراً وتكراراً، بعد أن قيد طاقة الشعب الفلسطيني، وألغى قدراته على المقاومة.

سيواصل المجرمون الصهاينة حرق الفلسطينيين، وسيمزق اليهود المتطرفون القرآن الكريم بأيديهم علانية، وسيتواصل الإرهاب اليهودي بكافة الأشكال، حتى يستكمل سحق الكرامة الفلسطينية، ويتمم نهب أرض، طالما بقت السلطة الفلسطينية على حالها، وطالما افتقدت القيادة السياسية الجرأة على تقديم استقالتها، وتحمل المسؤولية، والاعتراف بفشلها في حماية الأرض الفلسطينية، وفشلها في توفير الأمن للإنسان العربي الفلسطيني.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2165930

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165930 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010