كلما سمع المعارضون السوريون المدعومون أو الموالون لأمريكا، أحداً يتهمهم بذلك ردوا عليه فوراً وماذا عن روسيا والصين، ويذهب (اليسراويون منهم) إلى الحديث عن امبرياليات روسية وصينية:
1- ابتداءً لم تعد روسيا ولا الصين دولاً اشتراكية وهما في حالة اقرب ما تكون الى رأسمالية الدولة، ولكن أياً منهما لم يصبح امبريالية رأسمالية، وقد يصبحان او يشهدا عودة ما لاشتراكية ديمقراطية أما مفهوم الامبريالية، فحسب الخطاب اليساري نفسه، فيعني الرأسمالية في أعلى مراحلها، ومن المؤكد انه لا روسيا ولا الصين حققت أعلى مراحل الرأسمالية، وإذا ما حققتا ذلك في غضون العقود القادمة، فان العلم كله سيصبح تحت سيطرتهما عندها لكل حادث حديث.
2- في غياب أرقى مشروع فكري وحضاري وإنساني وتراجعه في روسيا والصين، وهو الاشتراكية، فان المصالح وليست الأيديولوجيا هي التي تحكم سياسة هذين البلدين.
3- وفيما يخص المصالح كمحدد أساسي في العلاقات الدولية، تعالوا نرى وندقق أين تتقاطع مصالحنا، مع الأمريكان أم مع الروس والصين وذلك في ضوء المحددات الأساسية لهذه المصالح مع الحذر (الموضوعي) من خلط الأولويات والتناقضات والتاريخ السياسي لها.
ومن هذه المحددات: الموقف من عدو الأمة (إسرائيل) ومستوى العلاقات السياسية له مع أمريكا ومع الصين وروسيا، والموقف من ثروة الأمة الأولى، النفط، والتاريخ السياسي لهذه الدول فيما يخص المصالح العربية ودعمها او التواطؤ والتآمر عليها.
سيقال ان روسيا والصين تقيمان علاقات مع (إسرائيل) وهذا صحيح ولكنها علاقات عادية لا ترقى أبداً الى مستوى العلاقات العضوية والدعم الاستراتيجي الأمريكي لها، أما موضوع النفط والموارد الأخرى فلا يجادل فيه احد والأهم من كل ذلك، هل اعتدت روسيا والصين على دولة عربية واحدة وهل نهبت مواردها أم ان تجارة روسيا مع العرب تجارة خاسرة ولا تفي بالحد الأدنى من تغطية مشتريات السلاح منها ويمكن اختصار هذه العلاقة بالمثل المعروف، بدلاً من ان تعطي العرب سمكة وتأخذ البحر بأكمله (كما تفعل امريكا) فقد حاول الروس تعليم العرب صيد السمك وأعطوهم الأسلحة للدفاع عن بحرهم (السد العالي ومصانع الحديد في مصر والجزائر.. الخ).