الخميس 16 آب (أغسطس) 2012

فَيْضُ البردةْ

الخميس 16 آب (أغسطس) 2012 par أيمن اللبدي

يا نائحَ الأَيْكِ أدْرِكْ نائحَ الأَجَمِ
لحظُ الجآذرِ أَوْدى بالفَتى العَلَمِ

جارانِ كانا ودمعُ العشْقِ مُشْتَركٌ
ما العِشْقُ إلاسُيوفُ الحِلِّ في الحَرَمِ

تُرْدي الفَرائسَ أَياً كانَ مجلِسُها
وَلا تُراقبُ عَهْداً في فَمِ الذِّمَمِ

تَرْمي العيونُ بِسَهْمِ الحظِّ إذْ نبَلَتْ
فإنْ أصابتْ فَسهمُ الحُكْمِ فيهِ رُمي

أشفارُها الوَهْنُ والأعطالُ سيمَتُها
وبالتَّمَنُعِ تُـدْمي صَوْلَةَ الرُّخُمِ

لا تَسْتَعينُ عَلى صَيْدٍ بجارتِها
ولَيْسَ تُشْفِقُ ما زادَتْ منَ البُهُمِ

منْ كلِّ بيضاءَ أوْ سمراءَ عُدَّتُها
أنسُ المراتِعِ لمْ تَبْرَحْ ولم تَرُمِ

غيداءُ فرعاءُ لا يُشْفي ضَحيَّتَها
إلا الوِصالُ وبعضُ الوَصْلِ كاللَّمَمِ

كالشَّمسِ تطلُعُ إلا أنَّها قَعِدٌ
ليستْ تبارِحُ إشراقاً على الغَسَمِ

أيَّانَ تَرْقُبُ ثِنياها تَجِدْ زُمَراً
منَ اللآلئِ والأنوارُ في القِمَمِ

حُسنٌ وَيطْغى إذا لاحقْتَهُ نظَراً
حتى يتيهَ فلا يَقْوى على الدُّوَمِ

فإنْ تَثَنًّتْ فأرضُ اللهِ تَحْسِدُها
ماسَ القُوامُ وفاحَ العِطْرُ في الكُتُمِ

يأخذنَ ذا اللبِّ حَتى لا حِراكَ بهِ
كأَنّها الطَّيْرُ فوقَ الهامِ والقَدَمِ

ماروتُ ينفِثُ سِحْراً لا فِكاكَ لَهُ
في نطقِها العزفُ والأوتارُ في الكَلِمِ

قدْ كانَ يَطْربُ من شَدْوٍ تُردِّدُهُ
ويحَسْبُ العِشقَ للضَّعفى وللزُّكُمِ

أبكيْتَهُ اليومَ مُشتاقاً لِعَبْرَتهِ
يا وَيْحَ قلبكَ هلْ غابتْ بمُحتَدِمِ

تَرى الدُّموعَ وِصالاً لا تَكفُّ يداً
كأنَّها الحظُّ في الأَلْواحِ مِنْ قِدَمِ

لَوْ أنَّكَ اليومَ قدْ أَهْدَيتَهُ خَبَراً
فيهِ التَصَبُّرُ والسَّلوى عَلى السَّقَمِ

لكنتَ قاسمتَهُ في خَيْرةٍ وَصلتْ
لكَ المعارفُ في أندائِها الشَّبمِ

يا نائحَ الأَيْكِ سَهمٌ في الفؤادِ ألا
منْ رُقْيَةٍ لَأَذى الهِنديَّةِ الخُذُمِ

ما زارهُ النَّومُ مُذْ شابَتْ ذوائبهُ
ولا استراحتْ لهُ الأحْشاءُ منْ أَلمِ

ما انفكَّ صابٍ يَسحُّ الدَّمْعَ متَّقِداً
والدمعُ أهونُ ما في العشْقِ منْ زُلَمِ

قدْ أهلكَ النَّفسَ في الآمالِ يرقُبها
فما يزيدُ سوى عمراً منَ الصُّرَمِ

وما الأماكنُ إلا خاطرٌ وَهَوىً
ودونَ ذلكَ أحجارٌ على حُزَمِ

لا ينطِقَنَّ أخيذٌ بالجمالِ سُدىً
ويكْثِرُ اللَّغْوَ مشغولٌ عنْ الفَهَمِ

أَصاحبَ العذْلِ بعضٌ منكَ مُنْيَتُهُ
كيما يزيدَ جلالُ الشَّوْقِ في الضَّرِمِ

لولا العواذلُ ما اهْتاجتْ بلابِلهُ
ولا أصرَّ على النَّجوى بمتَّهَمِ

ما للعَواذلِ إلا حِرْفَةٌ قدِمَتْ
لولا الهوى لغدَتْ في مُطْلِ مقْتَسِمِ

أمَّا الوشاةُ فنِصْفٌ تَشْتَكي مرضاً
وما تَبَقّى سِوى الحسَّادِ في الغُرُمِ

يا منْ تَقـَوَّلَ إنَّ اللُّؤمَ مَرْتَعُهُ
كالظُّلْمِ دامٍ وأشواكٌ منَ العُتُمِ

فيمَ اشتغالكُ في الأَقْدارِ تغْمِزُها
لوْ شفَّكَ الوَجْدُ لمْ تهْجَعْ ولمْ تَقُمِ

بهنَّ أودعَ ربُّ العرْشِ أسْلِحَةً
بالرُّوحِ والأُنْسِ قبلَ الجيدِ والعَنَمِ

أفِتنَةٌ بِسِواها كانَ مُرتَقباً
والسِّحرُ يَصْرعُ عُمياناً وذا صَمَمِ

أبوكَ آدمُ ما تفاحةٌ سقطتْ
أغوتْهُ لكنْ ببثًّ السُّمِّ في الدَّسَمِ

يا قلبُ أمسِكْ فإنَّ الكَتْمَ أشْرفُهُ
دمعٌ توارى ولوْ أنَّ البُكا بدَمِ

إنْ كانَ لا بدَّ منْ قدَرٍ غَدا سَفِراً
فانشرْ شراعاً منَ الأخلاقِ كالأُطُمِ

واعفُفْ فإنَّكَ إنْ تفعلْ تجدْ ثَمَراً
جَنْيَ العفافِ وأنعمْ في جَنى الكُرُمِ

والصَّبرُ حقٌّ كمثلِ النَّولِ شاهِدهُ
إمَّا انتبَهتَ تذكَّرْ قولَ محتَرمِ

يا ساكنَ البانِ ما طالَ الفراقُ، لكمْ
عهدُ المحبِّ وفاءً بالغَ القَسَمِ

لعمرُكَ الدِّينُ والدُّنيا أخو عظةٍ
فإنْ وقفتَ ببابِ الوَعْظِ فاغتَنِمِ

قُلْتُ اسْتَفيقي ألا يا نفْسُ مَهلَكُها
إذا غَوَيْتِ وبَعضُ الذِّكْرِ كاللُّجُمِ

ما يصْنَعُ الفِكْرُ إنْ خارَتْ عزائِمهُ
فليسَ يبقى عدا التَّقوى عَلى الهِمَمِ

صلاحُ أمركَ بالتَّقوى تُثَبِّتُهُ
وما الخلاقُ خلا سُّور عَلى الشِّيَمِ

والنفسُ تَطْغى فإنْ تَغْفَلْ تَهَدَّدَها
سوءُ المآلِ، وإن تَذْكُرْ نَجَتْ بِعَمي

والنَّفسُ كالنّارِ إن أشبعْتَها حطباً
ثارتْ وإنْ بَرَداً ألْقَمتَها تَنَمِ

والنَّفسُ تَجني وتنَسى جَنْيَ مُوْرِدِها
دارَ الهلاكِ بتَسْويفٍ لِمزْدَحَمِ

إذا الصَّحائفُ سوداءٌ لحلكتِها
والعزمُ أوهى منَ الدِّيدانِ في الهمَمِ

صاحتْ أغيثوا فإنَّ الذنبَ مُنْطِبِقٌ
طَبْقَ الكتابِ على مفرودةِ الرَّقَمِ

أينَ المفرُّ وعُمْرٌ فرَّ لاهيةً
ساعاتُهُ، والأيامُ كالحُلُمِ

لكلِّ ذنْبٍ وإنْ طالَ السَّماءَ أذىً
لهُ شفيعٌ عظيمُ الشَّأنِ والكـَرَمِ

وكلُّ كَرْبٍ، وإنْ عزَّ المُقامُ بهِ
لهُ الجلاءُ بِجاهٍ عزَّ في العِظَمِ

وكلُّ شأوٍ إذا فاقَ الخيالَ دَنا
لهُ المُجيبُ وَحلَّ الغيْبُ بالقِسَمِ

سرى بيَ الشَّوقُ أخّاذاً فقلتُ لمنْ
فقالتِ النَّفسُ للمَحْبوبِ من قِدَمِ

ويحَ الأحبَّةِ إنْ ظنّوا لهَمْ رُكناً
يجوزُ ركنَ حَبيبِ اللهِ منْ بَلَمِ

فداهُ نفسي ومالي والولاءُ لهُ
هيهاتَ يُؤْمِنُ إلا مَنْ بها يُسَمِ

لولا المخافةُ قلتُ الكفرَ مختَصرٌ
في مُبْغِضيهِ وأيٌّ فوقَ ذا الجُرُمِ

إني وَقَفتُ ببابٍ لا صُدودَ لهُ
في روْضَةِ النّورِ مَوقوفاً على النَّدَمِ

يا أشرفَ الخلقِ ما لي بالسَّميِّ يدٌ
كصاحِبَيَّ، ولكنْ كنيَةٌ لَسَمي

وَردْتُ روْضَكَ في الدٌّنيا على عَجلٍ
أعلِّلُ النّفسَ وِرْدَ الحوضِ في السَّلَمِ

ما لي سواكَ شفيعٌ إنْ هَوى عَملي
وليسَ يُجبَرُ محرومٌ منَ الرَّحِمِ

إني نظمتُ وظني أنها رَحِمٌ
موقوفةَ الدَّهرِ في بدءٍ ومختَتَمِ

ليستْ كَزَهْرِ زُهيْرٍ في محاسِنِها
ولا كَكَنْزِ عِماماتِ الفتى الدَّسمِ

لكنَّها الصِّدقُ في النَّجوى تبثُّ هوىً
وليسَ كالصِّدقِ منجاةٌ منَ التُّهمِ

لثمتُ نورَكَ بابَ الرَّوضِ محتفياً
يا ليتَ أني أقيمُ الدَّهرَ منْ نهَمي

قدْسيَةٌ وسَرى في الجوِّ عاطرُها
لولا الحياءُ لقلتُ الدِّينُ في اللَّثِمِ

محمّدٌ صفَوةُ الباري وحُجَتُهُ
وَخيْرُ خلقِكَ في الثَّقْلينِ والسُّدُمِ

مولايَ صلِّ وسلِّم دائماً أبداً
عَلى حبيبكَ خيرِ الخلقِ والعَلَمِ

أتيْتَ بِشْراً وربُّ النَّاسِ أدَّبَهُ
فكُنتَ أكملَ ما في الآيِ منْ نِعَمِ

يا رحمةَ اللهِ قدْ فاضتْ على أُممٍ
فيها استظلُّوا على حَرِّ الطريقِ حَمِ

اللهُ أكبرُ ما ذاعَ الأذانُ بها
وما تردَّدَ بينَ الفجرِ والظُّلَمِ

بطحاءُ مكَّةَ منْ أَنْوارِ ليلَتِها
قامتْ تُسَبِّحُ والبَسْماتُ في النُّجُمِ

يا آمِنَ الخيرِ، إنَّ الحقَّ مولدُهُ
بُشرى الخلاصِ لخلقِ اللهِ والبُهَمِ

سمّيهِ أحمدَ، وهوَ الحمدُ خِصلَتُهُ
يا سيِّدَ الكونِ من عُرْبٍ ومن عجَمِ

قريشُ تعلمُ أيَّ السَّادةِ اختَبَرتْ
فهاشِمُ العزُّ منْ سيلِ الأُلى البُطُمِ

يَتيمُ حظٍ ولكنْ عُزْوَةٌ نَقَرَتْ
جَدٌ وَعمٌ وأرتالٌ منَ الحُشُمِ

فيها مُدِحتَ بآياتٍ مُحَجَّلَةٍ
ظفِرتَ بالعدْلِ للضَّيعى وللُيُتُمِ

ومعْ حليمةَ قدْ شاعَتْ مآثِرُهُ
فزارَها الخيرُ محمَولاً على الدِّيَمِ

تَجري وكانتْ تجرُّ الرَّاحلينَ بها
حتى كأنَّ بها الأرياحَ في القَدَمِ

يومُ الغَسيلِ إذا مَلَكٌ تَحضَّنَهُ
يَشُقُّ عنْ صَدْرهِ الأَستارَ بالنَّسَمِ

بأمرِ ربِّكَ مَغْسولَ الفؤادِ غدا
بعِصْمَةِ اللهِ لا بالحِرْزِ والوَشِمِ

فلا الشَّبابُ لهُ السُّلطانُ في خَبَرٍ
ولا الغوايةُ في مسودَّةِ اللَّمَمِ

حتى رآهُ (بحيرا) في الكتابِ شَدا
هذا الأمينُ وَسيما الصِّدقِ في الوَسمِ

تُظلُّهُ اليومَ سُحبانٌ وفي غَدِها
إذا أَشارَ أتتْ بالهاطِلِ العَرِمِ

يُظلُّهُ الغيمُ أمْ قدْ يستظلُّ بهِ
والناسُ حيرى منَ المشتاقةِ الفَهِمِ

هوَ الصَّدوقُ ومحضُ الصِّدقِ في فمهِ
قبلَ النُّبُوَّةِ والآياتِ والختمِ

إمَّا اعتِزالٌ بغارِ النُّورِ مُتّصِلٌ
للفكرِ والدَّرسِ والتَّسبيحِ في الدُّهُمِ

أوِ انتصارٌ لأَحْكامِ الصَّلاحِ ترى
بحكمةِ الحقِّ دفعَ الشَّرِّ في البُزُمِ

حتى تنزَّلَ جبِريلُ الأمينُ بِها
اقرأْ وربُّكَ والتَّعليمُ بالقَلَمِ

سجى لسانُ بليلٍ عِندَما انفجرتْ
فيهِ اللَّوامعُ كالأشفارِ في الورَمِ

تُفَتِّتُ الغَلْقَ فالأبوابُ مشْرَعةٌ
طلاوةٌ سَفَرتْ في حُسْنِ منتَظمِ

أينَ التَّحَديَ إنْ نادتْ مقاعِدهُ
ما زالَ يرقبُ والأَسْماعُ في صَمَمِ

لا الشِّعرُ أمثلُ أنْ يُدعى مبارزةً
والنَّثرُ أَشقى لكيْ يُدعى كمَنهزمِ

فيهِ القلائدُ منْ درٍّ ومنْ عَسَلٍ
فأيُّ قولٍ تجدْ منْ مثلهِ كَسَمي

وجدتَ فيهِ كلامَ الصَّانِعِ الأَعلى
وكلُّ صُنْعٍ عَلى صُنّاعِهِ يُنمي

ما أعجزَ الخلقَ عندَ المتنِ مُكْتَفياً
بلْ قامَ ينسخُ أخباراً على إرمِ

في مُحْكَماتٍ لهنَّ النّورُ مُتَصِلٌ
كالبَحْرِ في مَدَدٍ كالزَّهرِ في النَّشَمِ

يقصُّ منها ويُنْبي عنْ قُرىً هلكتْ
ويستزيدُ عَنِ الآتينَ في الرَّحِمِ

ما هزَّهُ الوحيُ منْ ضُعْفٍ يكابِدُهُ
بلْ قوةُ الحقِّ في الآياتِ منْ عظَمِ

عليهِ دَوْمُ صلاةٍ لا انقضاءَ لها
أميُّ علَّمَ خيرَ العلْمِ في الحِكَمِ

إلزمْ، خديجةُ قالتْ لنْ تهونَ بها
وأيمُ ربِّيْ لكَ البُشْرى منَ الكَلِمِ

وَصَّالُ رَحْمٍ وحمّالُ العَثارِ لَهمْ
تُقري الضُّيوفَ وتَحمي عنْ يدِ الكُلَمِ

بِهِنَّ يرفعُ ربُّ النَّاسِ مُنْتَجَباً
وهُنَّ أمْتَنُ ما في الأسِّ منْ دُعَمِ

أذَّنْتَ فيهمْ بأنَّ الحقَّ مُنْتَصِرٌ
دعا فأوذيَ واستعلى معَ الكُظُمِ

خابتْ قريشُ ولو دانتْ لأوْرَثَها
حبيبُ ربِّيَ ركناً غيرَ مُنهدِمِ

تغدو وتذهبُ والأحلامُ شاخصةً
وتّدَّعي الفوزَ بالإرهابِ والغَمَمِ

طوراً تقــاطِعُ والدِّيدانُ تأكلُها
صَحائفَ الجوْرِ لا تُبقي منَ السُّخَمِ

وغيرَ باسمِكَ ربَّي ما استقرَّ بِها
تَبْقى فَيذهَلُ هامُ الظالمِ الغَلِمِ

أُخرى تحاولُ كنزَ المغْرِياتِ فخذْ
كلا وَرَبِّكَ لَوْ بالشَّمْسِ والجَلَمِ

لو أنَها سألتْ ما هدَّ إيواناً
وما أخمدَ النيرانَ يومَ المولدِ الأَشمِ

وما أضاعَ لُبابَ الرُّومِ مُرْتَعِداً
لما استَخَفَّتْ بأمرِ اللهِ في الحُسُمِ

لكنَّ كفرَ قُريشٍ في معانِدها
قدْ صدَّها الجهلُ عنْ خيرٍ وعنْ نعَمِ

آذتهُ فَرداً وآذتْ بيتَهُ زُمَراً
فما تراجعَ عنْ حقٍ وعنْ رُحُمِ

رمى بهِ الحزنُ ما ضاقَ الفؤادُ بهِ
دعا ونادى أَمِنْ رُحمى على الأدَمِ

أرادَ ربُّكَ أنْ يعُطى بها كرماً
لا ينبغي لنَبِيِّ غيرهِ يَقُمِ

إنْ ضاقتِ الأرضُ لمْ تدْركْ عطيتهَا
فللسَّماءِ شفاهُ الحامدِ النَّهِمِ

سَرى به اللهُ للأَقصى على صِفَةٍ
فيها إمامةُ مَنْ بالبيتِ والحَرَمِ

بالأَنبياءِ إمامُ المرسلينَ غدَتْ
فيهِ الملائكُ تَشْدو أقدسَ النَّغَمِ

أخوكَ عيسى هوَ ابنُ كنْ بلا قلَمِ
وأنتَ يا سيِّدي مِنْها عَلى القَلَمِ

فليسَ ذلكَ في ختمِ النبوّةِ بلْ
تتويجُ صورةِ عهدِ اللهِ في التَّمَمِ

لولا السُّجودُ لربِّ الكونِ منفرداً
لكانَ قيلَ اسْجدوا للأكملِ الحَكَمِ

طَوى السَّماءَ تدانَى للبراقِ هَوىً
لراكبِ النُّورِ لمْ تهجُدْ ولم تَنَمِ

وَقابَ قَوْسينِ حَفَّ العرشُ مبتهجاً
ويا محمَّدُ هذا الركنُ فاستَلِمِ

وَسِدْرَةُ المنتهى آيٌ على شَغَفٍ
تنداحُ للمختارْ كالسَّرجِ في البُزُمِ

هذا مقامُكَ محموداً فَطِبْ فَرِحاً
ولا تَظُنَّنَ تَوْديعاً لمضطَّرمِ

ولا قَلاكَ فإنَّ الحبَّ أعظَمَهُ
بعضُ اشتياقٍ يزيدُ الوجدَ كلَّ ظمي

في المعجِزاتِ ولكنَّ الأساسَ بها
بعدَ الكتابِ حديثُ القادمِ الحتِمِ

يقولُ لا تأسَ ربُّ الكونِ يحفَظُنا
لا ينفَذُ الشرُّ إطلاقاً لمعتَصِمِ

يا صاحبَ الغارِ إنَّ اللهَ ثالثُنا
إياكَ والحزنَ واركبْ خلفَ مقتَحِمِ

بأوهنِ البيتِ قدْ ردَّ الطغاةَ فما
في مثلِها عِظَةٌ في قولِ مختَصِمِ

بكَ اليقينُ وأنتَ الحقُّ والكرم
أدّبتَ ربي فيا سُعدى لملتَئِمِ

محمَّدٌ صَفْوةُ الباري وعُدَّتُهُ
ورايَةٌ لكمالِ الدِّينِ لمْ تُضَمِ

محمدٌ شِرْعةُ الهادي وَمنْحَتَهُ
بُشْرى المساكينِ والأيتامِ والأيِمِ

محمدٌ ختمةُ العالي وَرَحمَتُهُ
وعزَّةُ العدْلِ والايمانِ والحُلُمِ

أواثِقَ الخطوِ منْ باللهِ معتَصمٌ
هيَ التَّمامُ فأكرمْ بالهُدى التَمِمِ

وَكيفَ نَسْبِقُ قولَ اللهِ في مثَلٍ
أطراكَ في الخُلْقِ إنًّ القولَ في عُقُمِ

تقولُ عائشُ أمُّ المؤمنينَ بلى
قرآنُكمْ مثلاً يمَشْي عَلى قَدَمِ

أبَعْدَ ذلكَ يحتالُ القريضُ عَلى
فُتاتِ حسْنٍ منَ الأَزهارِ في الكُممِ

دَعْ عنكَ جُهّالَ حَقٍّ ما افتَرواْ كَذِباً
عَلى النَّبيْ وما دَسُّوا منَ التُّهَمِ

جاهدتَ دهْركَ والأيامُ في قُلَبٍ
وما استَكنَتَ عنِ التّبليغِ في عُزُمِ

سَلَكْتَ حُسنى ولكنْ ما طغى شررٌ
إلا وَكنتَ لهُ اللجيَّ في القُحَمِ

حتى أقمتَ لِدينِ اللهِ أعمدةً
لا زيْغَ فيها وَتعلو كلَّ مستَنِمِ

قمتَ اللياليَ ما قطَّعتَها ترفاً
في اللهِ سَبْحاً وتشكو ضُرَّةَ الوَرَمِ

وشدَّ من سَغَبٍ أحشاءَهُ وطوى
دونَ الحجارةِ كشحاً مترفَ الأدَمِ

والأمرُ ما قلتَ فيهِ اللا أَوِ النَّعمَ
فخيرةُ اللهِ في لا منكَ أو نعَمِ

أدَّيْتَ فيهمْ وَكنتَ القدوةَ اكتملتْ
تمامَ بَدْرٍ منَ الإحسانِ والقِيَمِ

وبالقَواريرِ تُوصيهمْ تُقِمْ مَثَلاً
فهيَ الفروسيَّةُ الأُخرى لوجهِ كمي

بُعِثْتَ تُكملُ للأَخلاقِ عُدَّتَها
وتُثْبِتُ العدْلَ في الأَحكامِ والنُّظُمِ

وتُرسِلُ الحُكمَ لا إكراهَ عَنْ عَمدٍ
فالدِّينُ للهِ بالإسلامِ يُخْتَتَمِ

خميسُكَ الحقُّ إن لاحتْ سَبائبُهُ
بالرُّعبِ يُنْصَرُ كمْ للحقِّ منْ نِقَمِ

والحربُ للهِ لا قهراً ولا طَمَعاً
فمنْ تخيَّر دونَ اللهِ في جُحُمِ

مَضوا بعهدِكَ للدُّنيا بلا وَجَلٍ
حتى أطاعتْ كمثلِ الخَيْلِ في الشُّكُمِ

الراشِدونَ على المنهاجِ دَيْدَنُهم
خيرُ الرَّعيةِ والإسلامِ والرَّحِمِ

أيُّ المناراتِ كالصِّديقِ أو عُمْرٍ
ومنْ كعثمانَ تقوىً أو عليِّ سمي

أقمارُ شعَّتْ وما انفكتْ تظلِّلُنا
على الكرامِ صلاةٌ كلَّ مُغْتَنَمِ

وما استقرَّ سوى حَقٍ بهمْ وكفى
أما المصابُ فكانت من ذوي تُخَمِ

أغراهُ بالجهلِ من أغراهُ بالجرُمِ
ويَنقَضي الشكُّ في المرجوحِ بالرَّجمِ

كانتْ شهادةَ للإسلامِ قدْ ثبَتَتْ
إنْ دبّرتها يهودٌ في يدِ السَّأمِ

في فتنةٍ زُرِعتْ يا ليتَها قُبِضَتْ
ولمْ تقطِّعْ يدَ الإسلامِ بالنَّدَمِ

دَسُّوا السّمومَ فُرادى واحتفوا جُمَعاً
بالمسلمينَ وبيتِ الطُّهرِ والشَّمَمِ

مولايَ صلِّ وسلِّم دائماً أبداً
عَلى حبيبيكَ خيرِ الخلقِ كلِّهمِ

وآلِ بيتٍ همُ الأطهارُ عِتْرَتُهمْ
منْ حبِّ طهَ يكونُ العهدُ في الرَّحِمِ

جدَّ الحُسينِ براءٌ تستقرُّ عَلى
مَرِّ الزمانِ منَ الإظلامِ والظُلمِ

منْ كربلاءَ ومنْ أهوالِها وَكَفى
وَمنْ دَمِ ابنِكَ والزَّهراءِ والخِيَمِ

ما منْ عزاءَ ولكنْ حرقةٌ بلَغتْ
لَوْ سالتِ الدَّهرَ لمْ تُنصِفْ ولمْ تُقِمِ

هذا شَهيدُ فمِ الإسلامِ مُختَصراً
لا يُكْتمُ الحقُّ أو يُنْكَرْ بذي فهمِ

لوْ أنَّ حاضِرَنا لا يشتكي جَلَلاً
لكانَ أهونُها مستورةَ الطلَمِ

لكنَّها اليومَ أعتى في مصائِبِها
والمستَطيرُ غدا يطغى على العَوِمِ

قريشُ عادتْ وعادَ الواقفونَ لها
والشِّرْكُ عادَ بما للشِّركِ منْ صَنَمِ

والمسلمونَ على سيفٍ يُريقُ دماً
هُو الحرامُ وَسَعْيُ الفَصْمِ في الفُصُمِ

وَيُؤْثرونَ مُوالاةَ العَدوِّ عَلى
صَحيحِ هديكَ للسُّلطانِ واللُّقَمِ

مَضَواْ لِدُنْيا كأنَّ الدِّينَ سِلْعَتَهمْ
باعوهُ بَخْسَاً فصاروا سُبَّةَ الأممِ

منْ كُلِّ ناهَشَةٍ تترى رأيتَ دماً
منهمْ فَلَحمُ بني ديني على وَضَمِ

صَدَقتَ فيهمْ رسولَ اللهِ إذ فَرقوا
غدواْ كأهونِ ما ينقادُ في الخُطَمِ

عادوا دويلاتِ بؤسٍ في مشاغِلِها
قبائلاً وترى مِنْ كلِّ منقَسِمِ

أسيادَ كانوا لمجدٍ لا يُرامُ سنىً
حتى استهانوا غَدوا في قَذوة الخدمِ

يسوقُهم جهلُ أفهامٍ وزمرَتُها
تنقادُ للعبدِ ساداتٌ وللفُطُمِ

لو أنَّهم شِيَعٌ للمصطفى انتَصَرتْ
إرادةُ اللهِ لكنْ همْ لكلِّ طمي

أقصاكَ في الأسرِ منْ خمسينَ تُرهبُهمْ
يدُ اليهودِ وأشباهُ الرِّجالِ عُمي

باعوهُ بخْساً كما باعوا كرامتَهم
وقدْ تنادواْ لذلِّ السِّلمِ في الوُهُمِ

متى يُسالمُ في دينٍ وفي خُلُقٍ
على الدَّنيةِ في الأعراضِ والذَّمَمِ

فإنْ تنادتْ إلى التَّحريرِ كوكبةٌ
منْ فتيةِ آمنوا بيعوا لِمُنصَرمِ

صارَ الجهادُ قتالَ المسلمينَ معاً
ما بينهمْ وفتاوى الخُبثِ كالوحَمِ

كلٌ يُسابِقُ في فتَوى الفَسادِ وَما
قدْ يَرْعَوي تاجِرٌ في ربحهِ العَمِمِ

شكوتُ حاليَ مهموماً بذي تَلَفٍ
إليكَ إني كسيفُ البالِ مِنْ ألمي

يا ربِّ جاهاً لياسينَ الذي وُسِمتْ
فيهِ الحوائجُ مقضياتِ في العِصَمِ

اصرفْ عواديَ عنَّا ضيمُها كِسَفٌ
واكتبْ شِفاءً من العلَّاتِ والسَّقمِ

واكتُبْ نجاةً لنا من فِتنَةٍ وَسِعَتْ
واجمعْ دعاتَكَ في حقٍ منَ الحُدُمِ

وانصُرْ كِتابكَ في أرضٍ تحارِبُهُ
واقسمْ لملةِ طهَ قوْمةَ العَدَمِ

وائذنْ بفَتحِ فلسطينَ التي انتُكِبَتْ
وارفعْ لوائكَ فوقَ القدسِ والحرمِ

[bleu]شعر / أيمن اللبدي[/bleu]

الخميس ۱٦ أغسطس ٢٠۱٢مـ | ٢٨ رمضان ۱٤٣٣هـ



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2176601

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2176601 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40