الاثنين 13 آب (أغسطس) 2012

بحث «إسرائيلي»: روسيا لن تُغير موقفها الداعم لسورية ولإيران لأن فقدانهما سيؤدي لضربة قاصمة لمصالحها في «الشرق الأوسط»

الاثنين 13 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

رأى الباحث المختص في الشؤون الروسية، تسفي ماغين، في بحث جديد نشره «معهد الأمن القومي الإسرائيلي» على موقعه الالكتروني أن الموقف الروسي المؤيد بدون تحفظات لنظام الرئيس السوري، د. بشار الأسد، لن يتغير وأن صناع القرار في موسكو لن يتراجعوا قيد أنملة عن موقفهم المؤيد للنظام الحاكم في دمشق.

لافتًا إلى أن الموقف الروسي لم يتغير منذ اندلاع الأحداث في سورية قبل أكثر من سنة ونصف السنة، فروسيا تواصل تبني هذا الموقف بثبات، مع الصين، دون أنْ تأخذ بعين الاعتبار أن علاقاتها مع الغرب تأثرت سلباً، كما أن موسكو لم تعر انتباهًا لخسائرها بسبب هذا الموقف، ولم يتمكن الضغط الغربي الممارس عليها من دفعها إلى تغيير موقفها أوْ حتى تليينه، على حد قول الباحث «الإسرائيلي».

وتساءل البحث هل روسيا تدافع عن نظام صديق لمنع البديل الإسلامي، على جميع تداعياته، من الوصول إلى السلطة، هو السبب الوحيد، أمْ أن لروسيا مصالح أخرى، ليست بالضرورة مرتبطة جميعها بنظام الرئيس الأسد، تدفعها لاتخاذ هذا الموقف؟.

وبحسبه، فإن سورية، إلى جانب إيران، بقيت الحصن الروسي الأخير في منطقة «الشرق الأوسط»، وذلك بسبب ما يُطلق عليه «الربيع العربي»، والذي من خلاله تبين للروسيين أنهم يُبعدون عن التأثير في المنطقة لصالح الغرب، الذي يدعم المنظومة السنية الأخذة بزيادة قوتها، وبالتالي، فإن سقوط سورية، ومن بعدها إيران، من شأنه أنْ يخلق أنظمة حكم في الوطن العربي معادية لروسيا وفي المنطقة من شمال أفريقيا وحتى الصين.

ثانيًا، قال الباحث، إنه بدفاعها عن سورية، فإن موسكو بذلك تؤكد مبدئها القاضي برفض أي تدخل أجنبي في سورية ومنح الشعب السوري الحق الكامل للشعب السوري في تقرير مصيره، وبحسب الباحث فإن جميع المؤشرات والدلائل القائمة اليوم تؤكد بأن التدخل الخارجي ليس وارداً، ومرد هذا الأمر نباعٌ من الموقف الروسي ومن إهمال الغرب، وأيضاً بسبب قوة النظام السوري من الناحية العسكرية، الأمر الذي يُتيح لموسكو أنْ تلعب دوراً فعالاً جداً في الحلبة السورية لدعم الأسد ولتحضير بديل له كما يحلو لها.

وأضاف الباحث، في لبند الثالث من بحثه، أن المشكلة الروسية الرئيسية تكمن في منظومة علاقاتها الخارجية، بالإضافة إلى «الشرق الأوسط»، في مواجهة الغرب، إن كان من الناحية العالمية وأيضاً في ما يتعلق بحدود روسيا، حيث تعمل موسكو هناك من أجل صد التحديات التي يضعها حلف الناتو وأمريكا أمامها، لافتًا إلى التطورات الخطيرة في المناطق الحيوية لأمن روسيا القومي، حيث يُحاول الغرب وأمريكا تحديدًا التدخل في القوقاز وجورجيا وأذربيجان من أجل تقليل التأثير الروسي، مشددًا على أن تركيا شريكة في المخطط الأمريكي، وأنقره بتصرفها هذا تتحدى إيران بشكل سافر، على حد قوله.

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحث، إن هناك تطورات مقلقة بالنسبة لروسيا في مركز آسيا، حيث أعلنت أوزباكستان عن تخليها عن اتفاق الدفاع المشترك الذي قادته روسيا، وهي خطوة تُفهم بأنها تريد الانضمام إلى الغرب، في ما تُفكر دول أخرى بحذو حذوها، والروس يفهمون جيدًا أن هذه التطورات مردها قيام أمريكا بشكل سري بتمرير هذا المخطط، كما أن الخلاف بين أمريكا وروسيا بالنسبة للدرع الصاروخي ما زال يتفاقم لرفض روسيا المشروع الأمريكي.

ولافت الباحث «الإسرائيلي» إلى أنه من العوامل التي ذُكرت أنفًا، يبدو أن الموقف الروسي من دعم الأسد، وأيضاً دعم البرنامج النووي الإيراني هدفه استعمال إيران وسورية كأوراق مساومة لتطوير مصالحها وأهدافها في المفاوضات مع الغرب، وزاد قائلاً إنه منذ عودة الرئيس الروسي بوتن إلى سدة الحكم يجري نقاش حاد للغاية ومليء بالنزاعات بين موسكو وواشنطن، إذ أنه عملياً، يرفض الأمريكيون المطالب الروسية، وبموازاة ذلك يقومون بتطوير خططهم الإستراتيجية، وفي أحسن حال، قال الباحث، عرضت أمريكا على روسيا مقابلاً غير مقبولاً من أجل التعاون معها في «الشرق الأوسط»، ولكن في هذا الموضوع لم يصل الأمر إلى حد القطيعة النهائية بين القطبين.

ورأت الدراسة أن المصالح الروسية في سورية لا تقتصر على المحافظة على نظام الرئيس الأسد فقط، بل تتعدى ذلك، من أجل المحافظة على مصالحها في هذه الدولة العربية، فإنها تُجري محادثات مع جميع الأطراف الضالعة في الأزمة السورية، بما في ذلك الغرب، ومع القوى الإقليمية والمعارضة السورية، وكل هذه الجهود الروسية تنصب في كيفية تأمين مصالح موسكو في حال سقوط الرئيس الأسد، مشددًا على أن روسيا تعمل من أجل المحافظة على مصالحها حتى بعد الأسد، ولكنها لن تتعاون في أي شكل من الأشكال في قضية تغيير النظام الحاكم، كما أن روسيا، بحسب البحث، تستعد لمواجهة السيناريوهات الأكثر صعوبة، أيْ تقسيم سورية، مع بقاء الأسد أوْ عدمه، وتدهور الدولة السورية وعدم تمكن الأسد من سيطرة نفوذه على كامل الأراضي السورية، وذلك لا يعني، أضاف الباحث، أن روسيا تُفضل حالة الفوضى في بلاد الشام أو تعمل من أجل تحقيقها، ولكن في حال وقوعها، فإن روسيا تطمع في استغلالها من أجل المحافظة على مصالحها، على حد قوله، وأشار الباحث مغين إلى أنه في الأيام الأخيرة تم تركيز وحدات من الأسطول الروسي قبالة السواحل السورية، وذلك في محاولة من موسكو لتوجيه رسالة إلى الجميع بأنها لن تسمح بأي تدخل عسكري، وأيضًا للاستعداد إلى حالة الفوضى، لافتًا إلى أنه في الفترة الأخيرة قامت العديد من قطع الأسطول الروسي، بما في ذلك توجد الغواصات النووية.

وخلص الباحث إلى القول إن الأمر لم يُحسم نهائيًا في روسيا وهناك خلافات بين صناع القرار والإعلام في القضية، إذ يدعو القسم الأكبر إلى مواصلة النشاط الروسي، كما هو في سورية، وهناك العديد الذين يُحذرون من أن مواصلة دعم الأسد قد تكون له تداعيات وإسقاطات خطيرة على المصالح الروسية في «الشرق الأوسط»، كما أن «إسرائيل» التي تقف على الحياد حتى الآن، عليها أنْ تأخذ بعين الاعتبار في حال قرارها بتوجيه ضربة لمخازن الأسلحة السورية غير التقليدية التواجد العسكري الروسي في هذه الدولة، وأيضًا التأثير الروسي على مجريات الأمور في المستقبل، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2178248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2178248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40