الاثنين 13 آب (أغسطس) 2012

فرصة تاريخية لمراجعة معاهدة الكامب..؟!

الاثنين 13 آب (أغسطس) 2012 par نواف الزرو

المطلوب الاستراتيجي مصرياً لصالح الأمن القومي المصري ومستقبل مصر، هو إلغاء «معاهدة كامب ديفيد»، التي ألغت مصر تماماً دولة وسيادة ودوراً وحضوراً ووزناً، ولكن إلغاء المعاهدة يعني بالنسبة للدولة الصهيونية الحرب، ومصر ليست في وارد الحرب وليس في استراتيجياتها الحرب، فلذلك يبدو ان مراجعة المعاهدة وإجراء تعديلات عليها هي المطلب العاجل في أعقاب المجزرة التي نفذت بضباط وأفراد المركز الأمني في رفح، فقد ظهرت هناك على امتداد الخريطة السياسية المصرية، أصوات تدعو إلى مراجعة المعاهدة، واستعادة السيادة المصرية على سيناء، ولكن المؤسف أنها أخذت البعد الأمني المعادي للفلسطينيين فقط، وكأن الفلسطينيين هم من يتحمل مسؤولية المجزرة، رغم أن المعلومات ونتائج التحقيقات المصرية تشير إلى مجموعات جهادية وسلفية وهابية تقف وراء المجزرة وليس الفلسطينيون، فغداة المجزرة دعت شخصيات ومجموعات مصرية إلى مراجعة الملاحق الأمنية للمعاهدة التي تفرض قيوداً على الوجود العسكري المصري في سيناء، فقال عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، في بيان، إنه يقترح على الرئيس محمد مرسي «أن يستعد بصفة عاجلة لطلب تعديل الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام المصرية «الإسرائيلية»، حتى تتمكن - لاحظوا... - الجهات الأمنية والقوات المسلحة من فرض الأمن في سيناء ومراقبة الحدود، ووقف التسريبات الإرهابية»، وأكد موسى تأييده لقرار إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى، وقال «اتفق مع قرار إغلاق معبر رفح الذي لا بد أن يستكمل بإغلاق الأنفاق بالكامل طالما أصبح المعبر والأنفاق مصدر قوي لاحتمال التسرب إلى سيناء - كما تقول وتطالب «إسرائيل» بالضبط - »، ودعا حزب البناء والتنمية الذي أسسته الجماعة الإسلامية -وهو تنظيم سلفي كان يتبنى العمل المسلح قبل أن ينبذ العنف في نهاية تسعينيات القرن الماضي - في بيان إلى «مراجعة الاتفاقيات الأمنية التي تحكم الوجود الأمني المصري في منطقة سيناء حيث يجب أن توجد في سيناء قوة مصرية رادعة وحارسة لأمن مصر»، بينما طالب القيادي الناصري حمدين صباحي الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بتعديل الاتفاقيات الأمنية مع «إسرائيل»، وقال في بيان إن «حماية الأمن القومي المصري يرتبط بوضوح بالسيادة المصرية غير المنقوصة على كامل تراب سيناء، وهو ما يتطلب إعادة النظر في الاتفاقيات الأمنية مع «إسرائيل»»(وكالات: 6/8/2012).

والمطالبة بالتعديل لا تنحصر بالرموز القيادية، وإنما تمتد للشعب المصري، إذ جاء في استطلاع للرأي أجراه معهد أمريكي، كان نشر يوم (26/ 4/2011) - ان غالبية المصريين معنية بإلغاء «اتفاقية السلام» مع «إسرائيل»، (كامب ديفيد)، التي تم التوقيع عليها في عام 1979، وأشار الاستطلاع إلى أن «اتفاقية السلام» لا تحظى بشعبية في وسط الشعب المصري، وبحسب الاستطلاع فإن 36% من المصريين معنيون بالحفاظ على «اتفاقية السلام» مع «إسرائيل»، في حين أن 54% معنيون بإلغائها.

تصاعدت المطالبة المصرية بتعديل «اتفاقية السلام» مع «إسرائيل» لضمان حضور أكثر فعالية للجيش المصري في سيناء، وعلى خلاف الموقف الرسمي المصري، فلا يزال الشعب المصري يعبر باستمرار عن رفضه للمعاهدة، وعن مطالبته بإلغائها، والمصريون ما زالوا يعتبرون ان «إسرائيل» هي العدو الأول والاستراتيجي لهم، وذلك على الرغم من ردود فعل بعض المصريين الحامية والفورية التي مزقوا خلالها الكوفية الفلسطينية، والأصابع تشير إلى ان فلول النظام السابق هم الذين أرادوا إثارة الفتنة وتأجيج المشاعر ضد الفلسطينيين، بل وأكثر من ذلك، فان المصريين بشكل عام ما زالوا يرددون أبياتاً من قصيدة للشاعر المصري الراحل أمل دنقل : «لا تصالح»:

لا تصالح

.. ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى...!

لا تصالح على الدم .. حتى بدم

لا تصالح!.. ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ .... أقلب الغريب كقلب أخيك؟

أعيناه عينا أخيك؟

وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

بيدٍ سيفها .......... أثْكَلك؟

ويمضي الزمن ويبقى أمل دنقل صاحب الموقف والصوت الشعري التعبوي، والوجه الصعيدي الأسمر الطيب، حاضراً في تطورات المشهد السياسي المصري.. حاضراً في الوعي الجمعي المصري بفضل مناهضته لـ«معاهدة السلام» المشينة.

الليكودي المتشدد سلفان شالوم احد أقطاب «الليكود» الى جانب نتنياهو، غاص في عمق المشكلة الصعبة والحقيقية - كما وصفها - التي تواجهها «إسرائيل» منذ توقيع «اتفاق السلام» مع مصر، موضحاً: «أن المشكلة تتمثل في عدم تمتع الشعب المصري بثقافة السلام».

وتبقى المطالبة الشعبية المصرية بإلغاء المعاهدة هي الأساس... وتبقى ثقافة الشعب المصري هي ثقافة العداء للمشروع الصهيوني، برغم أكثر من أربعين عاماً من نهج ثقافة السلام والتطبيع والأقلمة في عهدي السادات ومبارك.

تقف مصر اليوم أمام فرصة تاريخية لتعديل المعاهدة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165775

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165775 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010