السبت 11 آب (أغسطس) 2012

«إسرائيل» تسوّق لشهيتها بضرب إيران: لقاء محتمل بين نتنياهو وأوباما في أيلول

السبت 11 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

كثّفت «إسرائيل» إيحاءاتها بجدية تفكير كل من رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، في توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية حتى من دون موافقة أميركية.

وبرزت هذه الإيحاءات بنشر الكثير من التسريبات والتقارير عن الاستعدادات الفعلية في «إسرائيل» لتنفيذ هكذا هجوم. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى لقاء مقرر في نهاية الشهر المقبل لنتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش انعقاد الدورة الاعتيادية السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذه الأثناء، حمل نتنياهو بشدة على نية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز المقرر انعقاده في العاصمة الإيرانية.

وقد أشار كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنيع وشمعون شيفر يوم أمس، في مقالة مشتركة إلى تصميم نتنياهو وباراك على مهاجمة إيران حتى قبل الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل. وأشارا إلى أن كل قادة المؤسسة العسكرية والرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز يعارضون هجوماً إسرائيلياً منفرداً. وفي محاولة لتقليص المعارضة جمع باراك قادة الجيش، لكنهم أبدوا «اعتراضاً شديداً وغير مساوم». كما حاول باراك إقناع قادة «الموساد» عبر مناقشتهم، ولكن عبثا، إذ لم يفلح في تغيير موقفهم.

وأشار التلفزيون «الإسرائيلي» يوم أمس، إلى اقتناع كل من نتنياهو وباراك بأن احتمالات اندلاع حرب شاملة في المنطقة جراء الهجوم «الإسرائيلي» على إيران ضئيلة. وتشير التقديرات التي يتبنيانها إلى أن سوريا لا يمكنها المشاركة في هكذا حرب في الظروف الراهنة وأن ردة الفعل الإيرانية وحتى من «حزب الله» و«حماس» ليست خطيرة لدرجة ردع «إسرائيل» عن هذا الهجوم. ويبدو أن نتنياهو وباراك عمدا مؤخراً إلى شن «الهجوم المضاد» على كل من عارض الهجوم. وفي هذا السياق يشير المقربون منهما إلى أن «إسرائيل»، خلافاً لأميركا، لا يمكنها أن تتعايش أبداً مع القنبلة الإيرانية. ويقولون إن «ظهر «إسرائيل» إلى الحائط» حالياً بعد أن تقدم المشروع النووي بقوة نحو «هامش الحصانة».

وفي هذا السياق يقوم المقربون من نتنياهو وباراك بنوع من نزع الشرعية عن المعارضين للهجوم سواء داخل الجيش أم خارجه. ويوجه هؤلاء انتقادات شديدة لقيادات الجيش ويوحون بأن من يعجز عن تنفيذ قرارات الحكومة عليه أن يقدم استقالته. ويرى البعض في الحملة المنسّقة هذه جزء من محاولة توفير شرعية لقرار لم يتخذ بعد.

وأوضح المعلّق الأمني في «يديعوت» رونين بيرغمان أن الأميركيين يعتقدون باقتراب المشروع النووي الإيراني من «هامش الحصانة» الذي يجعل الضربة «الإسرائيلية» غير ناجعة. وربما أن هذا الاعتقاد يقف خلف التوتر «الإسرائيلي» والإيحاءات باقتراب هذا الهجوم المختلف عليه مع أميركا. وأشار هذا المعلق إلى أن الأميركيين و«الإسرائيليين» يتفقون حول زيادة كمية اليورانيوم الإيراني المخصب إلى درجة 20 في المئة من 140 كيلوغراماً إلى 170 كيلوغراماً وهي كمية تكفي، حال اتخاذ قرار، لإنتاج قنبلتين إلى ثلاث قنابل نووية. وعلاوة على ذلك هناك اتفاق بين الدولتين على عودة «مجموعة السلاح»، المكوّنة من علماء إيرانيين يعملون على الرأس الحربي، إلى العمل.

ومن بين أبرز الإيحاءات «الإسرائيلية» بالاستعداد للحرب ما نشرته «يديعوت أحرونوت» أيضاً حول تخزين الجيش لعشرات ألوف الوجبات القتالية والمعدات غير القتالية في أماكن مختلفة في «إسرائيل». وذكرت الصحيفة أن الجيش «الإسرائيلي» يفهم أن الحرب المقبلة ستقع في ساحات عديدة، ولذلك تقرر توزيع احتياطي المعدات الحساسة منذ الآن على القواعد في أرجاء البلاد. وقد تم تصنيف احتياطات الجيش «الإسرائيلي» حسب أهميتها ووزعت في مناطق مختلفة لجعل مهمة العدو باستهدافها لحظة الحقيقة أشد صعوبة. وقد تعاقد الجيش مع عدد من المصانع على توفير مخازن للجيش في حالات الطوارئ.

كما أن التغطية المكثفة من جانب الصحف «الإسرائيلية» للشأن النووي الإيراني تخلق نوعاً من التهيئة للجمهور «الإسرائيلي» في هذا السياق. وأظهر استطلاع نشرته «معاريف» أن 41 في المئة من «الإسرائيليين» يرون أن الهجوم العسكري وحده هو الكفيل بوقف المشروع النووي الإيراني. وفقط 22 في المئة يرون بجدوى العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.

وأشار الاستطلاع إلى أن 40 في المئة من اليهود يعتقدون أن على «إسرائيل» أن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية لوحدها مقابل 35 في المئة يرون بترك هذه المهمة للولايات المتحدة. ويعتقد أكثر من ثلث «الإسرائيليين» بقليل أن إيران إذا ما نجحت في نهاية المطاف في امتلاك قنبلة نووية فإن محرقة أخرى سوف تقع. وخلافاً للموقف الذي يبديه الكثير من العسكريين السابقين الذين يشككون بقدرة نتنياهو وباراك على اتخاذ قرار، قرر 40 في المئة من «الإسرائيليين» الثقة بالرجلين مقابل 27 في المئة لا يثقون بهم.

وتساءلت «معاريف» إذا كان نتنياهو سيلتقي مع الرئيس أوباما في نيويورك في أواخر الشهر المقبل على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة «للحديث الأخير قبل الهجوم؟» وقالت إن نتنياهو يريد جداً لقاء أوباما في 27 أيلول المقبل ولكن الإدارة الأميركية لم ترد بعد على الطلب «الإسرائيلي» نظراً لانشغال أوباما ببدء حملته الانتخابية. ولكن ليس مستبعداً أن يكون أوباما معني بهذا اللقاء رغم إصرار أوباما حتى الآن على معارضة أي هجوم «إسرائيلي» منفرد.

وهاتف نتنياهو أمس الأمين العام للأمم المتحدة طالباً منه عدم المشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران. وقال نتنياهو لبان كي مون إن «سفرك لإيران خطأ كبير حتى لو انطلق من نوايا حسنة». وأضاف إنه لا يرى سبباً لهذه الزيارة إلى دولة حكومتها لا سامية وتهدف لتدمير «إسرائيل». وأشار إلى أن الأمين العام تصرّف حتى الآن «بشكل نزيه، لذلك شعرت بخيبة عميقة لسماع أنك ستسافر لمؤتمر دول عدم الانحياز في طهران». فهذه الزيارة تضفي شرعية على نظام حكم «يشكل الخطر الأكبر على السلم العالمي ويستحيل المبالغة في الخطر الذي يمثله على دولة «إسرائيل»».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 100 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010