الجمعة 10 آب (أغسطس) 2012

هل مزقت مصر الكوفية الفلسطينية؟!

الجمعة 10 آب (أغسطس) 2012 par د. فايز أبو شمالة

مزق بعض المتظاهرين المصريين الغاضبين على مقتل الجنود المصريين في رفح، مزقوا الكوفية الفلسطينية، وهتفوا ضد فلسطين، وحملوا الشعب الفلسطيني المسؤولية الكاملة عن مقتل الجنود المصريين، بل تجاوزت بعض وسائل الإعلام حد الموضوعية في التغطية والنشر، وعمدت إلى التشهير الرخيص بسكان قطاع غزة، والإيحاء أن المصريين يكرهون كل ما له صلة بفلسطين، وراح البعض يتحدث عن البدء في طرد الفلسطينيين من العريش، والاعتداء عليهم بالضرب، وكل ذلك لغرض في نفس يعقوب.

إن كل بعيد عن الساحة المصرية، وكل من لا يعرف وجدان الشعب المصري، وكل من لم يدرك أصالة انتماء المصريين لعروبتهم وإسلامهم، يكاد أن يصدق ما تردده وسائل الإعلام الموجهة، ويقع فريسة لوسائل الإعلام «الإسرائيلية» المعادية التي راحت تضخم من غضب المصريين على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه راحت تقلل من شأن وعي المصريين، واستهانت بقدرتهم على معرفة الحقيقة، حتى إنها استخفت من تجمع الشباب المصري الغاضب أمام السفارة «الإسرائيلية»، واعتبرته غير جدير بالانتباه!

وسط هذا الجحيم الإعلامي، تنبهت صحيفة «اليوم السابع» المصرية للتيارات الهوائية اللافحة في وسائل الإعلام، وأرادت أن تحسم تضارب المعلومات، وتحدد حقيقة موقف الشعب المصري من الحادث الإجرامي في رفح، فطرحت على قرائها السؤال التالي:

هل تعتقد بضلوع «إسرائيل» في الحادث الإجرامي على حدود رفح؟

لقد أجاب 67% من قراء «اليوم السابع» عن السؤال السابق بكلمة نعم، نعم ونحمل «إسرائيل» المسؤولية بشكل مباشر أو غير مباشر.

ولقد أجاب 33% من القراء عن السؤال السابق بكلمة لا، لا نعتقد ضلوع «إسرائيل»، وعليه نحمل غير «إسرائيل» المسؤولية، ودون تحديد.

إن استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة «اليوم السابع» ليعكس حقيقة الوجدان المصري، ولا سيما أن صحيفة «اليوم السابع» تعرف نفسها أنها تعتمد المصداقية، وعمق التحليل، وشفافية المعلومات، وترى نفسها جسراً إلى قارئ بلا انتماءات سياسية أو حزبية أو انحياز عقائدي أو مذهبي أو طائفي. بمعنى آخر؛ قراء الصحيفة يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري.

ومع الأخذ بعين الاعتبار حجم الإعلام المعادي للثورة المصرية، والمشوه للقضية الفلسطينية، فإن نسبة 67% من الشعب المصري يلقي بثقل الدم البريء على كاهل «إسرائيل».

67% من الشعب المصري يرى دم أولاده يسيل من أنياب الذئب «الإسرائيلي» فقط، 67% من المصريين تقريباً، يمثلون الصوت الانتخابي الذي قال نعم في انتخابات مجلس الشعب التي جرت مطلع العام 2012، وفي تقديري أن 67% هي النسبة الحقيقية التي كان يجب أن يحصل عليها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي.

أما أولئك الذين مزقوا الكوفية الفلسطينية، فإنهم جيش الدعي «توفيق عكاشة»، إنهم رجال الفلول، دعاة الانفلات الأمني في مصر، إنهم الواهمون بالعودة إلى أيام الفساد، وقهر العباد، والتجسس لصالح «الموساد»، أولئك المتشككون بأن أرض فلسطين هي بوابة مصر الشرقية للحرية، والكرامة، وارتقاء سلم الحضارة الإنسانية، وقيادة الأمة العربية.


titre documents joints

هل مزقت مصر الكوفية الفلسطينية؟!

10 آب (أغسطس) 2012
info document : PDF
289.3 كيلوبايت

د. فايز أبو شمالة



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2166012

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2166012 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010