الأربعاء 8 آب (أغسطس) 2012
غياب مرسي يحوّل الجنازة إلى تظاهرة ضد «الإخوان» ...

مصر تودّع شهداءها.. وتستعد لحملة أمنية في سيناء

الأربعاء 8 آب (أغسطس) 2012

ودّعت مصر، يوم أمس، 16 جندياً في القوات المسلحة استشهدوا في الهجوم المشبوه الذي استهدف موقعاً عسكرياً مصرياً في منطقة العريش، وذلك في جنازة عسكرية شعبية شارك فيها الآلاف من المواطنين والشخصيات السياسية والحزبية، وغاب عنها الرئيس محمد مرسي، في وقت بدا أن الجيش المصري قد أكمل استعداداته للقيام بعملية أمنية واسعة النطاق في سيناء، حيث شرع في هدم أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، تزامناً مع تنفيذ حملة مداهمات في المنطقة الحدودية.

وأقيمت مراسم الجنازة العسكرية لشهداء الهجوم على رفح من أمام مسجد آل رشدان، وحتى النصب التذكاري للجندي المجهول. وشارك آلاف المصريين في الجنازة التي تقدمها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وقائم مقام بابا الأقباط الأنبا باخوميوس، ورئيس الحكومة هشام قنديل، ومرشحو الرئاسة السابقون حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، وعدد من الشخصيات الحزبية والسياسية.

وكان لافتاً غياب الرئيس محمد مرسي عن مراسم التشييع، ما أثار غضب المشيعين الذين حولوا الجنازة إلى ما يشبه تظاهرة ضد «الإخوان المسلمين» والرئيس الغائب. وهتف المشاركون في الجنازة «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يا مشير قول لعنان... مصر مش دولة إخوان»، و«يا شهيد نام وارتاح .. واحنا نكمل الكفاح» و«بلدي يا بلدي.. مرسي قتل ولدي»، و«الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان ما لهمش أمان»، و«يوم 24.. كل المصريين نازلين»، في إشارة إلى الدعوة لمليونية أمام القصر الرئاسي للمطالبة برحيل مرسي وإعادة المعتقلين الإسلاميين الذين أفرج عنهم من السجون.

وبرر المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي غياب مرسي عن الجنازة بالقول إن «المشهد كان شعبياً والرئيس آثر أن يظل المشهد شعبياً». وأضاف ان «مشهد الجنازة كان مشهداً جللاً وشعبياً، وكان المشهد أيضاً محتقناً، وكلنا ندرك مدى الحزن، لذلك فقد آثر الرئيس عدم الحضور واستكمل برنامجه اليومي»، مشيراً إلى أن مرسي «رأى أن حضوره سيعود بين الجماهير والمشاركة الشعبية». وتابع ان «الرئيس مرسي تفقد مصابي الحادث وكان له لقاء بأسر المصابين واستمع إليهم وتابع تقديم كل الخدمات إليهم». ودعا ياسر علي إلى «انتظار اكتمال التحقيقات حتى تتكشف الحقائق ويتم إعلانها»، مشيراً الى أن «المعلومات المتوافرة ليست كاملة أو دقيقة عن مرتكبي حادث تفجير رفح»، وان «هناك الكثير من التصورات منها ما يشير الى أن مرتكبيه مجموعة مصرية، وآخر يقول إن بينهم غير مصريين، لكن لا يقين حول أي منهما».

وحول عدم أخذ التحذير «الإسرائيلي» للسياح في سيناء على محمل الجد، قال ياسر علي «نحن دائماً ما نجد تحذيرات من هذا الشكل، لكن لا يمكن أن أتحدث عن طبيعة المعلومات التي كانت تملكها «إسرائيل» عند إطلاق تحذيراتها ويمكن للجهات الأمنية المصرية أن تكون لديها الصورة الكاملة عن هذا الأمر».

من جهته، قال رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء مراد موافي، في مقابلة مع وكالة «الأناضول»، إن «مصر كانت لديها معلومات بوقوع الحادث الإجرامي في رفح والعناصر المشتركة فيه... لكننا لم نتصور أبداً أن يقتل مسلم أخاه المسلم ساعة الإفطار في رمضان».

وتتوافق تصريحات موافي مع ما قاله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق لـ«الأناضول» حيث أوضح أن «الموساد» سلم المخابرات المصرية قائمة بأسماء تسعة إرهابيين يتبعون «جماعة التوحيد والجهاد» قبل وقوع الهجوم.

يأتي ذلك، في وقت استكملت القوات المسلحة المصرية استعداداتها لتنفيذ عملية أمنية واسعة في سيناء. وداهمت القوات المصرية، أمس، عدداً من المنازل بحثاً عن مشتبه فيهم في الهجوم على الجنود المصريين.

وذكر مسؤولون أن عناصر الجيش والشرطة داهموا العديد من المنازل القريبة من مدينة العريش بحثا عن متطرفين إسلاميين معروفين قد تكون لهم علاقة بالهجوم.

وسلمت «إسرائيل» مصر جثث «ستة الى ثمانية» مسلحين تسللوا إليها بعد الهجوم على حرس الحدود المصريين، بحسب ما أعلن متحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأشار المتحدث الى أن بعضاً من هذه الجثث تضررت بشكل كبير بسبب الانفجار ما جعل التأكد من عدد الجثث الموجودة هناك مستحيلاً».

ونشرت صحيفتا «الشروق» و«الدستور الأصلي» أمس صوراً لوصول معدات خاصة بتدمير الأنفاق في رفح عند الشريط الحدودي في شمال سيناء.

وتقدر السلطات الأمنية عدد الأنفاق العاملة فعلياً تحت الحدود بنحو 200 إلى 350 نفقاً، بينما تعطلت مئات الأنفاق الأخرى، نظراً لإهمالها أو لانهيار أجزاء منها، بينما هدمت السلطات المصرية نحو 600 نفق مند العام 2009 حتى الآن.

يأتي ذلك، في وقت كشفت وكالة «أسوشييتد برس»، في تقرير لها، كواليس لقاء الرئيس محمد مرسي، بوفد من قيادات حركة «حماس» قبل هجوم سيناء.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان مرسي أوضح لقيادات الحركة، أن «قيادته تتعرض لاختبار حول كيفية التعامل مع المتشددين الإسلاميين في سيناء وطلب مساعدة الحركة».

وبحسب المصدر، فإنه «خلال اللقاء مع مسؤولي «حماس»، كان مرسي قد أظهر تعاطفه مع مطالبهم بإلغاء القيود أثناء السفر من غزة، لكنه لم يقدم قراراً ملزماً حول فتح معبر رفح أمام التجارة... وفي المقابل فقد طلب مرسي من «حماس» اتخاذ موقف صارم من تحركات المتطرفين داخل وخارج غزة». وأضاف المصدر ان «مرسي أخبر «حماس» أنه سيتم اختباره كقائد، من خلال طريقة تعامله مع المتطرفين في سيناء، وطلب الرئيس من «حماس» أن تساعده في اتخاذ أولى خطواته الناجحة في هذا الشأن».

من جهة ثانية، ذكرت مصادر حكومية مصرية أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيقوم بزيارة لمصر يوم الخميس المقبل.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن مرسي سيستقبل اليوم نائب الرئيس الإيراني حميد بغاني لتسليمه دعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمة عدم الانحياز التي تعقد في طهران أواخر الشهر الحالي.

وأشار علي إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد الموقف من حضور مرسي القمة من عدمه، مشيراً إلى أنه حين تحديد الموقف سيتم إعلانه فوراً.

[rouge]-[/rouge] [bleu]«أ ف ب»، «رويترز»، «أ ب»، «أ ش أ».[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165903

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165903 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010