الثلاثاء 7 آب (أغسطس) 2012

ثلاثة محاور صهيونية للسطو على الأقصى..؟!

الثلاثاء 7 آب (أغسطس) 2012 par نواف الزرو

هذا الذي يجري في قلب المدينة المقدسة من اجتياحات تهويدية مرعبة، فاق كل تصور محتمل، دون أن يواجه بأي رد فعل عربي أو إسلامي أو دولي مناسب، بل إن الاحتلال تجاوز في تماديه كل الحسابات الفلسطينية والعربية وكل المواثيق الأممية، وهو يمضي غير آبه أبداً لكافة ردود الفعل الهزيلة من هنا أو هناك.

وما يجري في المدينة المقدسة، كان الدكتور مهدي عبد الهادي القادم من قلب القدس المحتلة قد عبر عنه بصرخة مدوية أطلقها - تصوروا - في ختام محاضرة ألقاها تحت عنوان «القدس من الداخل» في إطار ندوة القدس التي عقدت مساء السبت 2005/10/1 في المركز الثقافي الملكي حيث قال: «القدس لم تسقط عام 1967 - القدس تسقط الآن في هذه الأيام .. القدس تسقط الآن...».

وكانت الصرخة المدوية التي أطلقها المهدي الرسالة التي وجهها إلى الخارج العربي والإسلامي، «القدس تسقط الآن...» في ظل الهجوم الاستيطاني التهويدي الشامل الجارف الذي تشنه دولة الاحتلال على المدينة المقدسة «القدس تسقط الآن ...»، في ظل فرجة عربية إسلامية دولية.

وما بين الأمس واليوم تتكرر الصرخة المقدسية مضاعفة مرات ومرات، وهذه المرة على لسان الجبهة الإسلامية - المسيحية وعلى لسان أهل القدس الذين يحذرون العرب والمسلمين، من أن الهجوم الاستيطاني التهويدي الجارف إنما أخذ يختطف القدس والمقدسات ومنها الأقصى على نحو حصري..!

ففي أخطر تصعيد تهويدي لباحات الأقصى، ذكرت صحيفة «مكور ريشون | 5/08/2012» الاستيطانية أن رئيس الائتلاف الحكومي، عضو «الكنيست» زئيب الكين من «الليكود»، أعلن في اجتماع مغلق انه «سيعمل على دخول اليهود فقط إلى باحة المسجد الأقصى في أيام محددة، كما هو متبع في الحرم الإبراهيمي في الخليل»، وقال الكين «انه سيبذل جهوداً كبيرة من اجل السماح بدخول اليهود فقط في أيام محددة وسيمنع المسلمين من الدخول في هذه الأيام».

فقد وصلوا إذن، الى مرحلة تهويد الأقصى على طريقة الحرم الإبراهيمي الشريف، ألا يكفي هذا التصعيد ليتحرك الجميع فلسطينيون وعرب ومسلمون عل كل المستويات في حملة مشتركة ضد الاحتلال ونواياه وإجراءاته..؟!

إلى ذلك، هاهو المفتي العام للقدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، يحذر من «أن التهويد وصل إلى قلب المسجد الأقصى»، مشيراً إلى «أن سلطات الاحتلال ماضية في تهويد المسجد بحفر الأنفاق أسفله في ظل تعتيم إعلامي كبير وسرية تامة»، داعياً حكومات العالم ومنظماته وهيئاته المعنية بالسلام والإنسان والمقدسات إلى العمل على ثني «إسرائيل» عما تخطط له من تهويد للمسجد الأقصى، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها» (الخميس 2/8/2012)، فيما كشف نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 كمال الخطيب، عن قرار اتخذته بلدية الاحتلال في القدس يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة بهدف إلغاء تبعيتها للمسجد وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت.(الأربعاء 1/8/2012).

أما على الأرض، وعن الاجتياحات والاعتداءات المنفلتة فلا حصر، فقد خلصت دراسة إحصائية ميدانية أعدتها مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بالتعاون مع مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات إلى «أن الاحتلال «الإسرائيلي» يحاول فرض أمر واقع في المسجد الأقصى يقضي بتواجد يهودي يومي في المسجد على ثلاثة محاور، أولها اقتحام المستوطنين وجولاتهم شبه اليومية في الأقصى التي يتخللها أداء صلوات يهودية وطقوس تلمودية، المحور الثاني اقتحام الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والإرشادية، المحور الثالث اقتحامات لمجموعات المخابرات وجولاتهم في أنحاء أبنية المسجد الأقصى المبارك»، وقالت في الدراسة: «يحاول الاحتلال تعزيز التواجد اليهودي في الأقصى، خاصة في الفترة الصباحية، بواقع ما متوسطه 450 مستوطناً شهرياً، و300 عنصر مخابرات وجنود بلباسهم العسكري شهرياً أيضاً، وذلك بهدف إيجاد صورة نمطية «روتينية» بالتواجد اليهودي في الأقصى، الأمر الذي يتوجب الحذر منه والانتباه في التعاطي معه، أو ما يمكن تسميته بـ تقسيم غير معلن للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود» (القدس : 11/7/2012).

وربما يأتي قبل كل ذلك أيضاً، مخطط هدم الأقصى وبناء الهيكل، والقصة هنا ليست فزاعة وهمية يظهرونها كلما «دق الكوز بالجرة»، بل هي عبارة عن نوايا ومخططات وتنظيمات وتحركات تتراكم وترمي كلها في المحصلة إلى هدم الأقصى المبارك وبناء الهيكل الثالث على أنقاضه.

- فأين العرب من كل ذلك..؟

- وأين الأمة الإسلامية من كل ذلك..؟

- ثم أين المجتمع الدولي وأين مواثيقه وقوانينه من هذه الانتهاكات والجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال ضد القدس والمقدسات العربية الإسلامية والمسيحية على حد سواء..؟

والأخطر من كل ذلك:

لماذا يفك العرب أنفسهم من فلسطين والقدس ويمارسون التطبيع مع تلك الدولة..!

وكأن شيئاً لا يحدث وكان كل شيء طبيعي هناك..؟

وكأن فلسطين لا تعني أحداً منهم..؟

وكأنها ليست جزءاً من جسم الأمة العربية..؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165992

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2165992 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010