الاثنين 6 آب (أغسطس) 2012

كل البنادق نحو العدو الصهيوني

الاثنين 6 آب (أغسطس) 2012 par د. محمد صادق الحسيني

لماذا كانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» محقة ولا تزال في شعارها التاريخي الشهير «كل البنادق نحو العدو الصهيوني»؟!

شعار اعتقد من واجبنا طرحه الآن الآن وليس غداً من جديد وبقوة على كل الساحات العربية والإسلامية، من قمم جبال الأطلس المغاربية الشاهقة الى حدود سور الصين العظيم، بل أكاد أَجزم بأنه شعار ينبغي ان يكون عنواناً عريضاً لكل المناضلين والأحرار في العالم!

فان تكون وطنياً أي محباً لوطنك الصغير بحدوده الجغرافية أياً كان اسمه العربي او المسلم او حتى الأوروبي او الإفريقي او اللاتيني ممن ينتمي أهله لسائر شرائع الأرض، لم يعد بالإمكان لك ان تجد سبل النضال السوي له او ان تتقدم حتى خطوة واحدة من دون ان تكون لك تلك النظرة الكونية السياسية الدقيقة والشفافة والواضحة المعالم حول من يحكم ويتحكم في مقدرات المعادلة او المعادلات الدولية.

كذلك الأمر ان كنت من المؤدلجين الذين يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» او كنت قومياً عربياً او يسارياً او ليبرالياً او كن ما تشاء!

ببساطة شديدة، ولكن ببعض التعقيد والتشابك المعلوماتي القابل للحل السريع أيضاً بالنسبة لمن له قلب بصير وليس من أتباع العمى الاستراتيجي! كيف؟!

هنالك ثلاثة كيانات خفية في ممارساتها الحقيقية وعلنية في تحركاتها الظاهرية هي من يتحكم عملياً في رسم السياسات العالمية العليا وثلاثتها تابعة للصهيونية العالمية بامتياز، وهي ما يشكل الحكومة العالمية الخفية قَبِلَ من قَبِل وأنكر من أنكر.

المنظمة الأولى والأخطر وهي «منظمة بيلدربيرغ» السياسية التي تجتمع سنوياً في إحدى ردهات الفنادق الأوروبية الضخمة منذ العام 1945 بشكل نصف علني نصف سري لتناقش الاستراتيجيات الكبرى لكيفية تمكين الحكومة الصهيونية العالمية من تعزيز هيمنتها على مقدرات وسياسات الدول الكبرى والصغرى في العالم، وفي هذا المجال حديث طويل لمن يريد ان يتعمق!

المنظمة الثانية وهي «منظمة دافوس»، التي تجتمع سنوياً في سويسرا تحت عنوان اقتصادي جذاب في الظاهر مرة باسم التنمية المستدامة ومرة باسم ضرورات العولمة ومرة باسم تضافر الجهود من اجل إنقاذ هذا البلد او ذاك من الفقر والحرمان، على الرغم من ان المجتمعين هم أنفسهم من ساهم بشكل أساسي لدفعه لحافة الهاوية تماماً، كما هو الحال مع المنظمة الأولى، لأن من يشرف على الدعوات والحضور، نوعاً وكماً ومنهجاً وترتيباً وبرنامجاً، هي كبريات الشركات المتعددة الجنسية والمترابطة في إطار حلقة ماسونية أخطر من ان يتصورها المواطن العادي في أي بلد حتى في ما يسمى بالدول الغربية الراقية او المتمدنة.

المنظمة الثالثة وهي «المنظمة الأمنية العالمية»، التي باتت تعرف بـ«منظمة الأمن الدولي» والتي غالباً ما تجتمع في ميونيخ عاصمة الأمن الصهيوني الماسوني غير المعلنة والتي يتم أحياناً، وهو ما جرى أخيراً على سبيل الخديعة او الإغراء او الابتزاز دعوة بعض دول ما يسمى بالعالم الثالث من عرب او مسلمين او أفارقة بهدف ذر الرماد في العيون وإظهار صفة الحمل الوديع على المنظمة وإنكار صفة الذئب المتوحش عن طبيعتها.

ومن يدرس سياسات وخطوات وبرامج هذه المنظمات العالمية الثلاث بدقة وتعمق وتمحيص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن يستطيع التحقق بالدليل والبرهان بأن الهدف الرئيسي الذي تلاحقه هذه المنظمات في كافة اجتماعاتها إنما هو تأمين أنجع الطرق وأيسرها وأكثرها أمناً لنهب مقدرات وثروات أمم العالم من اجل استمرار الحكومة الصهيونية العالمية في هيمنتها وتأمين بقاء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين المحتلة وتعزيز أمنه ومن لا يصدق ذلك او يعتقد بأننا نبالغ فليقم هو بنفسه بتحقيقه الخاص في ذلك.

في العودة لشعار «فتح» التاريخي «كل البنادق نحو العدو الصهيوني» نقول بأن هذا الشعار العميق والثاقب والمحق بامتياز إنما يبدو اليوم أكثر أهمية من كل يوم مضى في ظل سياسة الفوضى والهرج والمرج، المنظمة نعم المنظمة التي تديرها هذه المنظمات الثلاث الكبرى تحت مسميات متعددة لا أريد تناولها هنا حتى لا نختلف على التسمية أخطرها «الربيع العربي» الأجوف والاستشراقي المريب والمفخخ، الذي يريد ركوب موجات الوعي والصحوة التي تعيشها شعوبنا على طريق التحرر من هذه الهيمنة المفروضة عليها منذ تكريس ما اسميه مجازاً ومنذ مدة معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، التي تتبع لها منظمات ومؤسسات وأسماء ليس أسهلها على المواطن العادي ما يسمى بمجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان و... التي يتوقف مفعولها جميعاً وبدون استثناء عند بوابات الأسلاك الشائكة لدويلة كيان الجدر التي باتت تختبئ وراءها حكومات «تل أبيب» الصهيوأمريكية بعد ان انتقل مركز القرار الصهيوني من لندن الى نيويورك مع نهاية الحرب الكونية الثانية من جديد، أخي المواطن العربي والمسلم أياً يكون مذهبك او طائفتك او دينك او ايديولوجيتك او عقيدتك.

وأنت يا أخي في الدين او نظيري في الخلق من سائر قارات العالم أياً يكون انتماؤك أيضاً أقول لك وبصراحة منقطعة النظير بأنه لا حل ولا سبيل لنيل أي من حقوقك وتحقيق أي من آمالك من دون ان توجه بنادق قومك كل قومك وعشيرتك كل عشيرتك وحزبك كل حزبك وجماعتك كل جماعتك وتجمعك كل تجمعك ان كان على «الفيسبوك» او مع «الناس بوك» الى العدو الصهيوني القابع الآن خائفاً مرتعباً ومرتعداً خلف جدر يبنيها من حوله على الضفة الفلسطينية من بلاد محمد والمسيح عليهما السلام او باتجاه غزة ومصر جنوباً او باتجاه جبل عاملة شمالاً وهو الأشبه ما يكون من أي وقت مضى مصداق لقوله تعالى (اوهن من بيت العنكبوت)!

ناضل أخي الحر في العالم وأخي المسلم وأخي العربي تحت أي لواء او تنظيم او جماعة شئت، وقم بواجبات النضال اليومي من دون كلل او ملل، ولكن فلتظل عينك الإستراتيجية والبصيرة مصوبة بكل حدة وكالحديد باتجاه آخر قاعدة علنية وحاملة طائرات معلنة للحكومة الصهيونية العالمية والتي يسمونها «إسرائيل» والتي بدون تفكيكها لن يمر أي حل لأي قضية تحررية في العالم!

كن متأكداً مما نقوله لك، لأنه خلاصة نضال دؤوب لشعب حي وواع وذكي بالفطرة كما بالتجربة انه شعب الجبارين أي شعب فلسطين الذي يقترب من النصر مهما بدا للناظرين بعيداً.

الأمر لا يحتاج منك إلا دفعة إضافية لجدر الخوف والعنصرية التي تتخفى وراءها بقايا الحلم الصهيوني العالمي.

واعلم أنت أخي المسلم بالذات بأنه لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا أي عمل من أعمال عباداتك يمكن أن يؤدي وظيفته العبادية السياسية من دون أن توجه بندقيتك وبنادق كل من يتعبد معك نحو هذا العدو الصهيوني الغاصب.

انه يوم الغضب العالمي الذي يجب التهيؤ له مع كل صباح وألا نغرق بممارساتنا اليومية النضالية مهما كانت مهمة لأن بوصلتها التي تعدلها وتمنهجها وتوصلها الى بر الأمان هي «كل البنادق نحو العدو الصهيوني» من اجل إزالة هذه الغدة السرطانية من على وجه البسيطة بتعاضدنا جميعاً وتضافر جهودنا وتوحيد طاقاتنا وما النصر إلا صبر ساعة!


titre documents joints

كل البنادق نحو العدو الصهيوني

6 آب (أغسطس) 2012
info document : PDF
796.1 كيلوبايت

د. محمد صادق الحسيني

كاتب وباحث إيراني



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165671

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2165671 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010