السبت 4 آب (أغسطس) 2012

الخطة الأمريكية لضرب إيران قيد الإعداد وبمقدورها تأجيل البرنامج النووي لمدة 10 سنوات

السبت 4 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

على الرغم من وجود خلافات في الرأي حول الملف الإيرانيّ وسبل معالجته بين الإدارة الأمريكيّة والحكومة «الإسرائيليّة»، فإنّ الطرف الأمريكي يقوم باطلاع «الإسرائيليين»، عبر سفارة الولايات المتحدّة في «تل أبيب» على جميع التفاصيل التي تتعلّق بالخطة الأمريكيّة، التي يجري الإعداد لها في هذه الفترة بالذات، هكذا هو الوضع عندما تكون مقرباً من صنّاع القرار في واشنطن.

الأٌقوال أطلقها الجمعة مسؤول رفيع للغاية، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» والمطلع جداً على ما يجري في أروقة المؤسسة السياسيّة والأمنيّة في الدولة العبريّة. وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الإعلام العبريّ يُركّز في الأيام الأخيرة على الملف الإيرانيّ بشكل مكثف، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، كشف المحلل المخضرم في «يديعوت أحرونوت»، شيمعون شيفر، الجمعة، النقاب عنّ أنّ الأمريكية لضرب إيران تقوم على ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي واحد هو نزع القدرات النوويّة الإيرانية.

وتابع شيفر، الذي اعتمد على مصادر في «تل أبيب» وواشنطن، قال إنّها رفيعة المستوى، قائلاً إنّ الموقف الأمريكي الذي يطرح باستمرار في النقاش مع «إسرائيل» هو أن أي ضربة «إسرائيلية» لإيران لا يمكن لها أن تحل ما أسمته المصادر عينها بالمشكلة الإيرانية، نهائياً بل إن من شأنها أن تسبب نتائج معكوسة وتحث إيران على تسريع مشروعها، كما أنّ الطرف الأمريكيّ يؤمن بأنّ الضربة «الإسرائيليّة» للبرنامج النوويّ الإيراني ستؤدي على الأكثر إلى تأخيره لفترة ليست طويلة، ولكن من الناحية الأخرى، الدولة العبريّة غير قادرة وليست جاهزة لليوم الذي سيلي، عندما ستقوم إيران بالهجمات الصاروخيّة على «إسرائيل»، ناهيك عن إمكانية تدّخل «حزب الله»، وربّما سوريّة في المعركة، كما تقول المصادر السياسيّة والأمنيّة في واشنطن، بحسب الصحيفة العبريّة.

وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة تعكف على بناء خطتها الهجومية والتي ستكون جاهزة خلال عام ونصف من الآن، وستكون قادرة على هدم كافة البنى التحتية التقليدية وغير التقليدية للقوة الإيرانية.

وأوضح المحلل شيفر، اعتماداً على المصادر ذاتها، أنّه بحسب للتقديرات فإن المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية تقتضي نشر حاملات طائرات أمريكية في مضيق هرمز، ومن ثم نصب صواريخ من طراز (توما هوك) الموجهة لضرب أهداف ومواقع تحفظ فيها إيران ترسانتها النوويّة، خصوصاً وأنّها قامت بنشرها في مناطق مختلفة من الجمهوريّة الإسلاميّة، أمّا المرحلة الثالثة للخطة الأمريكية فستعتمد على قيام الطائرات الهجومية الأمريكية التي ستحضرها حاملات الطائرات الأمريكية بالغارة على مواقع القدرات التقليدية والذرية لإيران عبر الاستعانة بطائرات (بي 52) القادرة على حمل القنابل الخارقة للتحصينات والتي طورت مؤخراً لضرب الخنادق والتحصينات القوية في باطن الأرض، حيث تبلغ زنة كل واحدة منها 50 طناً، ولفتت المصادر إلى أنّ سلاح الجو «الإسرائيليّ» لا يملك هذا الطراز من الطائرات الأمريكيّة الصنع.

وذهب المحلل «الإسرائيليّ» إلى القول إنّه وفقاً للتقديرات الأمريكيّة فإنّ هذه العملية من شأنها أن تعرقل أو تؤجل المشروع الإيراني لمدة تتراوح بين 5 - 10 سنوات، علاوة على ذلك، يؤمن الأمريكيون أنّه خلال فترة التأجيل سيتم تغيير نظام الحكم في الجمهوريّة الإسلاميّة، على حد قول المصادر الأمريكيّة.

علاوة على ذلك، لفت المحلل «الإسرائيليّ» إلى أنّ محافل رفيعة في الإدارة الأمريكيّة تعرف وتدرك الموقف المعارض لرئيس «هيئة أركان الجيش العامّة»، الجنرال بيني غانتس، ورئيس «الموساد»، تامير باردو، ورئيس «جهاز الأمن العام»، يورام كوهين، لشن عملية «إسرائيلية» بشكل منفرد ضد إيران.

وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها إنه لا شك أن حقيقة إيفاد بني غانتس للولايات المتحدة في بعثة عسكرية لعدة سنوات قد وسعت من أفاق الرجل في كل ما يتعلق بطبيعة وحقيقة حجم القوة «الإسرائيلية» مقابل الولايات المتحدة، وطبيعة مكانة هذه القوة في التحالف الأمريكي «الإسرائيلي»، على حد تعبيرها.

لافتةً إلى أنّ هذا الأمر هو الذي دفع بالجنرال غانتس إلى التصريح يوم الأربعاء من هذا الأسبوع بشكل علني بأنّه يقوم بإسماع أقواله وآرائه أمام المستوى السياسيّ، قبل أنّ يُطلق نتنياهو تصريحه القائل إنّه هو، وفقط هو، أي رئيس الوزراء، الذي يتخذ القرار بتوجيه الضربة العسكريّة لإيران.

من جانبه قال رئيس الاستخبارات الحربية «الإسرائيلي» السابق اهارون زئيفي فاركاش ان قرار شن هجوم «إسرائيلي» ضد المنشأت النووية الإيرانية ليس بعيداً، معرباً عن معارضته لشن هذا الهجوم.

واعرب فاركاش في مقابلة خاصة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» «الإسرائيلية» نشرت الجمعة عن قلقه إزاء شن «إسرائيل» هجوماً ضد المنشات النووية الإيرانية في المستقبل القريب، وهي خطوة وصفها بأنها سوف تكون سابقة لأوانها.

وقال ان شن هجوم على إيران سيكون خطأ، متابعا انه لا يعتقد ان مثل هذا الهجوم سيتم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى في شهر تشرين ثاني/نوفمبر المقبل.

واستطرد «التوقيت ليس الآن حتى لو كان الهجوم ناجحاً حيث انه سيقوض الشرعية التي يحتاج إليها، وذلك في إشارة الى الدعم الدبلوماسي الذي تحتاجه «إسرائيل» في أعقاب الهجوم لضمان ألا يتم السماح للإيرانيين بإعادة بناء منشأتهم، والسباق صوب تصنيع قنبلة نووية.

وأشار الى ان الإيرانيين لم يصلوا بعد الى المرحلة الفارقة في تصنيع قنبلة لأنهم مازالوا يخصبون اليورانيوم عند 20% واقل من ذلك بينما اليورانيوم المخصص للاستخدام العسكري يجب تخصيبه بأكثر من 90%.

واعرب فاركاش في المقابلة عن اعتقاده بأن ما سيمنع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من المضي قدماً في تصنيع سلاح نووي هو الشعور بأن النظام الإسلامي يواجه «تهديداً لوجوده»، يعرض للخطر وجوده مستقبلاً.

وقال انه يمكن تحقيق ذلك من خلال فرض مزيد من العقوبات ومزيد من العزلة على النظام الإسلامي وتوضيح ان التهديد العسكري حقيقي وقادر وان إحدى الوسائل للقيام بذلك هي إرسال أربع حاملات طائرات أمريكية الى الخليج وقيام «إسرائيل» بإجراء تدريبات في مجال الدفاع المدني وتدريبات سلاح الجو، بعيدة المدى.

واردف فاركاش ان هناك سبب آخر يمنع «إسرائيل» من مهاجمة إيران هو ان البلاد تواجه تحديات إضافية جسيمة يجب التعامل معها وهى هجوم محتمل ضد إيران وآخر محتمل لمنع انتشار ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية وتهديد «إرهابي» متنام في شبه جزيرة سيناء المصرية وعملية تلوح في الأفق في قطاع غزة لوقف الهجمات الصاروخية والحاجة المستمرة للاستعداد لمواجهة محتملة مع «حزب الله» الذي لديه 50 ألف صاروخ، بحسب ما ذكر تقرير الصحيفة.

تعتقد القوى الغربية أن البرنامج النووي الإيراني ستار لإخفاء تصنيع أسلحة نووية وهو ما نفته طهران بقوة.

وأعلنت «إسرائيل» والولايات المتحدة أنهما لا تستبعدان أي خيار في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2180997

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2180997 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40