الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012

الذهب المسروق في متحف القدس المحتلة

الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012

عندما احتلت القوات «الإسرائيلية» القدس، قررت إنشاء «متحف دولة إسرائيل» في أزقتها، لأن بناء المتاحف من العناصر الأساسية لبناء الدول القوية التي لديها ما تبرزه، وخصوصاً في التاريخ. من هنا كان إقرار قانون الآثار «الإسرائيلي» الذي يسمح بشراء وإقتناء كل القطع الأثرية التي لا تمتّ إلى التوراة بصلة. وعمل المتحف في السر على شراء القطع الأثرية الذهبية من كل دول العالم وحضاراته. وعندما قرر الاحتفال بعيد تأسيسه العشرين، قرر عرض المجموعة وإقامة معرض بعنوان «مجموعة الذهب الخالص» التي تظهر للعلن للمرة الأولى، وهي عبارة عن 400 قطعة. المجموعة تضم قطعاً إغريقية، رومانية، إتروسكية، وأخرى من مصر الفرعونية وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس إلى جانب قطع من الصين وشواطئ البحر البلطيق. من أبرز القطع المعروضة، إكليل ذهبي من أوراق الغار يعود إلى الفترة الرومانية، وكوب ذهبي مخصص للملوك، وقلادتان واحدة تعود لآلهة الكنعانيين والأخرى لأفروديت، الإلهة الإغريقية. لماذا الذهب؟ لأنّه يجذب الجميع، ولأن قيمته المادية والمعنوية في الحضارة العبرية معروفة عالمياً ومنذ أقدم العصور. لكن المتحف لم يكتف بإيجاد القطع الأثرية العادية التي تُعَدّ قيمتها الاقتصادية عالية جداً كلما مرّ عليها الزمن، بل أضاف إليها قيمة الذهب، وذلك لإعطاء المعرض قيمة مادية مزدوجة.

ومن أجل اللعب على وتيرة الذهب عبر التاريخ، أتت صورة المعرض طبق الأصل عن ورقة بردى، في إشارة إلى أماكن مناجم الذهب في مصر التي تعود إلى نحو عام 1300 ق.م.

«يتطلب استخراج الذهب جهداً كثيراً، فإنتاجه شاق وحراسته صعبة، والحماس المرتبط بالعمل به كبير، لذا فهو في منتصف الدرب بين اللذة والألم». هكذا كتب المؤرخ الإغريقي الكبير ديودورس الصقلي منذ نحو ألفي عام في ما يخص الذهب. هوس البشرية بالذهب يعود إلى كونه المعدن الوحيد الذي لا يفقد لمعانه مع مرور الزمن. يقول علماء الآثار إنهم عندما يعثرون على الذهب ينظفون القطعة، ويعود اللمعان.

ومن بين كل القطع المعروضة، تحفة واحدة تمتّ إلى اليهودية بصلة هي عبارة عن تعويذة، كتبت بالآرامية، تهدف إلى حماية امرأة يهودية. وبالطبع اشتُريت القطعة والتحف المعروضة في المتحف من سوق الآثار العالمية بين 1950 و1960. لا يخجل المؤتمنون على المتحف من أن تكون مجموعته عبارة عن قطع مسروقة من دول مختلفة وجرت حيازتها من دور المزاد العلني. لا يبررون ذلك بأن عمر علم الآثار 150 سنة، ومن قبل ذلك كان الناس يحتفظون أو يتاجرون بما كانوا يكتشفونه، لذا، فمصادر معظم القطع مجهولة، وكذلك تاريخها.

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : جريدة «الأخبار» اللبنانية | فاتن الحاج.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2178796

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2178796 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40