الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012
«إسرائيل» تفضح نفسها...

جونثان كوك: عندما تعود «فتح» للمقاومة ستكون «إسرائيل» في مواجهة كل الشعب الفلسطيني

الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012

جونثان كوك (46 عاماً) صحافي وكاتب بريطاني مستقل راديكالي يقيم في الناصرة داخل أراضي 48 تصاهر مع الفلسطينيين ومتعاطف جداً معهم ويرى أن مقاومتهم الموحدة للاحتلال هي الحل، يقدم رؤيته للصراع وحقيقة علاقة الغرب بـ«إسرائيل» ويتطرق لقضايا عدة في لقاء خاص مع «الخليج».

كوك، حائز على شهادة الماجستير في الفلسفة والعلوم السياسية والصحافة، سبق وعمل في «الغارديان» ست سنوات وغطى فيها «الشرق الأوسط».

وكان وصل كوك البلاد لإعداد كتاب عن الفلسطينيين في عام 2000 وما لبثت أن اندلعت الانتفاضة الثانية فأخذ يكتب تقارير صحفية لـ«الغارديان» و«التايمز» و«الأهرام» وموقع «الجزيرة» بالإنجليزية.

يلف في أراضي السلطة الفلسطينية ويعود في الليل ليبيت في مدينة الناصرة بحثا عن الحقيقة قبل أن تثمر مساعيه كتاباً بعنوان «دم ودين» في 2005. يقول جونثان إنه يرغب بالبقاء في البلاد لكنه يخشى أن يطرد، لافتاً أن «إسرائيل» لا تحبذ بقاء أمثاله رغم حيازته على بطاقة الهوية الزرقاء.

رفض جونثان قبول الرواية «الإسرائيلية» الرسمية وعمل بأدواته للبحث عن «القصة الحقيقية» ويقدم مثالاً على ذلك: «عدت لمسرح الحدث في جنين في 2002 واكتشفت أن قوات الاحتلال اغتالت الناشط بالجهاد الإسلامي محمود السعدي بدم بارد بخلاف الرواية المعلنة ويتابع «حتى ذاك الحدث كنت ساذجاً مثلي مثل بقية زملائي الصحافيين الأجانب حيث كانت بنظري ديمقراطية وضحية حتى كذبتني عيوني وآذاني».

ويسارع جونثان للتوضيح أنه لا يكره اليهود لكن مشكلته مع الصهيونية باعتبارها أيديولوجية قذرة. ويتساءل: لماذا يتحدثون عن اللاسامية بدلاً من الحديث عن العنصرية الأوروبية لاسيما أن ضحاياها ليسوا من اليهود فقط.

ويشدد على أن الصهيونية نظرية عنصرية خاصة. حديثها عن «شعب الله المختار» و«البلاد الموعودة» لشعب يمنح نفسه حقوقاً خاصة ويضيف هذه عنصرية ومحاولة تضليل لإقناع بطابو على أرض.

ورداً على سؤال يشير أن الأوروبيين اليوم يعرفون «إسرائيل» الحقيقية لافتاً أن هناك دوراً كبيراً لها بذلك فالحربان الشنيعتان اللتان شنتهما على غزة وعلى لبنان تسببتا بصدمة كبيرة. كذلك صار الناس يدركون أكاذيب الإعلام الغربي بفضل الإنترنت حيث لـ«إسرائيل» فضل في الكشف عن حقيقتها بممارساتها لا بفضل العرب.

وعن الـ«بي بي سي» وتغطيتها للصراع يقول كوك إن هذه الشبكة البريطانية العريقة لا تظهر كفاية جرائم وممارسات «إسرائيل» لأنها تهددها وتتهمها بتبني الجانب الفلسطيني كي تبقى تغطيتها لمصلحتها.

[bleu]*[/bleu] [marron]هل لك أن تضرب مثلاً على ذلك؟[/marron]

- «حتى الآن لم تغط قضية قطاع غزة كما يجب ومعاناة الفلسطينيين هناك تعرض بشكل قصير وموجز. في لبنان أظهروا هدم البيوت ولم يظهروا الدماء أو عمليات القتل. الناس تدرك عندها الوقائع لكنهم لا يطلعون على الوجه الإنساني للمأساة وللمعاناة في الجانب العربي. حتى بالأرقام ضحايا اليهود أكثر في الانتفاضة الثانية».

وينوه أن «الغارديان» البريطانية التي كتب فيها ست سنوات نقدية تجاه ممارسات «إسرائيل» فهي من أنصارها طبعاً لكنها ضد احتلالها كما هو الحال مع «هآرتس» العبرية وتعتبره خطراً عليها.

أما الحكومة البريطانية فما زالت تساند «إسرائيل» بقوة لعدة أسباب برأيه منها: تأثير الولايات المتحدة، اللوبي الصهيوني.

[bleu]*[/bleu] [marron]وماذا مع اللوبي العربي؟[/marron]

- «لا يلعب العرب في بريطانيا أي دور رغم ملكيتهم المال فهم لا يوظفونه كما ينبغي علاوة على كونهم غير منظمين».

ويشير إلى أن تقارير «الاتحاد الأوروبي» الناقدة لـ«إسرائيل» في السنوات الأخيرة تنم عن توقف المفاوضات مع الفلسطينيين وعن ضغط الشارع الأوروبي الذي لم يعد يشتري كذبة «اللاشريك» «الإسرائيلية».

[bleu]*[/bleu] [marron]ماذا عن دور الرئيس عبّاس من خلال زياراته للعالم والأمم المتحدة ورسائله السلمية؟[/marron]

- «وضع محمود عبّاس «إسرائيل» في المحافل الدولية بالزاوية لكن خطأه الكبير بمحافظته على المفاوضات معها بكل الظروف، فمع استمرار المفاوضات العبثية يتواصل الاحتلال ويطول عمره فالسلطة الفلسطينية لا دولة ولا حتى نواة لها».

ويرى جونثان أنه ينبغي إحراج «إسرائيل» أكثر في العالم واستعادة الفلسطينيين وحدتهم أولاً وعندما تعود حركة «فتح» للمقاومة إن شاء الله عندها ستكون «إسرائيل» في مواجهة كل الشعب الفلسطيني.

جونثان المتعاطف مع الفلسطينيين منذ اشتد ساعده يسأل سؤالاً استنكارياً طبعاً: كيف نقاوم الاحتلال والسلطة الفلسطينية تعتمد كلياً على المساعدات الأمريكية و«الإسرائيلية»؟ ويضيف جازماً: لا حرية مع الاحتلال.

وحالياً يرى جونثان أهمية تعاون الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر لمواجهة نظام «الأبرتهايد» الذي نشأ منذ سنوات والمجتمع الغربي يعرف ذلك لكنه اليوم بات يخشى انفضاحه بعدما باتت «إسرائيل» تبدو وتظهر بهذه الصورة.

ورداً على سؤال يوضح جونثان أن قادة الدول الغربية «يعرفون ويحرفون» ولذا فهم يمارسون الضغوط على «إسرائيل» كي تلطّف معاملتها مع الفلسطينيين وتستأنف المفاوضات ليتحاشون الحرج. ويضيف «اليوم بدأت الشعوب الأوروبية تدرك أن هناك واقعاً بشعاً وغير طبيعي وأن «إسرائيل» حالة حرب غير طبيعية وتهدد السلم العالمي».

[bleu]*[/bleu] [marron]ولماذا يخشى قادة الغرب انفضاح الأبرتهايد «الإسرائيلي»؟[/marron]

- «لأن «إسرائيل» دولة صديقة وتحظى بدعم مالي كبير وسياسي وبعلاقات خاصة فهي الابنة المدللة للغرب وطالما بدت دولة غربية الملامح. تخشى الولايات المتحدة وأوروبا انهيار روايتها الرسمية حول انقسام العالم بين عالمي الخير و«الشر الإرهاب» ضمن ما يعرف بـ«صراع الحضارات». كانت «إسرائيل» تنتمي للعالم الغربي «الخيّر» وإذ بها سلبية وتمارس أفعالاً إرهابية تتناقض مع الرواية الغربية الرسمية ويعود الفضل في فضح نظام الفصل العنصري في «إسرائيل» لها ولأفعالها».

ويشير جونثان أنه لاحظ منذ سنوات خللاً في تغطية فلسطينيي الداخل بالإعلام الغربي وينوه أنه حتى في الصحف اليسارية البريطانية التي عمل بها ينشرون مواد عن الصراع والفلسطينيين لكنهم يتجاهلونهم ويعتبرون يهودية الدولة أمراً طبيعياً.

ويضيف حتى وسائل الإعلام الغربية تقبل بتعريف «إسرائيل» نفسها «دولة يهودية» لكن الشارع الغربي بدأ يدرك الحقائق ويبدي استغراباً بعدما صارت تصله رواية فلسطينيي الداخل بفضل وسائل إعلام عربية وبفضل شبكات التواصل الاجتماعي. في البداية كانت يهودية الدولة «طابو» يحظر المساس به واليوم تطرح أسئلة حول ذلك وتتم الإشارة للسؤال لماذا يرفض فلسطينيو الداخل هذا التعريف.

[bleu]*[/bleu] [marron]هل يعرف العالم فلسطينيي الداخل كفاية اليوم؟[/marron]

- «لا مصلحة لهم بالتعرف إليكم لأنكم تتناقضون وروايتهم المعتمدة، لكن الغرب بات يعرف عنكم نسبياً أكثر من الماضي وهذا ليس بفضل الإعلام فحسب بل لأن «إسرائيل» بنفسها تستخدمكم لتسويق بضاعتها كالزعم مثلاً أن استئناف المفاوضات وتسوية الصراع عملية مركبة ليست سهلة بدعوى أنه حتى العرب فيها يرغبون بحكم ذاتي أو نصف دولة».

[bleu]*[/bleu] [marron]ما المطلوب منا إذاً بهذا السياق برأيك؟[/marron]

- «مشكلتكم أنكم تنتظرون كيف ينتهي مصير تسوية الدولتين بدلاً من طرح مطالبكم بوضوح. بوسعكم استخدام قوتكم وقدرتكم على إلحاق ضرر هام بـ«إسرائيل» إن توحدتم من خلال فضح ممارساتها غير الديمقراطية في العالم وبأدوات دبلوماسية ومدنية وبطرح التساؤلات في الغرب من قبلكم : كيف يمكن لـ«إسرائيل» أن تكون دولة ديمقراطية ونحن من دون مساواة وحريات؟ وعليكم أن تأخذوا بالحسبان وجود لوبي صهيوني. حتى الآن أنتم غائبون أو مغيبون في الغرب لكن وسائل الإعلام الغربية تنشر عنكم أكثر فقضية هدم قرية العراقيب في النقب تنشر هنا وهناك».

وعلى المستوى الشخصي يقول إنه «لم يخطط للزواج والإقامة في فلسطين» بل كانت هذه مفاجأة سعيدة. ليس سهلاً أن يقيم غربياً في الشرق لاختلاف الثقافات.

[bleu]*[/bleu] [marron]لماذا اخترت لابنتيك اسمي بيان وهناء؟[/marron]

- «لفظهما سهل للعرب والأجانب وقد اخترت وزوجتي الاسمين وهما تتحدثان الإنجليزية والعربية».

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : جريدة «الخليج» الإماراتية | القدس المحتلة.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2177908

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2177908 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40