ترى دوائر سياسية في أكثر من عاصمة ضرورة النظر الى «حملة الزيارات» الأمريكية وبشكل خاص الرسمية منها الى «إسرائيل» والمنطقة في إطار المشهد الإقليمي، وأنها تأتي في إطار الرغبة الأمريكية في «إدارة الأزمات» في المنطقة، وتأجيل الحسم فيها الى موعد لاحق بعد الانتخابات الأمريكية، وبشكل خاص ما يتعلق بالمسألة الإيرانية، والاتفاق على الخطوات المستقبلية بشأن سوريا و«حزب الله»، ومستقبل التعامل مع الموضوع الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن المشهد الذي تعيشه المنطقة العربية.
دبلوماسي غربي خدم سنوات طويلة في المنطقة، يؤكد لـ «المنـــار» أن لقاءات المسؤولين الأمريكيين مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فيّاض تأتي في هذا السياق، مضيفاً أن الملفت في هذه اللقاءات التي تجمع فيّاض مع المسؤولين الأمريكيين سواء السرية منها أو العلنية، هي حالة «الكتمان» التي يحرص فيّاض ومن يلتقيهم من المسؤولين الأمريكيين المحافظة عليها، وفي أفضل الحالات يتم إطلاق تصريحات تزيد من الغموض والضبابية ويكتفي بالحديث عن أن تلك اللقاءات كانت مثمرة، ولكن، ـ يضيف الدبلوماسي الغربي ـ ما تعيشه منطقة «الشرق الأوسط»، و «حالات النضوج» بعوامل أمريكية التي تنتقل من ساحة الى أخرى في المنطقة في ظل «ربيع عربي» تجعلنا نضع عشرات الاستفهام على تلك اللقاءات العلنية والسرية التي جمعت فيّاض بالمسؤولين الأمريكيين خاصة مع تسرب بعض تفاصيل تلك اللقاءات التي عقدت في غالبيتها في القدس الغربية، بالإضافة الى لقاءات منزلية بعيداً عن أعين وسائل الإعلام، وتحديداً اللقاء الذي جمع فيّاض مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث استمعت الوزيرة الأمريكية من فيّاض ـ في الجزء الأكبر من لقائها به ـ شرحاً عن الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، ومستوى تحكم وتأثير فيّاض على بعض «مفاصل» العمل الفلسطيني الأمني والاقتصادي في المناطق الفلسطينية.
ويقول المسؤول الدبلوماسي الغربي، من المؤكد أنه لا لقاءات عشوائية تجمع المسؤولين الأمريكيين مع من يرغبون في لقائهم، وأن أي لقاء يعقد مع أية شخصية «مهمة» يأتي في إطار توصيات وللاتفاق على الأدوار القادمة لتلك الشخصيات.
ويتابع المسؤول الدبلوماسي الكبير، انه مهما كانت الدوافع الأمريكية لتدفق مسؤوليها وعسكرييها على «إسرائيل»، ولقائهم مع فيّاض ومسؤولين في «إسرائيل»، فان هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن جميع تلك الزيارات واللقاءات، لم تكن تبحث سبل إعادة الحقوق الفلسطينية، وليس حتى إخراج عملية السلام من حالة الجمود التي تعاني منها، وإنما كيفية مواصلة إدارة الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، ومدى قدرة فيّاض على لعب مثل هذا الدور في حال تم استبداله بالرئيس محمود عبّاس.
[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر: جريدة «المنــــار» المقدسية.[/bleu]