الثلاثاء 31 تموز (يوليو) 2012

معركة حلب

الثلاثاء 31 تموز (يوليو) 2012 par د. موفق محادين

مما لا شك فيه ان الجيش السوري سيحسم معركة حلب كما حسم معركة دمشق وقد ارتكبت جماعة اسطنبول وما يعرف بالجيش الحر (حماقة كبيرة) عندما أعلنت أن معركة حلب هي المعركة الفاصلة التي ستحدد مصير الأزمة السورية، فلن تكسب هذه المعركة أبداً فضلاً عن انه، حتى ما يعرف بأصدقاء هذه الجماعة (من أصدقاء «إسرائيل» في الواقع وهم الأمريكان والفرنسيس والإنجليز والرجعية) تحدثوا مع فضائياتهم ووكالات الأنباء العالمية التي يديرونها عن وجود آلاف (المتطوعين) من الجماعات التكفيرية، وبما يعني أننا أمام معركة في قندهار أو الصومال وليس بذريعة سورية الديمقراطية الحضارية المدنية الجديدة.

والمهم هنا ليس نتيجة المعركة التي لن تختلف عن معركة دمشق بل في استهدافاتها مما يضاعف أهمية ودلالات المتوقع للجيش العربي السوري، فمعركة حلب معركة تركية - «إسرائيلية» بالدرجة الأولى وأما باقي الأطراف فهي إما صناديق أو شاشات وفضائيات أو غطاءات دولية وليس بمقدور أي منها أن يضيف شيئاً على ذلك..

وتسعى تركيا والعدو الصهيوني من وراء معركة حلب إلى تقسيم سورية بين سلطة تحت الحماية التركية في الشمال وبين الحكم في دمشق وبما يغلق نهائياً الملفات العالقة في الجولان والاسكندرون ويعزل «حزب الله» في جنوب لبنان لكن أياً منهما، تركيا و«تل ابيب» لن تستطيع التدخل العسكري المباشر مستبدلة ذلك بدعم عسكري واستخباراتي غير مسبوق للجماعات التكفيرية من الشيشان وكوسوفو وليبيا وغيرها ومثلها بقية أطراف الحلف المعروف الذي لن يبخل على هذه الجماعات بالأسلحة والأموال والتعبئة الإعلامية مع عجزه عن التدخل العسكري المباشر.

فالعدو الصهيوني ملجوم بالخوف من ربع مليون صاروخ عند «حزب الله» وسورية، وتركيا تعيش أسوأ أيامها بالنظر إلى خوف جماعة الإسلام الأمريكي من تحريك الجيش الذي ينتظر الفرصة لإعادة الأتاتوركية إلى انقرة، وبالنظر إلى ان معركة تركيا في سورية هي أصلاً جزء من الصراع التاريخي مع روسيا المستعدة لحرب عالمية ثالثة إذا ما فكرت تركيا بالتمدد جنوباً وتداعيات ذلك على المجال الحيوي الروسي، ولم يحدث أبداً ان انتصرت تركيا لا في معركة صغيرة ولا كبيرة على روسيا منذ ثلاثة قرون وحتى اليوم.

والأرجح أن معركة حلب ستكون معركة فاصلة في تاريخ تركيا و«تل أبيب» وحلف الصناديق والفضائيات معهما. وستجد تركيا نفسها هي المحاصرة وليست سورية، فتركيا مطوقة عملياً بأصدقاء روسيا وسورية من كل الجهات فبالإضافة لدمشق وموسكو هناك إيران وأرمينيا واليونان وبلغاريا والشظايا البلقانية، وهناك (عشرون مليون كردي وعشرون مليون علوي وعشرون قومية أخرى) أما (إسرائيل) في ضوء توقعات معركة حلب فتكون قد فقدت آخر فرصة للبقاء ضمن (الكبار) في (الشرق الأوسط)..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165266

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165266 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010