الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012

الدولة الفلسطينية.. المستحيلة

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012 par د. سمير التنير

تصبح الدولة الفلسطينية أمراً مستحيلاً يوماً بعد يوم. في المستقبل القريب وفي المستقبل البعيد. لماذا؟ «لأن «إسرائيل» ليست في وارد أن تسمح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولة قابلة للحياة في غزة والضفة الغربية. ومن المؤسف أن حل الدولتين لا يعدو الآن كونه وهماً. بل إن هذه الأراضي، سوف تدمج في «إسرائيل» الكبرى التي ستكون دولة تمييز عنصري (أبارتهيد) تشبه كثيراً جنوب أفريقيا إبان حكم البيض».

هذا ما يقوله البرفسور جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وأحد كتّاب الدراسة ـ المرجع «اللوبي الصهيوني، وسياسة أميركا الخارجية» (بالاشتراك مع ستيفن والت).

قدم اقتراح إقامة الدولة الفلسطينية الرئيس كلينتون في شهر كانون الأول عام 2000. وكان ذلك الاقتراح ينص على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على 95 في المئة من أراضي الضفة الغربية وعلى كامل قطاع غزة.

لم تقم الدولة الفلسطينية. لذا فإن البدائل الممكنة هي ثلاثة تنطوي كلها على إقامة «إسرائيل كبرى». والبديل الأول هو أن تصبح «إسرائيل» الكبرى دولة ديموقراطية ثنائية القومية مع مساواة في الحقوق السياسة. والبديل الثاني هو إقامة «إسرائيل» الكبرى مع طرد كافة الفلسطينيين منها. كما حدث في عامي 1948 و1967. أما البديل الثالث فهو إقامة «إسرائيل» الكبرى، كي تكون دولة تمييز عنصري، مع السماح للفلسطينيين بممارسة حكم ذاتي محدود.

لم يعد حل الدولتين مطروحاً اليوم. لأن «الإسرائيليين» غير مستعدين لتقديم التضحيات التي يقتضيها هذا الحل. كما ان وجود 480 ألف مستوطن في الضفة الغربية يشكل معضلة أخرى. إذ ينبغي التخلي عن عدد كبير من المستوطنات، وعن بنيتها التحتية من طرق ومحطات كهرباء ومياه وغير ذلك. كما ان نتنياهو ملتزم بتوسيع المستوطنات.

لا يتمتع اقتراح إقامة الدولة الفلسطينية إلا بتأييد محدود جداً من بعض السياسيين «الإسرائيليين»، ومنهم وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني وأيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق. وهم جاهروا بذلك عندما أصبحوا في المعارضة وخارج الحكم. أما معارضو الدولة الفلسطينية فهم كثر وأقوياء وقد يحاولون إثارة حرب أهلية في «إسرائيل»، إذا شعروا أن إقامة الدولة الفلسطينية أمر جدي.

تقوم أيضاً عوائق ايدولوجية في وجه إقامة الدولة الفلسطينية، إذ ان مبادئ الصهيونية تقول إن دولة «إسرائيل» يجب ان تشمل حدود فلسطين عندما كانت تحت الانتداب البريطاني. كما ان الصهيونية بحد ذاتها معادية بعمق لفكرة الدولة الفلسطينية. وما من رئيس أميركي قادر على ممارسة ضغط جدي قوي على «إسرائيل» بسبب اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

إذا قامت دولة «إسرائيل» على أسس التمييز العنصري، كما كان الأمر في جنوب أفريقيا، فإن ذلك سيكون جريمة كبرى وستخسر تأييد عدد كبير من دول العالم. والفلسطينيون على أي حال لن يتركوا أراضيهم أبداً.

يقول البرفسور جون ميرشايمر إن الحرب القادمة بين «إسرائيل» والفلسطينيين ستكون حرب أفكار (ليتها كانت كذلك) وانه يجب نبذ العنف والاتكال على المقاومة المدنية. لا يفهم معظم الباحثين ان فلسطين جزء من الوطن العربي وأن القومية العربية عقيدة شعوب في «الشرق الأوسط» من المحيط إلى الخليج. إن العرب سيختارون كافة أشكال النضال لاستعادة الحقوق المشروعة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2165305

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165305 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010