الثلاثاء 24 تموز (يوليو) 2012

سورية .. دولة واحدة أم ست دول؟!

الثلاثاء 24 تموز (يوليو) 2012 par نواف الزرو

يتجاهل الكثيرون، أو لا يرغبون برؤية الحقيقة الكبرى، المتعلقة بالحالة السورية، وهي أن الأجندات الخفية الأمريكية الصهيونية هي التي تتربص بمستقبل سورية، وأن المعركة على الأرض هناك، باتت واضحة تماماً، على أنها معركة بين بقاء سورية دولة واحدة موحدة، وبين أن تتفكك إلى دويلات طائفية، وفي الأجندات الصهيونية أن تتفكك إلى ست دول طائفية، وهذا بالطبع ليس قدراً أمريكياً صهيونياً لا راد له، وإنما يمكن هزيمته بالوعي ووضوح الرؤية ووحدة الموقف والإرادة.

وفي الأجندات الخفية المرعبة المتعلقة بتفكيك المنطقة والدول العربية، وعلى رأسها سورية الدولة والوطن والبلاد والمركز، نقرأ عدداً من الوثائق الأمريكية -«الإسرائيلية» الشيطانية، التي يعود بعضها إلى ما قبل خمسين أو ستين عاماً، فالذي يجري اليوم في المشهد السوري، وإن كان محقاً على صعيد المطالب الشعبية في الحريات والحقوق، وضد خيار الأمن والقمع الدموي، إلا أنه يجب أن لا يغيب عن البال والذهن والذاكرة، أن العدو يتربص على مدار الساعة بالأمة والأوطان، والتربص الصهيوني لا يتوقف على مدار الساعة..!

وفي هذا السياق نقرأ في احدث واخطر وثيقة صهيونية نشرت تفاصيلها الأحد - أمس الأول فقط، في صحيفة «معاريف» العبرية - 2012/7/22 تحت عنوان: «سورية واحدة أم ست دول» للكاتب «الإسرائيلي» الباحث المعروف غيء بخور، تلك النوايا الصهيونية المبيتة الكامنة المتربصة ضد سورية، فيقول الكاتب: «إن الكيان السوري «الكبير» كان نتاجاً للاستعمار، لم يتناسب والواقع على الأرض، ومن المتوقع أن يبحث الآن عن سبيله الجديد، لشدة الأسف بعنف داخلي شديد، المستقبل في سورية، على ما يبدو، سيكون في واقع الأمر - الماضي»، ويزعم: «ليس كثيرون من يعرفون بان سورية ليست فقط اختراعاً للانتداب الفرنسي بل وأنها كانت تتشكل في بدايتها من ست دول أقيمت على أساس طائفي، وقد كانت هذه دولاً مستقلة بكل معنى الكلمة: مع حكومات، عملة، طوابع، أعلام، عواصم وبداية جيوش، والآن بدأ كل شيء يتفكك، على ذات الأساس الطائفي، وكأنه لم تمر مئة سنة، عندما تلقى الفرنسيون الانتداب على ما أصبح لاحقاً سورية، في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920، قرر الجنرال الفرنسي انري غورو تقسيم أراضي سورية إلى ست دول مستقلة مختلفة، على أساس طائفي:

[marron]*[/marron] لبنان، دولة ملجأ للمسيحيين الموارنة، الذين تلقوا بالفعل مفاتيح الدولة الجديدة، ولبنان أُخرج تماماً من المنظومة السورية في عام 1936.

[marron]*[/marron] دولة ملجأ للأقلية الدرزية، التي سميت جبل الدروز أو دولة سويدا، هذه الدولة وقعت في الجنوب الغربي من سورية اليوم ووجدت بين أعوام 1921 و 1936، حين قرر الفرنسيون توحيد سورية بأسرها، وألغيت المكانة المنفصلة لهذه الدولة.

[marron]*[/marron] دولة للأقلية العلوية على شاطئ البحر المتوسط، تسمى دولة العلويين وبعد ذلك على اسم مدينة اللاذقية، ولها مدينتان كبيرتان ووحيدتان على الشاطئ السوري: اللاذقية وطرطوس.

[marron]*[/marron] دولة للأقلية التركمانية في شمال - غرب سورية، سميت بالإسكندرونة وتأسست في أعوام 1921 - 1923، ومع أن معظم المواطنين كانوا عرباً، إلا إن الفرنسيين قصدوا أن يجسد التركمانيون في إطارها تطلعاتهم الطائفية، غير أن زعيم تركيا، أتاتورك، طالب بالملكية على الدولة، وفي عام 1938 اجتاح الجيش التركي الإسكندرونة، غير اسمها وطرد منها العرب.

[marron]*[/marron] وأخيراً، دولتان للغالبية ؛ السنة - دولة دمشق ودولة حلب، هاتان ستسقطان في نهاية المطاف بأيدي الثوار حيث سيقيمون دولتهم السنية.

ويواصل الكاتب «الإسرائيلي»: دولتان طائفيتان صغيرتان، دولة العلويين ودولة الدروز، سيطرتا في الأربعين سنة الأخيرة على دول الأغلبية، سورية هي دولة يسيطر فيها نحو 30 في المئة على نحو 70 في المئة.

ويتساءل: ماذا الآن؟ بعد عدة سنوات من الاشتباكات الطائفية في سورية، من دون صلة ببشار الأسد ونظامه من المتوقع أن نرى بعضا من هذه الدول على شكل كانتونات أو دول بكل معنى الكلمة، فالعلويون سيتطلعون للعودة إلى الاصطفاف على الشاطئ في كيان خاص بهم، الدروز سيتطلعون للحفاظ على جبلهم في شكل سياسي، ودولة أخرى، لم يعلن عنها في عهد الانتداب الفرنسي، من المتوقع أن تقوم: دولة الأكراد، منذ اليوم يتحدث أكراد سورية عن مطلب الحكم الذاتي، في ظل الارتباط بكردستان العراق.

ورغم زعم الكاتب بأن هذه ليست سياقات ترتبط بـ«إسرائيل»، إلا أنها وفقاً لكم آخر من الوثائق المتوفرة تقع في صميم الأجندات الإستراتيجية الصهيونية المبيتة منذ مطلع القرن الماضي.

إلى ذلك، هناك المزيد والمزيد من الوثائق التي تفضح المخططات والنوايا الأمريكية - الصهيونية المتعلقة بتدمير وتفكيك الأمة العربية إلى أمم، والدول العربية إلى دويلات طائفية واثنية.

فهذا الذي جرى ويجري من خراب وتخريب وتفكيك في بلاد العرب، وفي سياق السيناريوهات التي نتابعها، لا يخدم في المحصلة سوى تلك الأجندات الصهيونية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 59 / 2165424

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165424 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010