الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012

امريكا والخديعة الكبرى!

الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012 par د. محمد صادق الحسيني

في قصيدة معروفة له قالها في أوج ما سماه يومها بعصر الانبطاح لأمريكا يقول الشاعر العراقي الشهير مظفر النواب في مقطع منها: «أمريكا وراء الباب أمريكا». في إشارة الى ان كل ما كان يحصل وقتها كانت تقف خلفه أمريكا.

لو قيض لمظفر النواب شفاه الله اليوم ان يكتب قصيدة في هذا السياق من جديد وهو يراقب ما يحصل في العالم لكتب برأيي: أمريكا أمام الباب أمريكا.

كل الطرق تؤدي اليوم الى أمريكا وواشنطن على ما يبدو بعد ان قررت العاصمة الأمريكية إما ان تخوض آخر حروبها من اجل ان تستعيد السيطرة على العالم الذي يتفلت من بين يديها على ما يبدو في أكثر من ساحة وعلى أكثر من مستوى، من بطانات احتلالها في العراق وأفغانستان الى صعود قوى عظمى سبق لها ان رضخت لموازين قوى مؤقتة كانت تمنح الغلبة للأمريكيين حتى الآن!

او من اجل اتخاذ قرار مؤلم وحزين لقادتها لكنه سيكون القاصم لظهر إمبراطوريتها ألا وهو الانكفاء نحو الداخل والإذعان بان عصر الهيمنة والاستعلاء والتفرد بالقرار الدولي بات شبه مستحيل ما سيدفعها الى تقبيل اكثر من يد في الدنيا لم تستطع كسرها ناهيك عن بترها ليس أولها روسيا وليس آخرها إيران!

الحرب باتت مكشوفة تماما ولم يعد احد بقادر على إخفاء اوراق اللعبة القذرة التي تقودها أمريكا في العالم من اجل الإبقاء على مقدرات العالم تحت السيطرة الصهيو أمريكية!

من لعبة التوازن الدولي بين الأمم الى لعبة المتاجرة بدماء العرب والمسلمين على خلفية صحوتهم العربية والإسلامية الأصيلة التي تصر أمريكا على تسميتها بـ (الربيع العربي) «لغاية في نفس يعقوب»!

من فتنة الأعراق الى فتنة الأديان الى فتنة الطوائف والمذاهب الى فتنة ما تسميه «الكيانات والمكونات» وكأنها تبحث عن خلق جديد تلعب في مقدراته ناسية ان هذه المنطقة وكانت وستظل امة واحدة بمسلميها ومسيحييها تصلي الى رب واحد، متنوعة ومتعددة في مللها ونحلها لكنها موحدة في حضارتها وثقافتها مهما حاول منظرو الصهيونية الأمريكية ان يغيروا من معالمها من خلال الفتن والحروب القذرة!

ولكن لماذا تفكر أمريكا كذلك يسأل كثيرون ؟!

- الإجابة أردناها هذه المرة من أفواههم هم منذ ولادة كيانهم العنصري البغيض على ارض السكان الأمريكيين الأصليين: «يقول جورج واشنطن في كتابه الشهير عن «حياة محمد» في العام 1831 م: «ما لم يتم تدمير إمبراطورية السارزن (المسلمين) فلن يتمجد الرب بعودة اليهود الى وطن آبائهم وأجدادهم»!

يقول السناتور هارت بنتون في خطاب له أمام مجلس الشيوخ في العام 1846م : «ان قدر أمريكا المتجلي هو الغزو والتوسع. إنها مثل عصا هارون التي صارت أفعى وابتلعت كل الحبال. هكذا ستغزو أمريكا الأراضي وتضمها إليها أرضاً بعد ارض. ذلك هو قدرها المتجلي ....»!

يقول النائب الأمريكي في الكونغرس ما بين 1834- 1839 م: «ان قدر الهندي الذي يواجه الانكلوساكسوني مثل قدر الكنعاني الذي يواجه «الإسرائيلي»: انه الموت»!

يقول جورج فوكس 1624- 1691م: «ان تكون يهودياً باللحم والدم لا يعني شيئاً. أما ان تكون يهودياً بالروح فهذا يعني كل شيء»!

يقول السناتور البرت بيفردج 1900م: «ان الله اصطفى الأمة الأمريكية من بين كل الأمم والشعوب وفضلها عليهم وجعلها «شعبه المختار» وذلك من اجل قيادة العالم وتخليصه من شروره»!

طبعاً كل هذا مبني على مقولة تلمودية خطيرة تقول: هذه هي خلفية شهوة وشبق الأمريكي المتصهين للسيطرة على العالم والتي يلخصها احد فلاسفته عندما يسأل عن حدود بلاده فيقول: «ان حدودنا من الشمال هي القطب الشمالي ومن الجنوب هي القطب الجنوبي ومن الشرق سفر التكوين ومن الغرب يوم القيامة»!

ولكن دعونا نسمع ماذا يقول ضحاياهم من السكان الأصليين ممن سماهم كريستوفر كولومبس بالهنود الحمر لأنه ظن انه وصل الى الهند ..... : يقول باشغنتا كيلياس زعيم شعب دولاوير في العام 1787م: «انهم يفعلون ما يحلو لهم، يستعبدون كل من ليس من لونهم. يريدون ان يجعلوا منا عبيدا، وحين لا يتحقق لهم ذلك يقتلوننا. اياك ان تثق بكلماتهم او وعودهم. انها احابيل، صدقني، فانا اعرف سكاكينهم الطويلة جيدا»!.

اما مايكل هولي ايغل من نشطاء هنود شعب سو فانه يقول في العام 1996م ما قد يفيد جدا لنا نحن المسلمين العرب والفلسطينيين العائمين على سراب المفاوضات العبثية: «تاريخنا مكتوب بالحبر الأبيض. ان اول ما يفعله المنتصر هو محو تاريخ المهزومين. ويا الله ما اغزر دموعهم فوق دماء ضحاياهم، وما اسهل ان يسرقوا وجودهم من ضمير الأرض! هذه واحدة من الإبادات الكثيرة التي واجهناها وسيواجهها الفلسطينيون (.....) ان جلادنا المقدس واحد»!

يبقى اخيرا ان نوجه نحن رسالة الى كل من يستقوي بهذه الامريكا اللعينة والشريرة واخواتها من الكبار والصغار، لاسيما أولئك الذين يحاولون استجلابها ولو بالحرب الأهلية والذبح على الهوية او حتى تدمير الحجر والشجر والبشر على رؤوس الجميع باسم الربيع او الإصلاح او التغيير او الديمقراطية او حقوق الإنسان او حرية التعبير، نقول لهم اسمعوا خطبة زعيم شعب «دواميش» وهو يخاطب زعيم واشنطن في العام 1854م رداً على عرضه لبيع ما تبقى من بلاده وهو في وضع استسلامي: زعيم واشنطن الكبير يقول لي، في رسالتها انه يريد ان يشتري بلادنا ويقول انه صديقي وانه يكن لي مودة عميقة.

ما الطف زعيم واشنطن الكبير وهو في غنى عني وعن صداقتي ...

نعرف اننا اذا لم نبعه بلادنا فسوف يجيئنا الرجل الأبيض مدججا بسلاحه وينتزعها.

كيف نستطيع ان نبيع او نشتري السماء ودفء الارض؟!

كيف نبيع طلاقة الهواء؟! كيف نبيع حباب الماء ..... كل شبر من تراب بلادي مقدس..... كل خيط من ورق الصنوبر ..... كل مدى من الضباب في غياهب الاحراج .... كل حشرة تمتص ما تمتص كله مقدس ..... النسغ الذي يسيل في الاشجار .... موتى الانسان الابيض ينسون مهدهم ... اما موتانا فابدا لا ينسون الارض الطيبة لانها امنا ... نحن منها وهي منا. واذن فحين يقول زعيم واشنطن انه يريد شراء بلادنا انما يسألنا ما لا يطاق!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2165976

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165976 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010