الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012

مشهد لا يسر سوى العدو المتربص..!

الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012 par نواف الزرو

الذي يجري في سورية هذه الأيام حلم صهيوني كامن منذ مطلع القرن الماضي، فمن جابوتنسكي الى بن غوريون، الى بيغن، الى مائير، الى دايان فرابين، فشامير فباراك ثم نتنياهو، وعلى امتداد المؤسسة الأمنية السياسية الصهيونية، كلهم أجمعوا ويجمعون على خريطة تفكيك وتدمير سورية كي تبقى «إسرائيل» لأطول فترة من الزمن..!

فكان الزعيم الروحي لليمين الصهيوني المتشدد زئيف جابوتنسكي قال في ذلك منذ عام 1915: «إن المشهد الوحيد الذي يحمل أملاً لنا هو تفتيت سورية...إن واجبنا التحضير لهذا المشهد، وكل ما عدا ذلك هو تضييع عبثي للوقت»، وكذلك مؤسس الدولة الصهيونية بن غوريون الذي عززه قائلا: «علينا تجهيز أنفسنا للهجوم، إن هدفنا هو تحطيم لبنان وشرق الأردن وسورية». (عن مقال استراتيجيات، العرب اليوم، 7/6/2012 للدكتورة حياة عطية،عن الدكتور عادل سمارة).

فهل يختلف اثنان على أن ما يجري في سورية اليوم، إنما هو في الجوهر والمآل - وفق المخطط - تحطيم وتفتيت وتدمير وتقسيم....؟!

وربما يكون القادم على العرب أعظم وأخطر إن لم يتدارك العرب أنفسهم..؟!

فالمشهد العربي اليوم لا يسر سوى العدو المتربص..!

فنحن أمام مشهد من التفكك والإقليمية البغيضة والاستلاب المطلق عن كل ما هو قومي عروبي..!

وأمام «فك ارتباط عربي» عن كل ما هو عروبي..!

والأحوال العربية يتسيدها الخراب والفساد والاستبداد..!

بل إن الأمة والدول والأنظمة العربية كأنها في عطلة قومية مفتوحة..!

وكأن العرب كلهم في مأساة إغريقية..!

فهذا العنوان قد يكشف لنا أحوال العرب اليوم، على مدى العقود الماضية، وعلى نحو أخطر منذ أن اختطفت الثورات العربية، ومنذ أن أخذت تتكالب كل القوى المشبوهة من أجل دمار وخراب سورية.

فنحن أيضا أمام مشهد مزدحم بمعاني التفكك والتشرذم والمهانة العربية، والقطريات الكارثية، مشهد يحمل لنا المزيد من خيبات الأمل والاحباطات والأحلام المحطمة على صخرة الاحتلالات والمحارق والسياسات الرسمية العربية تجاه كل ما يجري.

وفي ظل مشهد عربي كهذا يصل أسوأ حالاته تتزاحم الأسئلة على الأجندات السياسية العربية، حول أحوال العرب في القريب، بل وفي السنوات المقبلة، في الوقت الذي تتوجه أنظار الشعوب العربية نحو الأفضل..!

يذكر لعميد البيت العربي السابق السيد عمرو موسى، انه كان فتح واحداً من أهم واخطر الملفات وهو ذلك الملف المتعلق بـ «الأحوال العربية» وبـ «الأيادي الشريرة الخفية التي تعبث بالأمن العربي»، وبـ «تفكيك العراق وضياع هويتة العربية»، حينما أعلن في لقاء أجرته معه فضائية «دريم» المصرية يوم 8/3/2006 : «ان مشروع «الشرق الأوسط» سطو مسلح على دولنا وحضارتنا وتراثنا»، و«ان «إسرائيل» لم تكن لتتوغل في سياستها وجرائمها لو لم تكن تتمتع بحصانة دولية وحماية غربية»، ونضيف إليه: «لو كانت الأحوال العربية على غير ما هي عليه من تفكك وضعف ومهانة وتواطؤ...».

ولذلك نعتقد بقناعة راسخة في ضوء هذه الحقيقة الساطعة التي أكدها عميد البيت العربي بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة، وان كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق «مشروع إعادة تشكيل «الشرق الأوسط» - لكن لصالح «إسرائيل» في هذه المرحلة».

فهكذا كانت الأحوال في فلسطين والمنطقة منذ مطلع القرن الماضي - مروراً بالنكبة وإقامة الدولة الصهيونية - وكذلك بالعدوان الثلاثي عام 56 - وعدوان حزيران عام 67، وصولاً الى التطورات النكبوية في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال بكافة عناوينها الحربية والسياسية التفكيكية، وصولاً الى الراهن السوري ..؟!

كان المفكر العربي محمد حسنين هيكل قد حذر العرب مبكراً جداً من «ان الأحداث في المنطقة تسير كلها - منذ - كامب ديفيد - لصالح «إسرائيل»».

فلماذا يفعل العرب كل ذلك بأنفسهم؟!.

فلسطين تستباح من أقصاها الى أقصاها، فساداً وتخريباً واستيطاناً وتهويداً وجدراناً عنصرية .. وكذلك قتلاً مكثفاً وتدميراً شاملاً وتطهيراً عرقياً بالبث الحي وعلى مرأى من العرب والعالم..؟!

والعراق كما فلسطين مر تحت الاحتلال والغزو والاستباحة الشاملة..؟!

الى كل ذلك ما جرى ويجري في ليبيا والسودان واليمن والصومال وغيرها.

الى ما يجري في سورية من غزو مكشوف سافر تشترك فيه جيوش من المرتزقة المدعومة المسلحة من قبل تحالف الدول المتواطئة على تخريب وتدمير سورية، وكلها تعمل تحت عنوان: «الجيش السوري الحر»...؟!

ألا يدعو كل ذلك الى مراجعة حقيقية ومسؤولة من قبل أولئك المؤيدين لمثل هذا الغزو الذي يستهدف تدمير سورية دولة وحضارة وقوة عربية..؟!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2165248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010