الأحد 22 تموز (يوليو) 2012

تحت بند الأسلحة الكيميائية السورية!

الأحد 22 تموز (يوليو) 2012 par نواف الزرو

يتعاظم الحديث الأمريكي - «الإسرائيلي» في الأيام الأخيرة عن أسلحة سورية الكيماوية واحتمالية نقلها الى «حزب الله»، او سيطرة عصابات مسلحة عليها، كما تتصاعد بالتوازي التهديدات المشتركة بشن حملة - حرب عسكرية على سورية، بذريعة - او تحت بند - السيطرة على الأسلحة الكيماوية، قبل ان يتم نقلها الى «حزب الله»، والمصادر الإعلامية المختلفة أخذت تتحدث عن اتصالات وتنسيق ما بين الدولتين لوضع خطة في هذا الاتجاه - والتقديرات ان مثل هذه الخطة جاهزة منذ زمن.

فعلى الأجندة «الإسرائيلية» - الأمريكية المتعلقة بتطورات المشهد السوري نتابع:

- الجهات الأمنية «الإسرائيلية» قلقة للغاية من مصير الترسانة الكيماوية السورية، ووقوعها بأيدي جهات خارج النظام، أو نقلها لجهات أشد عداء لـ«إسرائيل» مثل «حزب الله» في لبنان. («هآرتس» 20 / 07 / 2012).

- مسؤولون «إسرائيليون» وأمريكيون رفيعو المستوى بحثوا مؤخراً خطة مشتركة للسيطرة على الترسانة السورية أو العمل على إتلافها وإبادتها مع سقوط النظام السوري. (صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية).

- مباحثات بين مسؤولين أمريكيين و«إسرائيليين» جرت حول عزم «إسرائيل» شن هجوم محتمل على مواقع الأسلحة الكيماوية السورية. (الإذاعة «الإسرائيلية» الخميس: 19 / 07 / 2012).

- رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» اللواء أفيف كوخافي: يوجد تخوف واضح في الجيش «الإسرائيلي» من تسرب أسلحة إستراتيجية من سورية إلى إيران و«حزب الله». (إذاعة الجيش «الإسرائيلي» 17 / 07 / 2012).

أردف «يوجد اليوم في لبنان ما بين 70 إلى 80 ألف صاروخ يمكن أن تصل إلى «إسرائيل» وتهريب الصواريخ من إيران إلى لبنان مستمر».

- وزير الحرب «الإسرائيلي» ايهود باراك يعلن: إن «إسرائيل» تستعد لتدخل عسكري محتمل في سورية إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ او أسلحة كيماوية لـ«حزب الله» اللبناني، ويضيف: «أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون قادرين على دراسة تنفيذ عملية». (القناة العاشرة بالتلفزيون «الإسرائيلي» 21 / 07 / 2012).

لا شك ان كل هذا التصعيد التهديدي الحربي «الإسرائيلي» الأمريكي المشترك ضد سورية و«حزب الله» في حكاية الأسلحة الكيماوية، إنما هو بالتأكيد تصعيد مبيت منهجي مع سبق الإصرار، وهو تصعيد يرتقي على لسان الخارجية والدفاع الأمريكيتين الى مستوى حرب إقليمية، بل ان وزير الحرب «الإسرائيلي» باراك كان استحضر منذ نحو عامين في المؤتمر السنوي للجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن، الذي تكلمت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هي الأخرى، مصطلحات صهيونية حربية فقال: «ان «إسرائيل» تستشرف الغيوم الكثيفة تتلبد في الأفق»..!

والغيوم المتلبدة لدى الجنرال باراك تعني الحرب أولاً وأخيراً، والمسألة مسألة وقت..؟!

ولعل مسلسل التهديدات «الإسرائيلية» الأمريكية في الأسابيع الأخيرة فقط، يؤشر تماماً الى مثل هذا التوجه المبيت.

ففي قصة تزويد سورية لـ«حزب الله» بصواريخ «سكود»، وجّهت «إسرائيل» تحذيراً سرياً للرئيس السوري بشار الأسد من أنها سترد على هجمات الصواريخ التي يشنها «حزب الله»، بهجوم انتقامي فوري ضد سورية نفسها، وذكرت صحيفة «صندي تايمز» إن «إسرائيل» أوضحت في الرسالة التي أرسلتها بأنها تعتبر «حزب الله» الآن جزءاً من الجيش السوري، وأن الأعمال الانتقامية ضد سورية ستكون سريعة ومدمّرة.

بل ان وزيراً «إسرائيلياً» لم تكشف الصحيفة عن هويته هدد قائلاً: «سنعيد سورية إلى العصر الحجري من خلال شل محطات الطاقة والموانئ ومخازن الوقود وكل جزء من بنيتها التحتية الإستراتيجية، في حال تجرّأ «حزب الله» على إطلاق الصواريخ الباليستية ضدنا».

أمريكياً، كان وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس، القى في ختام لقائه بوزير الأمن «الإسرائيلي»، ايهود براك، بقنبلته قائلاً: «إن سوريا وإيران تزودان «حزب الله» بصواريخ وقذائف، ليصل الحال إلى أن لدى «حزب الله» قذائف وصواريخ أكثر مما لدى غالبية حكومات العالم»، وقال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، بي جي كراولي، «إن نقل صواريخ «سكود» من سورية إلى «حزب الله» تعرض لبنان للخطر»، ونقل عنه قوله «إن الولايات المتحدة تواصل فحص حصول مثل هذه العملية، ومن الواضح أنها خطيرة جداً».

ليصل التصعيد الأمريكي ذروة خطيرة على لسان وزيرة الخارجية كلينتون التي «حذرت الرئيس السوري بشار الأسد من حرب إقليمية في حال تزويده «حزب الله» اللبناني بصورايخ بعيدة المدى من طراز «سكود»»، وذكرت بـ«التزام أميركا الذي لا يتزعزع بأمن «إسرائيل»»، وقالت كلينتون في كلمة أمام اللجنة الأميركية اليهودية «إن الرئيس الأسد يتخذ قرارات قد تعني الحرب أو السلام في المنطقة».

فعن التهديدات الحربية «الإسرائيلية» - الأمريكية فحدث إذن ولا حرج، فهي مفتوحة وعلى لسان أقطاب المؤسسة «الإسرائيلية» والإدارة الأمريكية على كل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية.

أفلا يدعو مثل هذا الضخ الإعلامي التحريضي الحربي المركز حول الأسلحة الكيماوية السورية، وحول إمكانية التدخل العسكري تحت هذه الذريعة التضليلية المخادعة، الى التوقف مثلاً لدى كل أولئك المطالبين او المؤيدين للتدخل العسكري الخارجي، والذي لن يكون في نهاية الأمر سوى تدخل أمريكي - «إسرائيلي» - أطلسي..؟!

ثم ألا يكفي كل أولئك أن تكون «أنياب إسرائيل» بارزة للانقضاض على سورية..؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 85 / 2165412

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165412 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010