ابتداءً كيف لعربي واحد ان يشارك العدو الصهيوني احتفاله بمقتل ضابطين كبيرين شاركا في حرب تشرين، هما داود راجحة وحسين توركماني، وهل ثمة علاقة بين هذه العملية وبين تهديدات وزيرة الخارجية الأمريكية بانتظار عملية نوعية في دمشق وبين عملية مشبوهة تشبه إطلاق النار على سفير العدو في لندن قبل اجتياحه الأراضي اللبنانية وهي عملية باص السياح (الإسرائيليين) في بلغاريا.. وهل هناك تهيئة ما لمسرح عمليات (إسرائيلية) واسعة ضد سورية و«حزب الله»؟..
وأياً كانت القوى التي تقف خلف عملية دمشق مع إشارات قوية من القناة «الإسرائيلية» العاشرة بأنها ليست بعيدة عن «الموسا»، فهي في تقييم أولي ضربة (مقفي) وحسناً لو كانت فرصة لتسوية وطاولة حوار تحقن دماء السوريين ولقد قلنا منذ اليوم الأول لانفجار الأزمة أنها معركة صعبة وسيسقط فيها الآلاف من كل الأطراف، عسكراً ومدنيين وإرهابيين، قادة وضباطاً ومعارضين، ولم ولن تشهد ساحة مثل سورية هذا الحجم من التكالب الدولي والإقليمي، ومن الأسلحة والصناديق والفضائيات..
وقد شهدت سورية، من قبل صولات وجولات دموية، انقلابات ومؤامرات وتفجيرات، وستظل مستهدفة ما ظلت في خندقها وتحالفاتها المعروفة..
أكثر من دولة متورطة في الأزمة السورية، سواء عبر الأسلحة او الأموال والصناديق او المواقع والمنابر الإعلامية، فسورية هي الرقم الصعب في اخطر وأكثر مناطق العالم توتراً..
لن تتوقف التفجيرات والاغتيالات لكنها يوماً بعد يوم تخسر الغطاء السياسي وتتحول الى عبث واستنزاف لا قيمة سياسية له في أسواق «الشرق الأوسط»..
ومثلما انحسرت موجات إرهابية سابقة ستخسر هذه الموجة، وسيجد السوريون أنفسهم أمام أحياء مدمرة وعشرات الآلاف من الضحايا مقابل أوهام وثمن فادح لشعب منتج حكيم صبور، ولا بديل عن الحوار وقطع الطريق على الذين يزينون تدفق الدم..
قلنا في البداية، ألف قتيل يكفي للحوار والتسوية فقالوا، ان ثمن الألف هو الاستمرار، فصار الألف ألفين وصار الألفان خمسة ثم عشرة آلاف ثم عشرين... وهكذا وإذا ظل السؤال نفسه، من يدفع ثمن العشرين ألفاً، سيموت خمسون ألفاً، وهكذا وربما نصف مليون ومليونا الى ان يجد السوريون أنفسهم امام عراق آخر وصومال آخر..
وهناك في المعسكر الآخر يستمر ضخ السلاح والمال في ماكينة الدم وتستمر ماكينات الإعلام المشبوهة في التحريض وصولاً لجائزة (المليون قتيل) لمن يحول سورية وأسواقها ومتاحفها وحضارتها الى خرابة ويعيدها الى العصر الحجري..