الخميس 19 تموز (يوليو) 2012

تشيبوس .. يشن الحرب على الرئيس العبوس!

الخميس 19 تموز (يوليو) 2012 par د.امديرس القادري

لا زلت أذكر جيداً حديث الدكتور في العلوم السياسية محمد صالح المسفر إلى إحدى الفضائيات والذي أبدى فيه استغرابه من المظهر العابس الذي غالباً ما يعكسه وجه الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس عندما يلتقي بالرؤساء والمسؤولين العرب، في الوقت الذي ينقلب فيه المظهر إلى الانشراح وتوزيع الابتسامات إذا ما كان اللقاء مع مسؤولين أجانب أو مجرمين صهاينة، وبناء عليه، فقد طالب الدكتور في ذاك الوقت من الرئيس أن يقوم بتغيير اسمه ليصبح عبّاس البسّام.

ستيف تشيبوس أيها القارئ العزيز هو رئيس لجنة «الشرق الأوسط» في الكونغرس الأمريكي، وقد تحدث في مطلع هذا الأسبوع أمام جلسة استماع حول «فساد المسؤولين في السلطة الفلسطينية» قائلاً : بأن الإعلام خلق انطباعاً خاطئاً بأن سبب عدم الازدهار للمجتمع الفلسطيني هو «المغتصبات» والسياسة «الإسرائيلية»، ولكن الفساد من جانب القيادة الفلسطينية هو السبب.

أما التقرير الصادر عن جلسة استماع الكونغرس بذات الخصوص فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فأصابع الاتهام المباشر تم توجيهها للرئيس عبّاس، وهنا فقد أكد التقرير على أن عبّاس يقوم بوضع اليد على تبرعات الشعب الأمريكي المرسلة للشعب الفلسطيني، وأضاف التقرير أيضاً، بأن الرئيس يستخدم نفوذه من أجل إثراء نفسه، وكذلك نجليه، ياسر وطارق، اللذين حصلا وفقاً للتقارير على مئات آلاف الدولارات من أجل مشاريع ممولة من المساعدات الأمريكية.

السيد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحسب ما هو منشور في صحيفة «الغد» فقد تنطح للدفاع عن هذه الاتهامات الموجهة إلى السلطة ورئيسها ونجليه، واعتبر أن تقرير الكونغرس يهدف إلى التغطية على جرائم الاحتلال وممارساته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، وأضاف، بأن هذه التقارير تهدف إلى مواصلة الضغط على الرئيس عبّاس حتى يستجيب إلى الموقف الأمريكي الذي يدعوه للعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة و بدون شروط مسبقة.

كيف يمكن تفسير سكوت أبو مازن ونجليه على هذه التصريحات والتقارير المنشورة؟ ولماذا لا يخرج على الملأ لينفي وليعلن البراءة من كل هذه الاتهامات؟ ولماذا لا يفتح صدره وجيوبه وكل حساباته لأبناء شعبه ليطلعوا عليها؟ فهو الذي يقود السلطة، والمنظمة، وحركة «فتح»، وهو الأعلم بأدق التفاصيل بحكم هذه المناصب، ما هو الذي سوف يخسره إذا كان لا يبحث في هذه الدنيا سوى عن فلسطين وتحريرها وتخليصها من الاحتلال؟ لماذا يترك غيره ليقوم بغسيل الإهانة والإساءة التي لحقت به وبأفراد عائلته جراء هذه الأخبار إذا كان على يقين بأنها عارية عن الصحة؟ الأسئلة كثيرة ولا يمكن حصرها، وحتى لا نحمل الرئيس ما هو فوق قدرته وطاقته وهذا ليس من باب الدفاع عن سيادته فهو المعني بذلك، فإن علينا التوقف المعمق أمام تقارير هذا الكونغرس الذي وقف أعضاءه وصفقوا للمجرم نتنياهو أكثر من ستين مرة وذلك في غضون ساعة وهو يخطب أمامهم، لنتوقف ونتساءل عما يريده السادة الشيوخ من السلطة ورئيسها وعائلته وفي هذا الوقت بالذات، وما هي الأبعاد السياسية أو المالية لهذا الهجوم؟ ماذا يخططون يا تري؟ أليس مهماً أن نعرف أسباب هذا الحنان والحرص المفاجئ على ازدهار المجتمع الفلسطيني.

أليس غريباً أن يأتي الكونغرس الأمريكي اليوم ليتحدث عن انتهاء شرعية أبو مازن، ألا يثير الاستهجان والسخرية حديث هذا الكونغرس عن ضرورة فتح الطريق أمام العناصر الفلسطينية المعتدلة لدفع عملية السلام، فهل تنكر أمريكا، ومجلس شيوخها ومعهم «إسرائيل» ما قاموا به وعلى مدى أكثر من عقدين على طريق صناعة هذه السلطة، وتهيئة وبناء كل قيادي مسؤول من العاملين في صفها الأمامي الأول، وهل ينكرون أنهم كانوا ولا يزالون في موقع الراعي والحامي والداعم لفساد هذه السلطة الذي صنعته ملايين الدولارات التي ضخوها في قنوات دولة رام الله؟!.

أمريكا و«إسرائيل» وبعد أن قتلوا الختيار أبو عمار الذي رفض التوقيع على الشيكات البيضاء، هم نفسهم الذين فتحوا ورصفوا الطريق أمام كل عناصر هذه السلطة من رئيسها إلى حكومتها وفيّاضها وبيّاضها، وقد أدى هذا الفريق واجباته بكل أمانة وإخلاص وحسب الأوامر الصادرة من واشنطن وتل الربيع، فما هو الذي تغير يا ترى؟ وماذا يخبئ لنا الكونغرس من مفاجآت في ظل لعبة المفاوضات العبثية والسلام الكاذب والتنكر للدولة وللعضوية في الأمم المتحدة وإشهار الفيتو في مجلس الأمن أمام كل صغيرة أو كبيرة يحاول أن يقدم عليها أشباه الرجال الحاكمين في هذه السلطة الهزلية، ولو من باب الاستعراض الفارغ.

من غربي النهر، خرج علينا البعض ممن يحمل لقب مستشار في الشأن الفلسطيني بالقول بأن مرحلة استبدال الرئيس أبو مازن تقترب رويداً رويداً، وأنه قد أوعز إلى أصحاب الشأن للبدء بتجهيز مقر إقامته التي قد تطول في العاصمة الأردنية عمّان، فحبة الليمون عصرت ولم يعد ممكناً التعويل عليها أكثر، أما نحن فعلى يقين بأن أغلب عناصر هذه السلطة يتصرفون مع الوطن وكأنهم في قاعة ترانزيت، وحقائبهم دائماً مستعدة للطيران المفاجئ، خصوصاً إذا أيقنوا بأن دورهم في اللعبة قد شارف على الانتهاء، وأن سلطة الأجهزة والرواتب والصمود الشهري قد تنهار فوق رؤوسهم في أية لحظة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 88 / 2178099

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2178099 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 30


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40