الخميس 12 تموز (يوليو) 2012

حكاية أقدم وأكبر شجرة زيتون في فلسطين!

الخميس 12 تموز (يوليو) 2012 par نواف الزرو

في المشهد الفلسطيني الماثل اليوم في الضفة الغربية نتابع عملياً حروباً «إسرائيلية» مفتوحة ضد الإنسان والحجر والشجر. ولعل الحرب الاحتلالية ضد شجرة الزيتون الفلسطينية هي الأشد ضراوة هذه الأيام، كونها رمزاً للأرض والشعب والذاكرة والتاريخ والاقتصاد والصمود...!

نشهد هناك على امتداد مساحة الضفة حرباً «إسرائيلية» شاملة على عائلة الزيتون الفلسطينية، حيث يحترق «النفط الأخضر» الفلسطيني بنيران المستوطنين وجنود الاحتلال، وحيث تتحول مواسم قطف الزيتون الفلسطيني الى مواسم رعب وقتل ودماء... وتتحول الشجرة المباركة الى ضحية للاقتلاع والتدمير على أيدي لصوص الأرض والتاريخ ...

وحسب الشهادات الفلسطينية فإن الاحتلال يستهدف نوعاً خاصاً من شجر الزيتون يزيد عمره على عمر أقدم تاريخ مكتوب لليهود في فلسطين، فأخذت الأرض تبكي أصحابها وأشجار الزيتون تتناثر أشلاؤها تحت التراب تحت وطأة جنازير الدبابات وأسنان الجرافات، وتؤكد الشهادات والتقارير انه لم تشهد شجرة في التاريخ حرباً شرسة وعداء مستحكماً كما تشهد شجرة الزيتون الفلسطينية، فهناك الآلاف من أشجار الزيتون يجرى اقتلاعها من جذورها بدقة متناهية ومن ثم تجرى سرقتها ونقلها الى «إسرائيل» على وجه السرعة.

وتحدث تقرير صادر عن مركز العمل التنموي «معاً»، عن سرقة الاحتلال لأشجار الزيتون، خاصة المعمرة منها، والتي لم تسلم من قطع وتدمير وسرقة ثمارها، والأخطر تنفيذ مخطط نسب تلك الشجرة إلى تاريخ الشعب اليهودي، واعتبارها بما يسمونه رمزا لوجودهم في الأراضي المحتلة، وذلك عبر سرقة الأشجار الرومية، سواءً من خلال اقتلاعها المباشر، او عبر طرق أخرى.

وفي سياق هذه اللصوصية الصهيونية، قامت مجموعة من جنود الاحتلال «الإسرائيلي» المتواجدين على طول الجدار الفاصل المحيط ببلدة قطنة بحرق عدة أشجار زيتون رومية معمرة يبلغ عمرها مئات السنين، وذكر مجلس قروي قطنة ان الجنود، وعلى مرأى ومسمع المواطنين، قاموا بتجميع الأعشاب اليابسة والحطب ووضعها داخل جذع الزيتونة أو ما يعرف بـ (طابون الزيتونة)، وإشعال النار فيها.

وفي هذا السياق أيضاً تأتي حكاية أقدم واكبر شجرة زيتون بفلسطين يستهدفها الاحتلال، وحسب تقرير فلسطيني فإن أهالي قرية الولجة غرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية يعتزون برعايتهم لما يقولون إنها أقدم وأكبر شجرة زيتون بفلسطين، وقد خصصت وزارة الزراعة الفلسطينية موظفاً ليرعى الشجرة التي يتناقل الأهالي بشأنها الحكايات والأساطير، وتختلف التقديرات حول عمر الشجرة، حيث ينقل بعضهم عن خبراء دوليين أن عمرها يزيد على ثلاثة آلاف عام، في حين قدر آخرون عمرها بخمسة آلاف عام، ويتفق الجميع في كل الأحوال على أنها أقدم وأضخم شجرة زيتون في فلسطين، ويقول المسؤول عن الشجرة صلاح أبو علي كما جاء تقرير لـ«الجزيرة» : «إن ملكيتها تعود لابن عمه داهود أبو علي الذي ورثها عن والده محمد حسين أبو علي، وهو يؤكد أن لها ميزات خاصة أهمها أن زيتها مميز ولونه يشبه السمن، وإن كانت قلة الأمطار في السنوات الأخيرة قد أدت إلى تراجع إنتاجها».

أما السكان فيطلقون على الشجرة اسم «شجرة البدوي» نسبة لشيخ صوفي كان له أتباع بفلسطين واسمه الشيخ أحمد البدوي، ولد في المغرب وتوفي في مصر عام 267هـ، ويتناقلون الحكايات حول كرامات ينسبونها له.

من جهته يوضح سكرتير مجلس محلي الولجة مجدي أبو التين أن الشجرة تغطي مساحة لا تقل عن سبعين متراً وتنتشر جذوعها لمساحات أوسع، موضحاً أن خبراء يابانيين قدّروا عمر الشجرة بعد الفحص قبل سنوات بنحو خمسة آلاف سنة، ويتحدث أبو التين عن أساطير انتشرت حول هذه الشجرة، كما يشير إلى روايات غير مؤكدة بأنها أنتجت في بعض السنوات نحو طن وربع الطن من الزيتون، لكنها هذه الأيام لا تنتج إلا نحو 350 كيلوغراماً.

ولكن مع حلول موسم قطف الزيتون في كل عام، وتزايد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، تتزايد مخاوف السكان من استيلاء الاحتلال على الشجرة خاصة بعد قراره مصادرة مساحات من الأراضي في محيط البلدة لصالح الجدار الفاصل وتوسيع القدس المحتلة.

وتشير التقارير الفلسطينية الى ان جرافات وآليات عسكرية «إسرائيلية» ضخمة تقوم بعمليات تجريف واسعة النطاق في أراضي قرية الولجة من اجل استكمال جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالقرية.

وتبقى الأرض الفلسطينية تبكي أصحابها.. وشجرة الزيتون تئن تحت وطأة جنازير الجرافات الاحتلالية وتتناثر أشلاؤها تحت التراب في كل دقيقة تقريباً، او تسرق وتنقل للتهويد في فناء إحدى المستعمرات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2177932

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2177932 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40