السبت 7 تموز (يوليو) 2012

نقاط على حروف الغموض

السبت 7 تموز (يوليو) 2012 par بركات شلاتوة

التحقيق الذي كُشف فيه النقاب عن وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمادة «البولونيوم -210» المشعة والسامة، وضع مزيداً من النقاط على الحروف لظروف وملابسات اغتيال أبو عمّار، وجعل المهمة أكثر سهولة للمحققين في ظروف اغتياله وكشف من يقف وراء عملية الاغتيال.

بالتأكيد فإن الكيان الصهيوني هو المسؤول الأول والأخير عن اغتيال الزعيم الفلسطيني، مع وجود إمكانية اشتراك أشخاص قريبين م...نه بشكل أو بآخر في العملية، حيث تلاقت مصالحهم ومصالح «إسرائيل» في التخلص من «حجر العثرة» الذي يقف في وجه الكيان ويقطع الطريق على هؤلاء في الوصول إلى أهدافهم وتحقيق طموحاتهم.

معروف أن مادة البولونيوم المشعة لا تتوفر في المنطقة إلا لدى الكيان الصهيوني الذي يملك المفاعلات النووية، حيث يتم إنتاجها من اليورانيوم وبكميات قليلة جداً، واغتيال شخصية بحجم عرفات لا يتم من قبل أفراد صغار، بل يتم ترتيب العملية على أعلى المستويات وقد تتورط فيها دول، ومن الصعب تمرير عملية كهذه من دون تورط رؤوس كبيرة.

تؤكد هذا الطرح دلائل وقرائن عدة، أولاها حجب الملف الطبي لمستشفى بيرسي العسكري في فرنسا الذي كان يُعالج فيه الرئيس الراحل بعد تدهور صحته في أيامه الأخيرة، وهذا الأمر من الصعب أن يتم من دون توجيهات من أصحاب القرار، والتساؤل هنا: لمصلحة من يتم حجب الملف الطبي؟ ولماذا السكوت طيلة هذه الفترة عن البحث لحل هذا اللغز المحيّر؟

ما يثير الشكوك أيضاً، أن لجنة التحقيق الفلسطينية التي شُكلّت لم تقم بعملها بحق، ولنقل إن تحركها كان «سلحفياً»، وظلت أقرب إلى البروتوكولية ولم تكشف عن أي جديد رغم مرور نحو ثماني سنوات على بدء عملها، فهل أُتيح المجال للجنة كي تقوم بعملها أو أن الوثائق والمعطيات حُجبت عنها؟

طالما أن أصابع الاتهام توجه إلى «إسرائيل» فلماذا لا تتوجه السلطة الفلسطينية على وجه السرعة إلى الأمم المتحدة وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأمر، خاصة أنها أعلنت أنها تعتزم القيام بذلك، لكنها عادت وتراجعت عن تصريحاتها وأعادت ثقتها باللجنة الفلسطينية المشكلة من قبل والتي أثبتت فشلها إذ لم تكشف أي جديد. وهل يكفي ان يعقد اجتماع وزاري استثنائي في إطار الجامعة العربية لبحث هذه القضية؟

طلب بحث القضية وملابساتها داخل الجامعة العربية جاء متأخراً، ولكنه من دون شك أفضل من ألا يأتي أبداً، علّ الجامعة، هذه المرة، تثبت فعاليتها وتتخذ قرارات ينتظرها العرب جميعاً، وتضع الإصبع على الجرح ويكون ذلك فاتحة خير تبشر بأن فترة الركود التي عشناها في الطريق إلى الاندثار.

الآن، وبعد التوجه لفحص رفات الرئيس الراحل لمعرفة مدى وجود مادة البولونيوم السامة في رفاته، هل ستوجه أصابع الاتهام إلى «إسرائيل» وحدها؟

لقد اغتيل اشخاص عدة يتبوأون مناصب مهمة بمادة البولونيوم نفسها التي استخدمت في اغتيال عرفات، وبذلك نتأكد أن دولة ذات ثقل وقادرة على الوصول إلى كل الأماكن أقدمت على اغتيال الرئيس الراحل، لكن تبقى مهمة البحث عن شركائها وإماطة اللثام عنهم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165300

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165300 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010