السودان | النقمة الشعبية تتصاعد... والتظاهرات تتمدد وسط اعتقالات

بدوره، شكا معتز، أحد سائقي المركبات العامة، إحجام الركاب عن استخدام حتى باصات النقل العام، مشدداً على أن المشكلة تكمن في ارتفاع أسعار البنزين. وأوضح معتز لـ«الأخبار» أن زيادة السعر في تعرفة المواصلات أدت إلى وفرة وسائل المواصلات، التي كانت تشهد قبل إعلان رفع الدعم عن المحروقات ازدحاماً.

من جهته، صبّ أحمد جام غضبه على الحكومة، متهماً إياهاً بأنها تسعى من خلال سياسة رفع الدعم عن المحروقات للتأثير على قطاعات دون غيرها، وبينها القطاع الزراعي. ورأى أنه كان يجب على الحكومة أن تفرض ضرائب على نمط استهلاكي آخر مثل الاتصالات.

بدورها، لم ترَ سناء بداً من تحميل الدولة مسؤولية التردي في أوضاع المواطنين، مشيرةً إلى الارتفاع غير المسبوق في أسعار جميع السلع الأساسية، في الوقت الذي لم يتحرك فيه سلم الرواتب. وتأتي هذه الشكاوى في وقت تسود فيه تساؤلات عن إمكانية أن يؤدي رفع الدعم عن المحروقات إلى حركة احتجاجية عارمة في البلاد تطيح الحكومة، بعدما بدأت أولى الإرهاصات تظهر خلال الأيام القليلة الماضية.

ولليوم السابع على التوالي، شهدت العديد من أحياء العاصمة السودانية، تظاهرات، وإن كانت محدودة العدد. فخرجت تظاهرات من ثلاثة مساجد في ضاحية الكلالة جنوب العاصمة الخرطوم وسط انتشار أمني كثيف. وردد المتظاهرون هتافات «لا لارتفاع الأسعار» و«الشعب يريد إسقاط النظام». كذلك خرجت تظاهرات في منطقة الشهداء وسط مدينة أم درمان عقب انتهاء صلاة الجمعة، تخللتها اشتباكات بين المحتجين والقوات الأمنية أدت إلى سقوط جريحين على الأقل، فيما أفيد عن حملة اعتقالات طاولت المشاركين، بينهم القيادي الطلابي بحزب الأمة عروة الصادق.

كذلك، امتدت الاحتجاجات إلى حيّ المدنيين في مدينة ود مدني، في ولاية الجزيرة وسط السودان، فيما واصلت الحكومة السودانية فرض حظر على الصحف المحلية، منعت بموجبه ظهور أي أخبار تتناول الاحتجاجات.

وفيما تحذّر الأوساط المقربة من السلطات السودانية من اللجوء إلى الخيار الأمني للاحتواء الاحتجاجات، داعيةً إلى الاتعاظ من ما يجري في الدول المحيطة بعدما أثبت هذا الخيار فشله، أصدرت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بياناً أدانت فيه «التصدي بالعنف المفرط للتظاهرات السلمية لطلاب جامعات الخرطوم والجزيرة وسنار وأم درمان الأهلية والسودان». واتهمت الحكومة باتباع «سياسات خانقة اقتصادياً لجميع المواطنين»، وبالتسبب في ارتفاع الأسعار، وخاصة الأدوية المنقذة للحياة، بجانب «إجراءاتها المتعسفة تجاه الشعب السوداني».