الجمعة 22 حزيران (يونيو) 2012

من قتل القائد ياسر عرفات؟

الجمعة 22 حزيران (يونيو) 2012 par حسن خليل

بعد ست سنوات ونصف مرت على موت قائد حركة «فتح» رئيس الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، لم يقل لنا أحد له صلة وثيقة بالرئيس الفلسطيني وأبو عمار كيف مات الرجل؟ هل توفي مسموماً أم أنه أصيب بجلطة دماغية؟ أم أنه مات ميتة طبيعية، خاصة أن الرجل كان يوم رحيله قد تجاوز السادسة والسبعين من العمر، وهو المتوسط العمري للكبار من أبناء شعبنا، كما أنه كان يومذاك يعاني من أمراض معنوية ونفسية في ظل حصار صهيوني خانق يحيط بمقره، وهو صامد عاجز عن المقاومة في ظل صمت عربي مهين، يوحي أن هناك مخططاً للقضاء عليه، ينفذه حسني مبارك والأفعوان اللواء عمر سليمان وأحمد أبو الغيط والصهيوني أولمرت والجنرال موفاز بإشراف أمريكي، وكأنهم جميعاً يقولون للقائد العجوز ها نحن أوقعناك في الفخ الذي نصبناه لك ولثورتك، وهذه هي ثمار «أوسلو» التي وقعتها أنت ورابين وبيريز ومحمود عبَّاس وأحمد قريع سنة 1993، دون غطاء عربي أو أجنبي في ظل هوس رهيب، وطعنوك دون رحمة في ظهرك، فإذا بك تصل إلى هذه النهاية؛ لأنهم جميعاً كانوا يستعجلونك بالرحيل حتى يصلوا إلى ما يريدون دون استعجال منك وإلحاح من ثوارك، وهكذا سقطت مغشياً عليك، وتركوك وحدك تلقى المصير المحتوم.

ومرت السنون والتحقيق في أسباب موتك ما يزال مستمراً، ولم يتوصل المحققون إلى شيء!! وحمل ابن شقيقتك طبيب الأسنان الشاب ناصر جرير القدوة رئاسة لجنة التحقيق وتركوه يسبح في بحر من الطلاسم والغيبيات، وتركوا حماسه يموت في الأشياء التي تحيط به وما يزال السبب مجهولاً!

• هناك حقيقة قالها الذين كانوا يعيشون مع ياسر عرفات في المقر المحاصر، إنهم فوجئوا بزيارة مسؤول الأمن الوقائي توفيق الطيراوي لمقر الرئيس؛ بحجة الاطمئنان عليه! وإنه كرر الزيارة لمرة ثانية ولم يفسر أحد ذلك مع أن الرجل مطلوب منذ سنوات «إسرائيل»، وظل مختبئاً في مقر الرئيس، فلماذا عفا عنه اليهود وتركوه يسرح ويمرح في الضفة حراً طليقا، ولم يحقق أحد في ذلك؟!

• وهناك قولة نسبوها إلى محمد دحلان المحبوب يومذاك من قبل محمود عبَّاس، حيث عهد إليه بوزارة الداخلية رغم معارضة ياسر عرفات، وقيل إنه منع اليهود من قتل عرفات حتى لا يجعله شعب فلسطين قديساً، وطلب منهم أن يتركوا الأمر له ليتخلص منه بالأسلوب الذي يراه هو! وقد حوكم من قبل عبَّاس ورجاله ثم طلب منه الأمريكان واليهود أن يتوقفوا عن ذلك فسكت هؤلاء عن محاكمته! لماذا؟

• ويوم وفاة ياسر عرفات سألوا الفرنسيين عن سبب وفاته، فجاءهم رد الرئيس شيراك: «وما الفائدة لو عرف شعب فلسطين من الذي يقف وراء مقتل عرفات! إن ذلك سيجعل المنطقة تغرق في الفوضى والاضطرابات، والأفضل الصمت!».

• بعد ذلك بشهور تمت تصفية موسى عرفات القدوة بطريقة إجرامية بشعة، وهو قائد المخابرات العسكرية القوي دون أن يحقق في ذلك! لماذا؟ ولست محققاً ولا عضواً في لجنة التحقيق حتى أذكر المزيد، ولكنني أتساءل: لماذا صمت ابن شقيقة ياسر عرفات عن أمر مقتل خاله؟ أم أنه يريد أن يحظى بمنصب دائم في حركة «فتح» والسلطة الوطنية في رام الله، مقابل صمته وليذهب خاله إلى حيث يشاء الله! فليذهب إلى حيث ذهب أعز أصدقائه خليل الوزير وصلاح خلف، وكفاه أنه حمل لقب الشهيد القائد وهو يغيب الآن من الساحة ويغادر العالم في زمن لا يريد أمثاله، ويكفيه أنه ترك وراءه شعباً يقدسه، وزواراً يقومون بزيارة ضريحه يومياً، ويجعلون منه بطلاً يحمل لقب الزعيم الخالد!

أما شعب فلسطين فقد خسر بموته قائداً شجاعاً، ولكنه يخسر يومياً قادة أبطالاً مثله وتستمر مسيرة الشهداء دون أن يلوثوا أيديهم بمصافحة بني «إسرائيل»، ودون أن يتركوا ساحة الجهاد تخلو ممن يقدس فلسطين أو يحرمها من الجهاد. فلقد سبق أبو عمار أو سار على دربه المقدس شهداء أطهار، وفرسان عبدوا طريق الثورة بدمائهم، ليظل منيراً أمام المجاهدين الغر الميامين، أمثال: الشيخ أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإسماعيل أبو شنب، وسعيد صيام رحمهم الله جميعاً، والمجد والخلود للشهداء الأبرار.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165601

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165601 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010