الجمعة 1 حزيران (يونيو) 2012

فلسطين: العائدون من مقابر الأرقام ... العرس الحزين

الجمعة 1 حزيران (يونيو) 2012

كانت فلسطين أمس، على موعد مع عرس حزين حارت فيه الدموع بين فرحة العودة والشهادة.. 91 من فدائيي فلسطين عادوا الى الضفة الغربية وغزة كانوا سقطوا في الطريق الى فلسطين، وأسرتهم مقابر الأرقام «الإسرائيلية» طويلاً.

وكانت غالبية العائدين ممن استشهدوا خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، واحتجزتهم «إسرائيل» في مقابر مجهولة، وظلت هويات العديد منهم يلفّها المجهول. لكنهم عادوا معاً، وتفرقوا ما بين مدن الضفة الغربية وغزة، بانتظار عودة مئات آخرين من رفاقهم «المجهولين» من مقابر النسيان.

وكانت سلطات الاحتلال قررت تسليمهم إلى السلطة الفلسطينية في ما اعتبرته مبادرة في اتجاه استكمال مفاوضات السلام. وسلم الاحتلال جثامين الشهداء الى السلطة الفلسطينية، فيما احتفى قطاع غزة بـ 12 شهيداً، فيما بقي في الضفة 79 آخرين من بينهم 17 لم يتم التعرف على هوياتهم.

وحُملت النعوش التي لفت بالعلم الفلسطيني على الأكتاف وأطلق المسلحون الأعيرة النارية، وامتزجت مشاعر أهالي الشهداء بالفرح والحزن، لاستقبالهم أبناءهم بعد فك أسرهم الطويل من جهة، واحتضان رفاتهم من جهة ثانية.

وفي صورة أصبحت غريبة على الواقع الفلسطيني، التقت الأحزاب والفصائل الفلسطينية كافة لترحب بعودة أبطالها، مطالبة بالإفراج عن باقي الأسرى الشهداء منهم والأحياء.

وصلى الأهالي على رفات أبنائهم صلاة الجنازة، بعد ذلك، حُملت النعوش إلى مناطق مختلفة من الضفة والقطاع، فقسم الفلسطينيون الشهداء المفرج عن جثامينهم إلى مجموعات لكل مدينة وقرية لتحتضن شبابها.

ومن بين الشهداء سبعة فدائيين فلسطينيين نفذوا عملية فندق «سافوي» في «تل أبيب» في العام 1975، وهم عمر محمود محمد الشافي (اسمه الحركي أبو الليل)، وخضر محمد، وأحمد حميد، وموسى جمعة، ومداحة محمد، وزياد صغير، ومحمد المصري.

وبقي في مقر المقاطعة 17 جثماناً لم يتم التعرف إليهم، وسيجري دفنهم في مقبرة مدينة البيرة، وسيُقام تخليداً لذكراهم نصب تذكاري.

إلى ذلك، أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن سلطات الاحتلال ستسلم السلطة الفلسطينية 70 جثماناً إضافياً الشهر الحالي.

وأبعدت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد أحمد سلمان مغنم الزغارنة، الملقب بـ «خالد أبو زياد»، إلى قطاع غزة بعدما رفضت تسليمه إلى ذويه في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وشارك الشهيد الزغارنة في عملية الشهيدة لينا النابلسي البطولية التي تبنتها «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في 18 أيار العام 1976، حيث اشتبكت مجموعتهم مع قوات الاحتلال في مستوطنة الحمرا في منطقة غور الأردن.

وفي مقر المقاطعة في رام الله، أقيمت مراسم شعبية ورسمية لتوديع الشهداء بمشاركة رئيس سلطة اوسلو محمود عبّاس ومسؤولين في فصائل وقوى وطنية وإسلامية.

أما في غزة، فكانت المراسم وحدوية على غير العادة، حيث وقف في الصف الأول من المسجد العمري الكبير قادة حركة «حماس» إلى جانب قادة «فتح»، و«الجهاد الإسلامي»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وآخرين، كما ألقى ممثلو الفصائل كافة كلمات في الحفل التأبيني.

وقال نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر إنه «في هذا اليوم الذي نستقبل فيه جثامين الشهداء الصادقة والمؤمنة والتي اكتوت بنيران الكيان المسخ لعقود، نؤكد أن دماء الشعب الفلسطيني لن تذهب هدراً»، مضيفاً «هذه الجثامين تقدم رسالة للأمتين العربية والإسلامية مفادها أننا سندافع عن أرضنا وكرامتنا، ولن تخيفنا تهديدات الاحتلال».

من جهته، اعتبر القيادي في «الجهاد الإسلامي» نافذ عزام أنه «يوم استثنائي سيحفر في الذاكرة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «أصحاب الرفات التي تسلمتها الفصائل في غزة والضفة قتلت وأصابت المئات من «الإسرائيليين» وشفت صدور وقلوب الفلسطينيين». وشدد عزام على «أن خيار المقاومة بالنسبة لكل الفلسطينيين خيار مستمر حتى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على ربوع فلسطين التاريخية»، محذراً من محاولات ضرب المقاومة والاستفراد بها.

من ناحيته، أكد وزير الأسرى والمحررين في حكومة غزة عطا الله أبو السبح أن حكومته متمسكة بخيار المقاومة، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال، مضيفاً «لذا علينا التوحد على ثوابت الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بها».

في هذه الأثناء، توفي الأسير المحرر زهير لبادة (52 عاماً) في المستشفى الوطني في نابلس شمالي الضفة الغربية، بعد أسبوع واحد على إطلاق سراحه لتدهور حالته الصحية. ولفت مدير المستشفى حسام الجوهري إلى أن لبادة دخل إلى المستشفى في حالة غيبوبة، وكان في وضع صحي خطير، حيث كان يعاني من فشل كلوي وكبدي.

واعتقل لبادة في العام 2008، وتم تجديد اعتقاله الإداري أكثر من عشر مرات متتالية.

وفي السياق، أكدت مصادر حقوقية فلسطينية أن الأسيرات في سجن «هشارون» قاطعن عيادة السجن «بسبب الإهمال الطبي»، مشيرة إلى «أنهن قُمن بتقديم شكوى ضد طبيب السجن بسبب إهماله في تقديم العلاج». وأشارت الأسيرات إلى أن «وضع السجن بقي كما هو، حتى بعد الاتفاق الذي وُقع بين اللجنة العليا لإضراب الأسرى وإدارة السجون».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2165422

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165422 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010