الأحد 13 حزيران (يونيو) 2010

هل أوباما مُتمسك بالشرق الأوسط «الإسرائيلي»؟

الأحد 13 حزيران (يونيو) 2010 par سعد محيو

تساءلنا بالأمس: ما الموقف الأمريكي الحقيقي من مستقبل الشرق الأوسط؟ وما مدى صدق نوايا استراتيجية الأمن القومي الأوبامية في التعاطي بإيجابية مع القوى الصاعدة الجديدة في العالم؟

كلا هذين السؤالين الكبيرين سببهما تركي . إذ لولا دخول أنقرة القوي على خط معادلات موازين القوى الشرق أوسطية، لما كان ثمة موجب لطرحهما .

قبل ذلك كانت الصورة على النحو التالي:

النظام الإقليمي “الإسرائيلي” الأمريكي الذي نشأ على رفاة العرب بعد هزيمة ،1967 كان يتعرّض إلى الاهتزاز بفعل التحديات الإيرانية له، لكنه لم يكن في خطر داهم . وحده الدخول التركي على المنطقة من البوابة الفلسطينية، وضع هذا النظام في وضع حرج: فإما أن يُعدّل سلماً لصالح دمج القوتين الإقليميتين التركية ولاحقاً الإيرانية فيه، أو يُنسف عن بكرة أبيه حرباً .

أنقرة، وعلى عكس طهران، كانت منحازة بوضوح إلى الخيار الأول . فهي في البداية وثّقت علاقاتها مع “إسرائيل”، ثم رعت مفاوضات مباشرة بين دمشق وتل أبيب، ثم ضغطت بقوة لإغلاق ملف الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” . بيد أن تل أبيب رمت بكل هذه الجهود التركية “المعتدلة” إلى سلّة المهملات، حين شنّت حربها الضروس على غزة ثم حين قتلت المدنيين الأتراك في أعالي البحار .

ومنذ ذلك الحين، انتقلت تركيا من “الرعاية العقلانية” والجهود الإقناعية لتعديل نظام الشرق الأوسط وإرسائه على قاعدة السلام العربي “الإسرائيلي”، إلى التصدي بقوة للصلف “الإسرائيلي”: من اتهام شمعون بيريز في دافوس بأنه “قاتل”، إلى إدانة “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب في غزة، وصولاً إلى تحدي الحصار “الإسرائيلي” على القطاع .

واشنطن طيلة هذه المرحلة كانت تقف فوق السور وتراقب مايجري بين حليفتيها التاريخيتين بصمت . لكن ما أن وصلت الأمور بينهما إلى لحظة حرجة، حتى انبرت إلى الدفاع عن “إسرائيل” وحمايتها دولياً، ثم توجّت ذلك في مجلس الأمن (على لسان سوزان رايس) بوضع أنقرة ، كما إيران، “خارج الأسرة الدولية” .

هذا الموقف قد تكون له معانٍ أبعد بكثير من مجرد كونه مواصلة روتينية للدعم الأمريكي التقليدي للشقيق “الإسرائيلي” ظالماً أو مظلوما . إنه ربما يكون إشارة إلى أن واشنطن ليست على وشك الاعتراف بأن نظام الشرق الأوسط الإقليمي القائم منذ 43 سنة فشل وتداعى وأن هدفها الحقيقي، بالتالي، هو إعادة ترميم هذا النظام والحفاظ على زعامة “إسرائيل” له .

قد يبدو هذا استنتاجاً متسرّعاً، لكن الصورة ليست كذلك لأسباب ثلاثة:

الأول، أن إدارة أوباما لم تُلمح مرة واحدة منذ وصولها إلى البيت الأبيض إلى أنها تنوي إقامة نظام إقليمي جديد وعادل في الشرق الأوسط، يأخذ في الاعتبار المتغيرات التركية والإيرانية، ومعها محصلات حرب 2006 في لبنان .

الثاني، أن واشنطن لم تغيّر قيد أنملة استراتيجيتها لمواصلة السيطرة بالقوة على نفط المنطقة، بدل العمل على إقامة نظام أمني إقليمي مستقر في الخليج، على رغم قرارها بالانسحاب من العراق وأفغانستان .

والثالث والأخير، أنه على رغم التنافر الواضح بين واشنطن وتل أبيب حيال مسائل فلسطين وإيران، إلا أن الأولى لم تتحرّك خطوة واحدة في اتجاه الضغط على الثانية .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010