الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012

عشرات من ضباط الاحتياط: الجيش «الإسرائيلي» ليس مستعداً للحرب وعدد كبير من جنود الاحتياط فقدوا ثقتهم به بعد حرب لبنان الثانية

الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

كشف النقاب أمس الثلاثاء في «تل أبيب» أن عشرات من ضباط الاحتياط في الجيش «الإسرائيلي»، أعدوا رسالة رسمية وقاموا بتسليمها لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة «للكنيست»، تؤكد أن أجهزة الجيش المختلفة ووزارة الأمن «الإسرائيلية»، تنكرت باستمرار للاتفاقيات بشأن شروط خدمة جنود الاحتياط ومنظومة تدريبهم العسكري، وأن هذا الأمر بات يشكل خطراً لدرجة أن الجيش «الإسرائيلي» ليس مستعداً لمواجهة حرب قادمة، على حد تعبيرهم.

وبموازاة ذلك، قال المراسل للشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الجيش «الإسرائيلي» أعلن أن هناك نقصاً شديداً في عدد الجنود النظاميين وعدد الملتحقين بالخدمة العسكرية الإلزامية. ونُقل عن قائد قسم التخطيط والإدارة في جيش الاحتلال الجنرال غادي أغمون، في الجلسة الأولى الخاصة للجنة بلاسنير، المسماة بلجنة (مساواة الأعباء) قوله إنه يمكن سد النقص في عدد المتجندين للخدمة العسكرية الإلزامية من صفوف الشبان اليهود «الحريديم»، إذ أن عدد الذين يستوفون شروط الخدمة في صفوف «الحريديم» يقدر بـ 7500 شاباً في سن التجنيد الإلزامي، تجند منهم في العام الماضي 1282 شاب فقط. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة العبرية عن أن 15 قائداً لوحدات عسكرية في الاحتياط قاموا يوم أمس بتسليم رسالة شديدة اللهجة تحذر من أن الجيش «الإسرائيلي» غير جاهز لحرب قادمة، وذلك في سياق اليوم الخاص الذي كرسته «الكنيست» الثلاثاء لجنود الاحتياط في الجيش «الإسرائيلي».

وبحسب الصحيفة جاء في الرسالة المذكورة، من قبل ضباط الاحتياط إن الجيش «الإسرائيلي»، نسي في الأعوام الأخيرة كيف يجب عليه تدريب جنود الاحتياط، إذ يتم إلغاء تدريبات هامة بسبب التقليص في الميزانيات، على حد تعبيرهم. علاوة على ذلك، لفت ضباط الاحتياط إلى أن هناك نقصاً شديداً في الأسلحة والذخيرة للتدريبات، ونقص في العتاد العسكري، وأن النقص الخطير في هذا السياق يهدد بعدم توفر عدد كاف، في المستقبل، من ضباط الاحتياط والقادة العسكريين الذين يرغبون بمواصلة الخدمة العسكرية في صفوف الاحتياط.

أما أخطر ما تضمنته هذه الرسالة هو قول ضباط الاحتياط، أنه صحيح أن جنود الاحتياط سيمثلون عند تلقي الأوامر في حالة الطوارئ، لكنهم سينسون ما الذي عليهم عمله أو القيام به في الحرب لقلة التدريبات، بحسب أقوالهم.

في سياق ذي صلة، قال رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» الجنرال بينى غانتس إن التحديات التي يواجهها الجيش تواصل التعاظم نظرا لعدم الاستقرار في منطقة «الشرق الأوسط» وسعي الجماعات المسلحة للمس بـ «إسرائيل» سواء من الدول المجاورة أو البعيدة، على حد قوله.

ونقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن غانتس قوله خلال حفل أقيم في الكلية العسكرية للقيادة لمنح شهادات تقدير لضباط وجنود متفوقين في خدمة الاحتياط إنه ليس من المستبعد أن نضطر خلال الفترة المقبلة إلى تجنيد قوة الشعب بأسره لخوض الحروب من أجل حقنا في العيش أحراراً داخل «إسرائيل» مثلما فعلنا في عام 1948، على حد تعبيره.

علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية إن الجيش «الإسرائيلي» قرر تجنيد ما لا يقل عن 22 فرقة احتياط عسكرية، وذلك على ضوء الوضع الأمني المتوتر على الحدود مع مصر وسورية.

وقالت الصحيفة إن الجيش قد يستدعي جنود الاحتياط لهذه الفرق بعد أن صادقت «الكنيست» على طلب تقدم به جهاز الأمن «الإسرائيلي»، وذلك علماً بأن القانون «الإسرائيلي» يجيز للجيش تجنيد فرق الاحتياط لخدمة عسكرية ميدانية مرة كل ثلاث سنوات. وأوردت الصحيفة أقوال جندي «إسرائيلي» في الاحتياط قال إن فرقته كانت قد قامت بخدمة احتياط ميدانية في منطقة جنين قبل عامين، وأنه كان على يقين أنه لن يستدعى لخدمة احتياط أخرى قبل العام القادم إلا أنه تلقى أمراً بالمثول لأداء خدمة الاحتياط لمدة 25 يوماً على الحدود الغربية.

وقالت الصحيفة إن الفرقة العسكرية التي ينتمي إليها الجندي المذكور الذي رمزت له الصحيفة بحرف (ي) ليست الفرقة الوحيدة التي طلب إليها أداء خدمة احتياط، فقد قدم الجيش «الإسرائيلي» مؤخراً طلباً خاصاً للجنة الخارجية والأمن التابعة «للكنيست» للمصادقة على استدعاء 22 فرقة احتياط لخدمة ميدانية إضافية خلال أقل من ثلاث سنوات. وبحسب الصحيفة فإن خلفية هذا الطلب تعود إلى الحاجة لنشر قوات كبيرة على حدود الدولة التي أصبحت أكثر حساسية.

وذكرت إذاعة الجيش «الإسرائيلي»، أمس، أن عدداً متزايداً من جنود الاحتياط فقدوا الثقة بكفاءتهم وشعورهم بالاستعداد للقتال في أعقاب حرب لبنان الثانية، التي شكلت بالنسبة للوحدات الاحتياطية في الجيش نقطة انعطاف بعدما تبين لهم أن المعجزات لا تحصل في ساحة المعركة، وأن الوحدات التي لا تتدرب لا تكون مؤهلة لخوض القتال، ولفتت الإذاعة إلى إجراء تغييرات كبيرة في تدريب وتجهيز هذه الوحدات بعد الحرب، إلا أن ذلك لم يحل دون تطور عوارض مقلقة وسط جنودها. وبناء على ذلك، أجرى الجيش أخيراً عدداً من استطلاعات الرأي لرصد هذه الظاهرة، كان أبرزها استطلاع كبير أشرف عليه قسم العلوم السلوكية والمسحية في الجيش. وأظهر الاستطلاع وجود اتجاهات تشير إلى انخفاض في ثقة الجنود بكفاءتهم واستعدادهم للقتال، إضافة إلى وجود فجوة كبيرة في تقدير القادة للجنود وتقدير الجنود لأنفسهم، حيث يميل الأخير نحو التقليل من قدراتهم. وكشفت نتائج الاستطلاع أن هناك شعوراً عاماً بعدم الرضا، وخصوصاً من الطريقة التي تتعامل فيها السلطة السياسية مع الاحتياط.

ورغم ما تقدم، قال 84 في المئة من المستطلعين إنهم لن يترددوا في الالتحاق بالخدمة العسكرية. الموضوع الثاني، الذي تمحورت حوله الاستطلاعات، كان تماسك الوحدات الاحتياطية. وفي هذا الإطار، تطابقت آراء الضباط مع نتائج الاستطلاع التي أظهرت تراجع الشعور بالتماسك الداخلي، الذي يُعتبر، بحسب إذاعة الجيش، حجر الزاوية في الحياة العسكرية. وقالت الإذاعة إن عدد أيام الخدمة الاحتياطية السنوية لا يزيد عملياً على ثمانية، علماً أن الجندي ملزم بحسب القانون أن يخدم 54 يوماً كل ثلاثة أعوام.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165848

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165848 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010