الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012
وصف تصريح بن إليعازر بأن المواجهة العسكرية قادمة بين مصر و«إسرائيل» بأنه غبي وتطبيق الشريعة الإسلامية سيؤدي إلى خلاف مع العالم برمته...

مدير المركز الأكاديمي «الإسرائيلي» في مصر سابقاً: العلاقات بين «تل أبيب» والقاهرة غير واردة وليست مهمة في الجولة القادمة بين مرسي وشفيق والأخير أفضل للدولة العبرية

الأربعاء 30 أيار (مايو) 2012 par زهير أندراوس

قال د. يوسي أميتاي، المحاضر في جامعة بئر السبع ومدير المركز الأكاديمي «الإسرائيلي» في مصر سابقًا، إن العلاقات «الإسرائيلية» المصرية ليس مهما بالمرة بالنسبة للمواطنين المصريين، الذي سيدلون بأصواتهم في جولة الانتخابات القادمة بين مرشح «الإخوان المسلمين»، محمد مرسي، وأحمد شفيق، أخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وساق قائلاً في مقابلة أمس الثلاثاء مع إذاعة الجيش «الإسرائيلي» إن هناك ثلاث قضايا مركزية تُشغل المواطن المصري: الأمن الشخصي، الذي افتقد بعد الثورة، إعادة بناء الاقتصاد المصري والشفافية الديمقراطية، لافتًا إلى أنه، على ما يبدو، فإن أحمد شفيق هو المرشح الأفضل بالنسبة للدولة العبرية. وساق الخبير «الإسرائيلي» قائلاً إن المعركة القادمة بين الرجلين ستكون حامية الوطيس، لأن كلاهما ضعيف، ويحتاج إلى دعم من القوى الأخرى، لافتاً إلى أنه ليس من مصلحة المرشحين إطلاق التصريحات الحربجية، ولكنه لاحظ أن المرشح شفيق، أكد في برنامجه السياسي على أن مصر في عهده، في حال انتخابه، ستُعيد القضية الفلسطينية إلى قضية العرب الأولى، وستعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل حل القضية، كما أن شفيق قال بصريح العبارة إنه يتحتم على «إسرائيل» إعادة هضبة الجولان العربية السورية إلى السوريين، وبالمقابل، أضاف أميتاي، أن مرسي اكتفى بالقول إن مصر تلتزم بجميع الاتفاقيات الموقعة، ولكنها ستقوم، في حال انتخابه، بمراجعة الاتفاقيات، وإدخال تغييرات عليها، مشيراً إلى أن مرشح «الإخوان المسلمين» يتبنى إستراتيجية حذرة للغاية، على حد تعبيره.

وفي معرض رده على سؤال قال إنه من مصلحة «إسرائيل» أنْ تفرض مصر سيادتها الكاملة على شبه جزيرة سيناء، وأشار إلى أنه يتحتم على أركان الدولة العبرية الخروج من التفكير غير الصحيح بأن حكم الإسلاميين يصب في صالح «إسرائيل». وساق قائلاً ان مرسي في حال فوزه بالانتخابات لن يُحول مصر إلى دولة خلافة إسلامية، لأنه إذا أقدم على ذلك، فإنه سيختلف مع نصف العالم تقريبًا، أما شفيق فإنه سيعمل في حال فوزه على تأمين الأمن والأمان للشعب المصري، ووصف تصريح بن اليعزر بأن مصر و«إسرائيل» ستصلان إلى مواجهة عسكرية، عاجلاً أمْ أجلاً، بأنه تصريح غبي للغاية، على حد قوله.

من ناحيته، قال محلل شؤون «الشرق الأوسط» في صحيفة (هآرتس) د. تسفي بارئيل في مقالٍ له، سلط فيه الأضواء على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر و«إسرائيل»، قال إن الضباب الكثيف يغطي عيني «إسرائيل» خلال انتظارها هوية الرئيس الجديد لجارتها مصر وخصوصاً بعد الحداد السياسي لسقوط الحليف، في إشارة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأضاف: طريق مصر الجديد على تعقيده واحتمالاته وأخطاره هو في نظر «إسرائيل» أصوات خلفية ليست لها أهمية، فـ «إسرائيل» لا ترى أهمية إلا لسلامة «اتفاقية كامب ديفيد»، ومن المؤكد أن استمرار وجودها هو الامتحان الوحيد لعلاقات الدولتين، مشيراً إلى أن رئيس مصر الجديد لا يريد ولا يستطيع التحلل من هذه الاتفاقية، وسيكون من الوهم في المقابل توقع تغيير كبير في سياسة «إسرائيل» تجاه مصر، حيث سيكون أسهل بالنسبة لها أن تتهم الثورة المصرية و«الإخوان المسلمين» بإفساد العلاقات وتهديد السلام، بدلاً من فتح العدسة لرؤية المنزلق الذي تتدهور فيه على إثر الربيع العربي، وبشكل عامٍ يُجمع العديد من الخبراء ومراكز الأبحاث في «تل أبيب» على أن «إسرائيل» تعيش حالة رعب غير مسبوقة، بالنظر إلى أن تأثيرات انتخابات الرئاسة المصرية ستمتد حتماً إلى خارج الحدود، كما أنها ستشكل دليلاً ملموسًا على نجاح «الربيع العربي».

وفي هذا السياق قال سفير «تل أبيب» الأسبق في القاهرة، تسفي مازئيل إن العالم العربي في شبه ثورة، والمصريون يرجمون القارب لكنهم لن يغرقوه، على حد وصفه. أما «مركز بيغن السادات» فقد حذر من احتمال عودة الخطر على الجبهة الجنوبية الشاسعة والمترامية الأطراف ما يعنى ليس فقط تخفيف الضغط على الجبهات الأخرى، وتحديداً في الشمال مع «حزب الله» اللبناني، وإنما إعادة نشر الجيش «الإسرائيلي» وتوسيع الذراع البرية، وتخصيص موازنات هائلة لإعادة الانتشار على الحدود المصرية. وتخشى «تل أبيب» أيضاً، بحسب المصادر في «إسرائيل»، من تصاعد قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعسكر المقاومة بشكل عام، وتتوقع أن يكون للوضع في المنطقة تداعيات إقليمية واسعة، وقد يؤدى على المدى القريب والمتوسط إلى انهيار الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وتقوية الأنظمة والحركات المعادية لها.

مضافًا إلى ذلك، فإن الدراسات الإستراتيجية «الإسرائيلية» بينت جدلاً واسعًا حول طريقة التعامل السياسي مع الثورات العربية عموماً، والثورة المصرية بوجه خاص، فهناك معسكر يميني له الأغلبية السياسية «الإسرائيلية»، يرى أن الثورة المصرية أكدت صحة وجهة نظره عن أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية، أو السبب في عدم الاستقرار بالمنطقة، ومعسكر غير مؤثر يرى أن الأحداث الجارية في مصر أو بقية الدول العربية، يجب أن تدفع «إسرائيل» لاستئناف عملية السلام ليس مع الفلسطينيين فقط، بل ومع السوريين أيضاً، لإخراج دول أخرى من دائرة الصراع. وهناك تيارات داخل دوائر صنع القرار في الدولة العبرية ترى أن تراكم الضغوط الدبلوماسية على «إسرائيل»، يدفعها للتعجيل بالتسوية مع كل من الفلسطينيين والسوريين، وهو الرأي الذي يتبناه العسكريون ودوائر الاستخبارات، وتحديدًا شعبة الاستخبارات العسكرية، ويرون أن الثورات العربية ستجعل الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام المصري أقل خضوعاً للمطالب «الإسرائيلية»، بفعل تنامي وزن الشارع، الأمر الذي يرونه قد يخلق حالة من الاضطراب الواسع في المنطقة. بينما التيار الثاني الذي يتبناه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء «الإسرائيلي» فيرى أن الثورات الديمقراطية سيخطفها الإسلاميون، مما يجعل «إسرائيل» أكثر حذراً في موضوعات التسوية، ويرون أن المنطقة مقبلة على حالة عدم الاستقرار. وهناك تيار ثالث داخل الدولة العبرية، يرى أن مخاطر الثورة المصرية و«الثورات العربية» يستدعي خطوات استباقية من «إسرائيل»، مع إعادة احتلال قطاع غزة، أو تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165758

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165758 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010