الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012

اقرأوا البروفيسور شيفتن..!

الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012 par نواف الزرو

إذا كانت المحارق والمجازر الدموية الجماعية والفردية وجرائم تدمير المجتمع المدني والبنى التحتية الفلسطينية قد وصلت الى مستوى إجرامي سافر ينتهك كافة المواثيق والقوانين الأممية والبشرية على نحو لا يحصل إلا في دولة مثل دولة «إسرائيل»، فان العنصرية الصهيونية المؤدلجة حتى النخاع والصميم أخذت هي الأخرى تتصاعد لتبلغ أوجاً جديداً لم يحصل قبل ذلك بمثل هذا الوضوح وبوقاحة بلا حدود كما يكتب جدعون ليفي في «هآرتس» (25 أيار 2012) في محاضرة له تحت عنوان «علوم العنصرية» أطلق البروفيسور المتطرف دان شيفتن المحاضر في جامعة «تل أبيب» تصريحات عنصرية مؤدلجة في دورة خاصة أمام «طلاب» هم عبارة عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والسياسية، ومن جملة التصريحات التي نقلت عنه قوله «إن العرب هم الفشل الأكبر في تاريخ الجنس البشري»، و«لا يوجد شيء مختل أكثر من الفلسطينيين» و«العالم العربي الفشل الأعمق، ومن لا يقول ذلك يكون قد خضع للياقة السياسية البائسة»/ صحيفة «معاريف»، كما نقلت عنه قوله «عندما تطلق «إسرائيل» قمراً اصطناعياً متطوراً إلى الفضاء فإن العرب يخرجون بنوع جديد من الحمص»، وجاء قوله هذا في إطار حديثه عن نظرية الأمن في «إسرائيل» في برنامج للدبلوماسية والأمن لكبار المديرين، وتابع أنه «في العالم العربي يطلقون النار في الأعراس لإثبات أنه يوجد سلاح واحد على الأقل سوي وقادر على إطلاق النار»، وبذلك يفتح البروفيسور شيفتن ملف العنصرية الصهيونية البشعة على أوسع نطاق، وفي هذه العنصرية هناك كم هائل من الأدبيات والوثائق والممارسات، فالحاخام ياكوف سافير الذي يدير مدرسة دينية في مستوطنة «حافات جلعاد» يقول: «ان الانتقادات الدولية للاستيطان «الإسرائيلي» في الضفة الغربية سخيفة لأن الله هو الذي وعد اليهود بهذه الأرض وعلى العرب ان يرحلوا الى مكان آخر»، ويضيف «ان هذه الأرض هي ارض يهودية»، زاعماً: «أنها ديارنا» وهو يدل بحركة من يده الى المستوطنات الأخرى التي أقيمت على التلال المجاورة ويعني بذلك القول بأن الضفة الغربية التي احتلتها الدولة العبرية إبان حرب حزيران 1967 تنتمي الى اليهود - داعياً الى «تهجير العرب منها».

ووزير الأمن الداخلي «الإسرائيلي» يتسحاك أهرونوفيتش (من حزب يسرائيل بيتينو) كان أدلى بدوره بتصريحات عنصرية مستخدما فيها أبشع مصطلح عنصري يمكن أن يستخدمه الصهاينة ضد عرب 48، إذ استخدم مصطلح «عربوشيم» في وصفه للعرب، واستخدمها للتدليل على القذارة، وينطوي هذا المصطلح على توجه تحقيري ومضمون عنصري فاشي، ووصفت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أقوال أهرنوفيتش بأنها «زلة لسان».

حصل ذلك خلال جولة تفقدية للوزير في المحطة المركزية القديمة في «تل أبيب» والتي تعتبر وكراً للمخدرات والدعارة، حيث عرض قادة الشرطة عليه أحد العملاء السريين من أفراد الشرطة في المنطقة، وقال العميل السري الذي كان يلبس ثياباً غير نظيفة للوزير معتذراً: «أبدو قذراً بعض الشيء»، فرد عليه الوزير: أي قذارة هذه..تبدو كـ «عربوش» حقيقي، وحسب القاموس العنصري الصهيوني فان الوزير قصد بالكلمة تشبيه العرب بالجرذان، فكلمة «عربوشيم» ومفردها «عربوش» وهي على وزن «عخبروش» وتعني الجرذ، وتضاف إلى عشرات الاصطلاحات المشابهة التي أطلقتها العنصرية الصهيونية على العرب.
النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي ردت على هذه التصريحات العنصرية بالقول إن «القذارة الوحيدة الموجودة هي قذارة العنصرية التي تجلت في ردة الفعل التلقائية والصادقة لوزير الأمن الداخلي».

ويأتي هذا السلوك العنصري من قبل وزير الأمن الداخلي في ظل ما أطلق عليه اسم «موسم القوانين العنصرية» الذي يتحدث عن هستيريا التصعيد العنصري الصهيوني على مستوى الإجراءات والقرارات المتلاحقة التي تتخذها دولة الاحتلال ضد عرب 48، بهدف تضييق الخناق عليهم وتهميشهم وتجريدهم من مقومات المواطنة والإنسانية...!.

فلنقرأ ونستحضر دائماً علوم العنصرية كما يدرسها البروفيسور شيفتن، فربما تكون جبهة العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة «الإسرائيلية» ليس فقط ضد عرب 48 بل أيضاً ضد كل الشعب العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين من أهم واخطر الجبهات والملفات غير المستثمرة عربياً إعلامياً وسياسياً كما يجب، ذلك أن العالم قد ينتبه الى هذه الجبهة أكثر من غيرها نظراً لسطوة مفاهيم وقيم الحريات العامة وحقوق الإنسان، فإلى جانب الاحتلال «الإسرائيلي» بكافة أعبائه وأثقاله وتداعياته على كافة مجالات الحياة الفلسطينية وما لذلك من مكانة في القرارات الأممية، إلا أن قصة «الابرتهايد - التمييز» تنطوي على أهمية مختلفة كما تابعنا ما جرى في جنوب أفريقيا وفي أماكن أخرى في العالم مثلاً، و«إسرائيل» تحتل بامتياز قمة هرم الدول التي تمارس التمييز العنصري.

ولذلك نحث كافة المؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على ان تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية / الحقوقية / الإنسانية / الإعلامية وان تتحرك من اجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية «الإسرائيلية» ضد ملايين العرب في فلسطين، وان تعمل على تعميمها على أوسع مساحات أممية ممكنة، وهذه مسؤولية تاريخية منوطة بالمؤسسات القانونية الحقوقية / الإنسانية العربية على امتداداتها الجغرافية عليها ان تقوم بها بلا تأخير او تقاعس، لأن التاريخ لن يغفر لها في نهاية الأمر...!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2165810

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165810 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010