الاثنين 28 أيار (مايو) 2012

حرب الأكاديمية البريطانية ضد «إسرائيل»!

الاثنين 28 أيار (مايو) 2012 par نواف الزرو

لعلها مفارقة عجيبة مذهلة ان تتجند الهيئات المدنية والجامعات البريطانية والكنائس الأمريكية / الأوروبية الى جانب النضال الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية المتصاعدة في الوقت الذي يبرر فيه بعض العرب سياسات السلام والتعايش والتطبيع مع «إسرائيل» التي تمزق باغتيالاتها وجرائمها وقتلها المنهجي لأطفال فلسطين كل احتمالات التعايش والسلام والتطبيع التي باتت كما هو واضح اهتماماً عربياً فقط..؟!!

فشيء محزن ومؤسف ان نتابع هذه الحرب الأكاديمية البريطانية على «إسرائيل» ونحن العرب ليس نتفرج فقط، وإنما ننجرف نحو المزيد من التطبيع معها...!.

تقول المصادر الإعلامية «الإسرائيلية» «ان بريطانيا تخوض في السنوات الأخيرة جولة صراع ضد حق «إسرائيل» في الوجود كدولة يهودية، وعدد المنظمات البريطانية الداعية لمقاطعة «إسرائيل»، والحملات الجماهيرية التي تخوضها والتشبيه المستمر بنظام التفرقة العنصرية - الابرتهايد، يجعل المعركة على الرأي العام في بريطانيا أمراً ذا أهمية كبيرة - صحيفة «هآرتس» وتضيف: «حيال اقتراحات المقاطعة والتنديد من اتحاد الصحافيين البريطانيين، اتحادات الأطباء والمهندسين، حيال قرار الكنيسة الانجليكانية سحب استثماراتها من الشركات التي تتعاون مع «إسرائيل»، فلا مفر حتى لليسار «الإسرائيلي»، ذاك الذي يعارض الاحتلال ويعمل ضده منذ سنين، غير رد الحرب بالحرب، فنزع القفازات في مجال الإعلام والجدال ينطوي على تنازل معروف مسبقاً عن امتيازات الأكاديمية البريطانية التي تغدق على كل من يبدي الاستعداد اليوم للإعراب عن مواقف مناهضة لـ «إسرائيل»»، وأكثر من ذلك تذهب تلك المصادر «الإسرائيلية» ابعد من كل ذلك بقولها: «ان الرياح المناهضة للصهيونية التي تهب في أوروبا، ولاسيما في الأكاديمية ولاسيما في بريطانيا، تعزز المواقف التي تقول ان مجرد ولادة دولة اليهود كان خطأ، وقانون العودة يبدو لليسار الأوروبي كجذر كل الشرور، غير انه في ظل غياب اتفاق على الطابع اليهودي لدولة «إسرائيل»، فانه لا يوجد حتى أساس مشترك للحوار، فالأكاديمية البريطانية تطالب عملياً «إسرائيل» بان تصفى بشكل ديمقراطي ككيان صهيوني وأن تبتلع في الرحاب غير الديمقراطي كي تكيف نفسها مع أمر الموضة».

فقد صوت محاضرو الجامعات البريطانية بأغلبية ساحقة على قرار يقضي بمقاطعة الجامعات والكليات «الإسرائيلية»، متهمين الأكاديميين «الإسرائيليين» بالضلوع في ممارسات حكومة بلادهم ضد الشعب الفلسطيني.

وقد أجري التصويت في مؤتمر اتحاد الجامعات والكليات البريطانية «يو.سي.يو» (UCU) ببورنماوث.

وقبل ذلك «قررت رابطة محاضري الجامعات والمعاهد البريطانية، فرض مقاطعة على «إسرائيل» بسبب سياساتها القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة التي وصفتها بانها سياسة أبرتهايد»، وجاء القرار في مؤتمر الرابطة السنوي واتخذ بأغلبية الأصوات، وقد طرح للتصويت أمام كافة أعضاء الرابطة البالغ عددهم 120 ألف محاضر، ودعا القرار إلى «تجميد التمويل الأوروبي للمؤسسات الأكاديمية «الإسرائيلية» واستنكر مشاركة الأكاديميا «الإسرائيلية» بالاحتلال، ودعا كافة أعضاء الرابطة إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية «الإسرائيلية» وإلى الأخذ بعين الاعتبار التداعيات الأخلاقية لإقامة علاقات مع المؤسسات الأكاديمية «الإسرائيلية»».

ويذكر في هذا السياق ان الرّوائي والناقد البريطاني «جون بيرغر» كان اطلق قبل ذلك حملة مقاطعة ثقافية ضد «إسرائيل»»، وقال بيرغر في رسالة إلى صحيفة «الغارديان»: «إنّ المقاطعة الثقافية يمكن أن تكون عاملاً مهمّاً في تغيير السّياسة «الإسرائيلية» ورغم احتمال ضعف تأثيرها، فإنّها تمثّل طريقة لكسر حاجز الصمت... إنّها دعوة شخصيّة جداً وطريقة لتحفيز «الإسرائيليين» الشجعان المعارضين لحكومتهم، وتشجيع الفلسطينيين بطريقة ما للاستمرار في كفاحهم المشروع عن فلسطين»، ونسبت «الغارديان» أيضاً إلى المنتج السينمائي البريطاني كين لوتش، المؤيّد لمقاطعة الدّولة العبرية ثقافيّاً، قوله إنّه «لن يشارك في أيّ مهرجانات سينمائية تنظمها الحكومة «الإسرائيلية» بعد الآن»، ووقّع على الرّسالة، المتضمّنة التزام المقاطعة، فنّانون وملحّنون وكتّاب وعلماء، بينهم الملحّن براين إينو، والمخرجة السينمائيّة صوفي فيناس، والروائي إدواردو غالينو من الأورغواي، والمغنّية الفلسطينيّة ريم كيلاني، والكاتب والموسيقي ليون روسّيلسون، والعالم ستيف روس، والكاتبة أهداف سويف، والممثّل والمخرج السينمائي إيليّا سليمان.

ولذلك لا عجب ان تنتفض «إسرائيل» لتعلن عن غضبها وأنها تنظر بعين الخطورة الى هذه التحركات الأكاديمية البريطانية، فقالت وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» السابقة «تسيبي ليفني»: «إن «إسرائيل» تنظر بخطورة إلى قرار منظمة المحاضرين البريطانيين فرض مقاطعة على الأكاديمية «الإسرائيلية»».

فعندما تقف روابط الجامعات والأكاديميات البريطانية والمحاضرين البريطانيين في حرب شرسة ضد الاحتلال والعنصرية الصهيونية، وحينما يقف العمال البريطانيون والكنديون والجنوب أفريقيون والنشطاء الأوروبيون، وعندما يقف مجلس الكنائس العالمي في خندق فلسطين في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعنصريته وجرائمه بمنتهى الشجاعة:

فما الذي نفعله نحن العرب أصحاب القضية والحقوق والمسؤولية التاريخية..؟!

ونقول: رغم الازدحام الهائل للأحداث والتطورات في فلسطين والعراق والمنطقة العربية عموماً، ورغم الانشغال حتى النخاع في تفاصيل قضايانا في فلسطين وبلاد العرب، إلا أننا كمثقفين وأكاديميين وكتاب وإعلاميين عرب يتوجب علينا أن نقف أمام ظاهرة هؤلاء الشجعان أصحاب المبادئ والأخلاقيات والهامات الإنسانية العالية....!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2180922

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180922 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40