الجمعة 25 أيار (مايو) 2012

نصر الله: الجدار مؤشر على ان الانسحاب دق المسمار الأخير في نعش «إسرائيل الكبرى»

الجمعة 25 أيار (مايو) 2012

أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في كلمة له أمام احتفال عيد المقاومة والتحرير الثاني عشر الذي أقيم عصر الجمعة في بنت جبيل أن الأرض عادت الى سيادة الدولة والدولة تستطيع ان تتواجد في أي شبر من ارض الجنوب وهذا يعني عودة السيادة الى هذه الأرض وهذا انجاز ملموس. وأضاف: اليوم نحن موجودون في أرضنا وقرانا والناس تعيش بأمن وسلام وطمأنينة. وأكد ان الفتنة التي أرادها «الإسرائيلي» عام 2000 سقطت بسرعة ويجب ان نشكر الله على ذلك.

وأضاف : أقول لمن تعامل مع «الإسرائيلي» ان هذا «الإسرائيلي» لا يهتم لا بأمنكم ولا بسلامتكم ولا حياتكم ولا دمائكم، قاتل بكم كأكياس رمل ثم ترككم في العراء ترككم للقتل لتكونوا وقود الفتنة.

ولفت الى انه من يوم التحرير الى اليوم هذه المنطقة الحدودية يعيش الناس فيها مع بعض بسلام وفي ظل سلاح المقاومة ومع وجوده. حتى الناس الذين لجأوا أو هربوا الى فلسطين المحتلة لم يطلب أحد منهم ذلك من اليوم الأول كان الموقف واضحاً لا تزر وازرة وزر أخرى، والأهالي الذين لم يتورطوا مع «الإسرائيلي» لا احد يتصرف تجاههم ونقول للأهالي يمكنكم ان ترجعوا ولم يكن احد يريد إحداث أي تغيير في الجنوب بل كانت المقاومة تريد الخير للجنوب وان يعيش أهل المنطقة الحدودية بسلام ومحبة مع بعضهم.

ولفت سماحته الى ان الانجاز الآخر حماية الجنوب ولبنان وحماية البلد من الأطماع والتهديدات «الإسرائيلية»، وفي الحماية، المعادلة جيش شعب مقاومة، هذه المعادلة تقوم بانجاز هي حامية الحدود والناس على الحدود واليوم تبنى بيوت على الحدود وهذا تعبير عن الإحساس بالأمن والحماية وعن الثقة الكبيرة بالحماية، وطوال الـ 12 سنة «الإسرائيلي» المعتدي بطبعه الطماع بأرضنا ومياهنا لا يجرؤ أن يعتدي على قرانا وشعبنا وأهلنا.
وأكد أن الجدار في كفركلا مؤشر على ان انسحاب العدو «الإسرائيلي» من لبنان أجهز أو دق المسامير الأخيرة في نعش «إسرائيل الكبرى»، وهذا المشروع انتهى هنا بدماء شهدائكم بصمودكم وبطولاتكم وتضحياتكم.

وحول حادثة اختطاف اللبنانيين في سوريا قال السيد نصر الله، إننا نشهد خاتمة طيبة لحادثة أليمة هي قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية حيث تم التأكد ان المخطوفين باتوا في الأراضي التركية ويتحضرون للانطلاق الى مطار بيروت.

وأضاف ان الواجب الأخلاقي يقتضي ان نتوجه بالشكر لله أولاً الذي بلطفه ورحمته كانت هذه الخاتمة ومنّ علينا جميعاً وتفضل ان تنتهي الأمور بهذه السرعة بدون آثار سلبية بل آثار ايجابية ان شاء الله. وأشار الى انه من اللحظات الأولى الدولة برؤسائها بمسؤوليها باشرت تحمل المسؤولية والعديد من القيادات السياسية عملت على توظيف علاقاتها وطاقاتها.

واعتبر أننا في تعاون وطني واسع وحقيقي وصلنا الى ما وصلنا إليه. وتابع: أتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الى دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى دولة الرئيس سعد الحريري الذي علمنا انه بذل جهوداً خاصة في هذا الاتجاه والى كل من اتصل ووظف علاقاته..

وأعلن أننا من اللحظة الأولى كنا على تواصل مع القيادة السورية والسلطات السورية الذين اهتموا بالنساء والرجال الكبار في السن الذين أطلق سراحهم. وبتوجيه من الرئيس بشار الأسد تم تهيئة طائرة لإيصال النساء ومن معهن بشكل سريع في تلك الليلة وكان لذلك مساهمة كبيرة في تهدئة النفوس وتطييب الخواطر، من هنا اشكر القيادة السورية والرئيس بشار الأسد على هذه اللفتة وهذه العناية.

وقال سماحته: يجب أن نشكر العائلات على تحملها وصبرها وان كان البعض حاول في الإعلام ان يصعب الأمور. هذا النوع من الأحداث يحتاج الى صبر وحكمة وتعاطي دقيق. يجب ان أتوجه بالشكر أيضاً الى الناس الذين ضبطوا انفعالاتهم واستجابوا لنداء الهدوء والعقل.

وأشار الى انه أيضاً على المستوى الإقليمي حصلت الاتصالات موجهاً شكراً خاصاً للمسؤولين الأتراك والحكومة التركية على تعاملها أيضاً في هذا المجال سواء رئيس الحكومة السيد اردوغان ووزير الخارجية السيد اوغلو وكل من كان له دور في الاتصالات.

وتطرق السيد نصر الله الى ان حادثة الاعتداء على حملة أخرى التي حصلت في العراق وأدت الى شهداء من السيدات الجليلات وعدد من الجرحى، وشكر الإخوة في العراق والقوى السياسية والحكومة على اهتمامها بجرحانا وقال: قد علمت أن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي سيضع طائرة خاصة للجرحى وبقية الزوار ليعودوا الى بيروت.

وإذ لفت الى انه في اللحظات الأولى هناك أناس انفعلوا ونزلوا الى الطرقات قال: لا معنى لقطع الطرقات والنزول الى الشارع فضلاً عن الاعتداءات على الممتلكات.. هذا ماذا يفيد؟ أصبح هناك «موضة» بدأت في الـ 2005 مع كل حادث يحصل يتم الاعتداء على الرعايا والعمال السوريين في لبنان. هذا حرام شرعاً وهو جريمة فما علاقة هؤلاء الناس؟ لا يجوز ان يتصرف احد خارج هذه الموازين الأخلاقية والشرعية.

وتوجه للمسؤولين في حملات الزيارة سواء في العراق او إيران بالقول لا داعي لحملات تذهب في البر المرحلة حساسة وصعبة والموضوع أمن الزوار وسلامتهم وهذا ليس علاقة له فقط بأمن الزوار بل قد يؤدي الى فتن. وأكد أن أي مسؤول حملة يصر أن يأخذ الناس بالبر يتحمل المسؤولية الشرعية والجزائية.

كما توجه للخاطفين بالقول ان عملكم هذا مدان. وأضاف: تصرفوا بعقل استجابوا للوساطات هذا أمر جيد ولكن خطف الأبرياء والاعتداء على الناس بهذه الطريقة يسيء لكم ولكل ما تدّعون او تقولون أنكم تعملون لأجله. إذا كان الغرض الضغط على موقفنا السياسي هذا لن يقدم ولن يؤخر، موقفنا السياسي منطلق من ثوابت ورؤية إستراتيجية وقراءة دقيقة وهادئة للأحداث والمشاريع والتهديدات لذلك نحن في سوريا مع الحوار والإصلاح والوحدة الوطنية وانتهاء كل شكل من أشكال المواجهة العسكرية ومع المعالجة السياسة. الفرضية الثانية خطف لبنانيين ليضغط لبنان على السلطات في سوريا لإطلاق معتقلين مقابل مختطفين.هذا لن يجدي. السلطات السورية ليست في وارد فتح هذا الباب ونحن لسنا في وارد الدخول في أمر من هذا النوع.

وأكد السيد نصر الله أن التجربة التي حصلت اليوم تجربة طيبة جداً، لافتاً الى أننا من اللحظة الأولى قلنا ان المسؤولية مسؤولية الدولة والدولة والحكومة يجب ان تتحمل مسؤولياتها والقيادات وكلنا نساند مسعى الدولة، وبعض الناس عقبوا على هذا الموقف انه بداية جيدة، مؤكداً ان هذه ليست بداية بل هذا خط قديم.

[rouge]فوضى السلاح[/rouge]

وقال السيد نصر الله: هناك بحث في البلد اليوم أمام فوضى السلاح التي شهدناها أن تعالوا لنهدأ قليلاً وهناك ملف جديد اسمه فوضى وانتشار السلاح ونأتي بهذا الموضوع وسلاح المقاومة ونسميهم السلاح غير الشرعي ونقاربهم كملف واحد.. هذه مغالطة كبيرة جداً وليست شطارة. السبب الأول أتحدث عن انجاز سلاح المقاومة، قولوا لي عن كل السلاح الآخر سواء كان مع قوى 8 أو 14 آذار الغير موضوع في معادلة الردع ما هو انجازه وما هي قضيته هناك فارق جوهري بين السلاحين.

جانب آخر ليس هناك مشكلة أن يتناقش كل شيء.. ومن يريد أن يحمل سلاحاً ليواجه به العدو يمكن ان نجمع كل الطاقات لنحمي بلدنا.. تعالوا لننظم كل هذا السلاح في معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وتابع: لما نتكلم عن هذه المعادلة يجب أن أميز بين معادلة حماية البلد لمواجهة العدو «الإسرائيلي» وبين معادلة حماية السلم الأهلي والأمن والاستقرار في الداخل هذان موضوعان مختلفان.. في مواجهة «إسرائيل» قناعتنا المبنية على التجربة التي نجحت في لبنان وفي غزة في العراق وأفغانستان ومنطق التاريخ والحقائق والعدو وأطماعه وإمكاناته نقول حماية البلد بمعادلة جيش شعب مقاومة، أما في الداخل فالمسؤول عن الأمن والاستقرار وحماية اللبنانيين هي الدولة والدولة فقط من خلال الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية اللبنانية.

[rouge]الجيش ضمانة[/rouge]

وتطرق السيد نصر الله الى مسألة الجيش وأكد أن آخر ضمانة يمكن ان تحمي السلم الأهلي في لبنان هي الجيش اللبناني لذلك يجب ان نحافظ على هذه المؤسسة وأن نحميها وندافع عن وجودها في الساحة حتى لو حصلت أحداث مؤلمة.

وقال: في 13 أيلول 93 كان أناس يتظاهرون ومقابلهم جيش وقوى أمن وأطلق عليها الرصاص وسقط 50 بين شهيد وجريح هل أطلقنا النار على الجيش اللبناني؟ هل طالبنا بإخراج الجيش من الضاحية ومحيطها؟ أبداً.. الذين قتلوا إخواننا في مستديرة المطار أين هم؟ الموضوع كان واضحاً وليس بحاجة لتحقيق. بعد مدة قتل متظاهرون في حي السلم برصاص الجيش هل أحد بالضاحية حمل السلاح على الجيش او طالب بخروج الجيش؟ أبداً.. قبل مدة في مار مخايل كان شباب يتظاهرون، أطلق عليهم النار وقتلوا.. ماذا حصل؟ استنكرنا واعترضنا وخطبنا وطالبنا بالمحاكمة.

واعتبر السيد نصر الله ان القول ان الحادث في عكار الذي أدى الى استشهاد الشيخين مؤسف ومحزن ومدان لكن هو حادث فلنضعه في سياقه الطبيعي، نقول قضاء ومحاسبة لكن الجيش يجب ان يحفظ ويصان من اجل سلامة هذا البلد ومستقبله.

وأكد أننا يجب أن ننتبه من الانجرار الى أي قتال وهناك من يعمل ليكون هناك قتال في أي مكان من الأمكنة. وإذ تساءل لماذا يحصل اشتباكات في باب التبانة وجبل محسن أشار الى ان الحادثة في كاراكاس كان يمكن ان تذهب للأسوأ، كما أكد انه في حادثة طريق الجديدة جهات حزبية تتحمل المسؤولية متسائلاً أين كانت الدولة وأين كان الجيش وأين كانت القوى الأمنية وأكد ان هذه الحادثة لا يجوز ان تتكرر لأنها قد تودي بالبلد الى مخاطر أساسية.

وشدد السيد نصر الله على ان من يتصور انه يستطيع ان يمسك الأرض ويمنع الانهيار في البلد او الانحدار الى حرب أهلية هو خاطئ ومشتبه. وإذ أكد ان من أوصل الشارع الى هنا القيادات السياسية حذر من انه أمام التحريض الطائفي والمذهبي قد تصبح القيادات عناصر والعناصر قيادات.

وفي موضوع الموقوفين الإسلاميين جدد الدعوة الى سرعة محاكمتهم وإدانة من تثبت إدانته وإطلاق من تثبت براءته مشدداً على ان تحميل الطائفة الشيعية مسؤولية بقائهم في السجون ظلم وتزوير.

[rouge]الدعوة الى الحوار[/rouge]

وحول دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار أمس أعلن السيد نصر الله باسم «حزب الله» الموافقة على العودة الى طاولة الحوار وبلا شروط داعياً قوى 14 آذار الى العودة بلا شروط إذا كانت فعلاً قلقة على البلد وأضاف: لكن من يقول يجب ان تستقيل الحكومة ويجب ويجب.. فهذا يعني انه لا يريد حوارا بل يريد سلطة.

وحول تشكيل حكومة الوحدة في الكيان «الإسرائيلي» رأى أنها على الأعم الأغلب أسبابها داخلية تتعلق بالتركيبة الداخلية والانقسامات السياسية أكثر من موضوع حرب في المنطقة وهذا عنصر مطمئن لكن لا يعني عدم إمكانية استخدامها في أي عدوان على لبنان او غزة او سورية او إيران والرد هو استمرار اليقظة والجهوزية.

ختم سماحته بالقول ان هذا البلد كما حررتموه بدمائكم وفلذات أكبادكم وقادة والشهداء من كل الأحزاب وكما استعدنا سيادتنا وحريتنا وأرضنا وأسرانا ان شاء الله سنحمي هذا البلد وهذا الجنوب وعيشه المشترك وسلمه وسنحمي الجنوب الذي هو الجبهة المتقدمة لحماية لبنان الذي كان 2006 الجبهة المتقدمة لحماية المنطقة، وان شاء الله معكم بشجاعتكم وحكمتكم لن يكون هناك إلا أعياد وانجازات وانتصارات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165513

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165513 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010