السبت 12 أيار (مايو) 2012

الحكومة «الإسرائيلية» تقلق واشنطن: هل الهدف ضرب إيران؟

السبت 12 أيار (مايو) 2012 par حلمي موسى

لا تزال الدوافع الحقيقية لتشكيل حكومة «الوحدة الوطنية» «الإسرائيلية» غامضة، والخلاف بشأنها واسع. ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية، وفق صحيفة «معاريف»، تخشى من أن هذه الحكومة تزيد من احتمالات الهجوم العسكري «الإسرائيلي» على إيران. غير أن خبراء «إسرائيليين» يجزمون بأن التخوف الأميركي هذا ليس أكثر من صفير عابث، وأنه في ظل اعتراض قادة الأذرع الأمنية والكثير من الوزراء، والأهم اعتراض الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإنه لا مجال لهجوم «إسرائيلي» سواء كان شاؤول موفاز في الحكومة أم خارجها.

وأشارت «معاريف» إلى أن الإدارة الأميركية طلبت من «إسرائيل» توضيحات بشأن معنى الخطوة السياسية من إقامة «حكومة الوحدة». وقالت إن التخوف الأكبر لدى الإدارة هو أن ضم رئيس «كديما» شاؤول موفاز إلى الحكومة يهيئ لهجوم على إيران في شهري أيلول - تشرين الأول، قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل. وأوضحت أن معاهد البحث ووسائل الإعلام الرائدة في الولايات المتحدة طرحت تساؤلات مشابهة حول معنى تشكيل حكومة الوحدة.

وقالت «معاريف» إن موظفين في واشنطن تحدثوا في ذلك مع السفير «الإسرائيلي» في العاصمة الأميركية مايكل اورن. كما أجرى السفير الأميركي في «تل أبيب» دان شابيرو محادثات مشابهة مع نظرائه في وزارة الدفاع وديوان رئيس الوزراء. وفي زيارة وزير الدفاع الأسبوع المقبل إلى واشنطن، التي خطط لها قبل تشكيل حكومة الوحدة، سيطالب ايهود باراك بإعطاء تفسيرات للموضوع لنظرائه في «البنتاغون» والبيت الأبيض.

وكما نشر في «معاريف» هذا الأسبوع ففي اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع موفاز الاثنين الماضي، بحث الرجلان في المسألة الإيرانية بتوسع. وقد سعى نتنياهو لأن يفهم إذا كان موفاز يؤيد السياسة التي يقودها من أجل وقف إيران في الطريق إلى النووي.

وكانت «معاريف» قد نشرت أن نتنياهو «حدد» للرئيس الأميركي توقيتاً حتى الخريف المقبل ليحل بالطرق الدبلوماسية المسألة النووية الإيرانية. الجدول الزمني «الإسرائيلي» لهجوم عسكري يوجد في محيط أيلول - تشرين الأول، ويسبق الجدول الزمني الأميركي. وقد أوضح نتنياهو لأوباما بأنه لا يتخلى عن الجدول الزمني «الإسرائيلي»، وذلك لأنه إذا تخلى عنه، فمعنى الأمر أن «إسرائيل» تتخلى عن حقها وقدرتها على حل المشكلة بوسائل عسكرية.

ووافق نتنياهو على إدخال موفاز إلى المحفل الوزاري غير الرسمي الضيق (الثمانية) حيث يوجد لرئيس الوزراء معارضة غير بسيطة من جانب وزراء بيني بيغن، دان مريدور، بل وربما موشيه بوغي يعلون، المعارضين للهجوم على إيران. وعليه فإن لموقف موفاز في هذه المسألة معنى كبير.

غير أن خبراء حزبيين «إسرائيليين» يؤكدون أن موفاز كان يعارض علنا الهجوم «الإسرائيلي» على إيران ويصعب أن يكون غير رأيه في دقيقة. ويعتقدون بأن مصاعب نتنياهو في هذا الشأن ازدادت لأن موفاز صار شريكاً لباراك ونتنياهو في المشاورات. وأن موفاز أيضاً بانضمامه لهيئة «التساعية» زاد من حصة المعارضين. ولذلك يعتقد هؤلاء أن التخوف الأميركي لا يرتكز لأساس. ومع ذلك ليس من المستبعد أن تكون «إسرائيل» ذاتها توحي بهذه المخاوف للأميركيين كنوع من الضغط لمنع الغرب من التوصل لاتفاق مع إيران، يتعارض مع المصالح «الإسرائيلية»، في الاجتماع المقبل في بغداد.

عموماً وفي إطار متابعتها لهذه المسألة أشارت «معاريف» إلى إجراء نتنياهو مؤخراً مداولات حثيثة في موضوع جاهزية الجبهة الداخلية، في ظل إقامة محافل خاصة تعنى في المجال. مرة في الأسبوع تعرض عليه سلسلة من المواضيع المتعلقة بإمكانية ضربة شديدة للتجمعات السكانية والبنى التحتية، وللاستعداد المسبق لحالة نار من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية نحو «إسرائيل». وقالت إنه بعد التصريحات الهجومية على إمكانية الهجوم على إيران، يأتي أيضاً الانشغال بالوجه الدفاعي، أغلب الظن انطلاقاً من الفهم بأن كل عملية ضد المنشآت النووية الإيرانية ستخلق رد فعل ذا مغزى ضد الجبهة الداخلية «الإسرائيلية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2165880

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165880 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010