الأربعاء 9 أيار (مايو) 2012

الخفة «الإسرائيلية»

الأربعاء 9 أيار (مايو) 2012 par ساطع نور الدين

كانت مضيعة للوقت، وخيبة أمل لجميع الذين اتجهت أنظارهم في الأيام القليلة الماضية الى «إسرائيل» حيث اضطرب الوسط السياسي وانفعل الوسط الإعلامي بخبر تبين في ما بعد أنه كان مجرد خدعة، لكنه شغل العالم كله وتحول الى مادة لتحليلات وتقديرات بأن الحرب باتت على الأبواب.

الدولة التي كانت في الماضي توصف بأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في «الشرق الأوسط»، تكاد تصبح مسخرة، ليس فقط لأن بعض جيرانها العرب يستكشفون القيم الديموقراطية، ويؤسسون لتجارب ديموقراطية حقيقية، بل لأن سياسييها الحاليين يتصرفون مثل زعماء المافيا، بعدما كان أسلافهم رواد الانتقال من العصابات والمليشيات الى المؤسسات والأحزاب والنقابات في لحظة التأسيس الأولى للكيان.

قبل أيام تردد ان «إسرائيل» تتجه نحو انتخابات مبكرة في مطلع أيلول المقبل، لأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يود انتهاز فرصة ارتفاع شعبية حزبه، «الليكود»، في استطلاعات الرأي لكي يضمن أربع سنوات جديدة في الحكم. وكان يفترض ان يتم التصويت في حل «الكنيست» صباح أمس الى ان فاجأ نتنياهو الجميع باتفاق توصل إليه تحت جنح الظلام مع زعيم حزب «كاديما» شاؤول موفاز على ضمه الى حكومته التي باتت تتمتع بغالبية نيابية غير مسبوقة في تاريخ «إسرائيل»، تضم 94 مقعداً من أصل 120.

الصفقة هي جزء من اللعبة السياسية في أي دولة في العالم، على الرغم من ان بعض المتضررين منها وصفوها بأنها خدعة نتنة ومهينة لأسس الديموقراطية «الإسرائيلية»، وهي تكشف انحطاط مستوى السياسيين «الإسرائيليين» وانتهازيتهم وسعيهم المحموم الى البقاء في السلطة بأي ثمن.. وهو ما لم يكن رأي الجمهور «الإسرائيلي» الذي أيد بغالبيته الائتلاف الجديد وأثنى على دهاء نتنياهو وحنكة موفاز.

لكن الأهم من هذه التفاصيل الصغيرة، هو ان إطلاق فكرة الانتخابات المبكرة كان مناسبة لسيل من التحليلات الغريبة التي لن يعتذر عنها أحد، بلغت حد القول ان نتنياهو اختار اللجوء الى هذه الخطوة لأنه يريد ان يضمن تمديد بقائه في الحكومة قبل فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما في الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل، وهو يود أن تكون الحرب على إيران و«حزب الله» في الصيف المقبل جزءاً من حملته الانتخابية ووسيلته السياسية لفرض أمر واقع على الأميركيين.. وقيل أيضاً انه يرغب في ان يكون جاهزاً ومحاطاً بغالبية نيابية مريحة، عندما يحين موعد التغيير في سوريا!

هذه التخيلات سقطت دفعة واحدة عندما أذيع نبأ الصفقة بين «الليكود» و«كاديما»، وعاد الخبر «الإسرائيلي» الى حجمه الطبيعي، واستقر وزن دولة «إسرائيل» على أخف مما كان يعتقد حتى قبل «الربيع العربي».. ولن يكون من المستبعد أن يكون نتنياهو أو موفاز قد لجآ الى أحد الحاخامين لطلب فتواه في جواز التحالف وفي حرمة الدعوة الى انتخابات مبكرة في شهر أيلول المقبل!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165494

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165494 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010