الأحد 6 أيار (مايو) 2012

شيء من الحياء يا «صائب»!

الأحد 6 أيار (مايو) 2012 par حسن خليل

أشتاق بين الحين والآخر إلى رؤية «فضائية فلسطين» وسماعها لأشم رائحة الوطن، وقد شدتني عنها بعيداً «فضائية الأقصى» التي تحولت إلى «سراج الأقصى»، و«فضائية القدس» حيث أتجول بين هذه الفضائيات لأعرف كل شيء عن أخبار الوطن السليب، ولا أنسى تعرضي لموجة من المرض الخطير الذي شفاني منه الله بعد أن أعجزني عن الحركة بكل أنواعها لمدة من الزمن، وقد مررت أمس بـ «فضائية فلسطين» فمكثت معها بعض الوقت، وسمعت خبراً يتعلق بالخبير العملاق الشهير في المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية» الدكتور صائب عريقات الذي قضى عشرين عاماً من عمره وهي في الوقت نفسه عمر السلطة الفلسطينية برئاسة القائد الشهيد ياسر عرفات وخليفته محمود عبّاس مهندس اتفاق أوسلو.

نعم إن صائب قد قضى عشرين عاماً مع ملف المفاوضات مع «إسرائيل» دون أن يصيبه اليأس أو الملل وإن كان يضيق بها صدره فتصدر عنه بعض الانتقادات الغاضبة لقادة «إسرائيل» ومسلكيات حكومتها، لكن الذي حدث مع صائب قبل عامين بعد تسريبات «ويكيلكس» وفضح الكثير من أسرار التفاوض التي أساءت إلى الثنائي عبّاس وعريقات وأفقدت الأخير صوابه حيث راح يرغي ويزبد ويشتم قناة «الجزيرة» محاولاً تشويه ما نشرته عنه من أخبار مما أدى بالسيد محمود عبّاس إلى إيقافه مؤقتاً باعتباره مسؤولاً عن ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وقيل آنذاك إنه قد استقال، واعتكف الرجل لبعض الوقت بالطبع ليس في أحد المساجد وعاد ليشد أزر رئيسه الذي سيقضي بقية عمره وهو يقسم أنه لن يرشح نفسه ثانية لرئاسة فلسطين وأنه سيعتزل العمل السياسي بعد أن اقترب من الثمانين ولذلك وحتى لا يحنث بالقسم فإنه يفتعل المشاكل والأسباب كي لا تتم المصالحة الوطنية بين «فتح» و«حماس» حتى يبقى الوضع كما هو ليظل يتعامل مع رؤساء العرب وزعماء العالم وقادة «إسرائيل» باعتباره رئيس فلسطين ولا مانع أن يظل الوضع في غزة كما هو بحيث تبقى حركة «حماس» منعزلة عن العالم وتدير غزة عن طريق الأنفاق وقادة جهاز المخابرات المصرية من بقايا رجال اللواء عمر سليمان ذلك لأن محمود عبّاس غير مطمئن إلى الأوضاع الداخلية لحركة «فتح» حيث الانقسامات والتشرذم والأحقاد الشخصية والشللية.

ولتبق مدينة غزة مدمرة ممزقة بحاجة إلى المساعدات والخدمات والإعمار في كل مناحي الحياة، وبعد أن شغل السيد الرئيس عبّاس الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة بقضية غزو الأمم المتحدة وتجييش الجيوش من أجل إنجاح هذه العملية المقدسة وصائب عريقات في مقدمة الغزاة العمالقة عاد بهم الرئيس وقد حملوا فوق الأعناق خفي نتنياهو وليبرمان وبشروا بها الجماهير التي حشدوها في ساحات فلسطين حيث استقبلتهم بالأعلام والورود، وانتهت الجولة الأولى من معركة النصر المبين. وبدأت جولة أخرى من المعارك التي يقودها القائد محمود عبّاس ومساعده الأيمن صائب عريقات حيث الرسالة المقدسة التي كتبها الرئيس أبو مازن يخاطب بها رجل العلاقات الدولية نتنياهو رئيس الكيان «الإسرائيلي».. وعلى لسان صائب عريقات نفسه فإن أحداً لم يحدد موعداً له باعتباره حاملاً رسالة الرئيس التي تبشر شعبنا بالخير العميم وأنه سيسلمها للرئيس نتنياهو فور انتهاء الأعياد «الإسرائيلية» الدينية التي يحرص رئيس «إسرائيل» على حضورها ربما بعد يومين أو ثلاثة أيام.

والمضحك أن نسمع اليوم أن هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا قد فتحت مظروف الرسالة وقرأتها وأجرت تعديلات عليها بحيث تكون مقبولة من «إسرائيل».

وقال عريقات : إننا سنضطر إلى اللجوء للأمم المتحدة لعرض قضيتنا عليها إذا كان الرد «الإسرائيلي» سلبياً وبعد يا سيد صائب عريقات.. ألم تسأم من المشاركة في هذا المسلسل العقيم بعد عشرين عاماً، ألا تستحي من شعبك الفلسطيني وأنت تطالعه كل يوم بجديد من قديمك الذي يخزي التاريخ؟ شيء من الحياء أيها الفاتح العظيم!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165272

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165272 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 2


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010