السبت 5 أيار (مايو) 2012

يحدث فقط في «إسرائيل»!!

السبت 5 أيار (مايو) 2012 par نواف الزرو

حدث ذلك في الرابع من كانون الثاني من عام 2009 حيث سيطر جيش الاحتلال على جزء من حي الزيتون جنوب شرق غزة، وتم تركيز نحو مئة من عائلة السموني في مبنى تابع للعائلة، في حين تمركزت على بعد 80 متراً منها قوة تابعة لـ «غفعاتي»، وفي الغداة أصدر قائد الوحدة إيلان مالكا، الذي كان في غرفة العمليات، أمراً بقصف المنزل بزعم أنه صور طائرة بدون طيار كانت تشير إلى مسلحين يحملون قذائف «آر بي جي»، في حين أنهم كانوا يحملون أخشاباً لإيقاد النيران، وأدى القصف إلى استشهاد نحو ثلاثين شخصاً من أبناء عائلة السموني، بينهم 9 أطفال، في حين أصيب أكثر من 40 آخرين.

واليوم، وبعد اكثر من ثلاث سنوات على المذبحة تعلن النيابة العسكرية «الإسرائيلية» - الثلاثاء -01/05/2012 - «أنه لن تتخذ أية إجراءات قضائية ضد المسؤولين عن مجزرة عائلة السموني، وفي رسالة إلى «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» في قطاع غزة وإلى «بتسيليم»، أشارت نائبة المدعي للشؤون العملانية دوريت توفيل إلى «أن ملف التحقيق في الشرطة العسكرية تم إغلاقه»، وذلك بادعاء أن «مقتل المواطنين الذين لم يشاركوا في القتال لم يكن عن سابق معرفة أو بشكل مباشر أو نتيجة تسرع أو إهمال يتحقق معها المسؤولية الجنائية»».

تصوروا...!

الاحتلال يبرئ مقترف مذبحة من أبشع المذابح الموثقة في تاريخ الصراع، هكذا لان المذبوحين من الأطفال الفلسطينيين...؟!

ومثل هذا الأمر لا يحدث إلا في الدولة الصهيونية، حيث يكافأ لديهم المجرم بدل أن يعاقب، وذلك على خلاف كل قيم وأخلاقيات الدول والجيوش في العالم.

وفي السلوكيات اللااخلاقية «الإسرائيلية»، نعود إلى «شولاميت الوني» وزيرة التربية والتعليم السابقة التي أطلت علينا في مقابلة مع زهير اندراوس، مدير عام الصحيفة العربية «الإسرائيلية» «مع الأحداث» بموقف أخلاقي قديم جديد متجدد لافت، حينما أعلنت : «يجب ان يقدم الى المحكمة الدولية في لاهاي دان حلوتس وايهود براك على جرائم ضد الإنسانية»، وهاجمت الوني باراك على الخطوات العقابية في غزة وقالت : «العقاب الجماعي هو خطوة مناهضة للإنسانية، وايهود براك هو الرجل الأكثر خطراً في دولة «إسرائيل» بسبب طبيعته، لأنه رجل حرب، بسبب غروره، وهو يفعل كل الأمور المتطرفة لأنه يعتقد بان هكذا ينتصر على بيبي-نتانياهو»، أما عن رئيس الأركان السابق الجنرال حلوتس فتطالب الوني بمحاكمته قائلة «من يلقي قنابل انشطارية في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين هو برأيي مجرم ويجب تقديمه الى المحاكمة قبل كل شيء عندنا، ولكن ان لم يكن عندنا - ففي المحكمة الدولية» /عن «يديعوت أحرونوت».

وتروي الوني أنها حاضرت أمام «كلية الأمن الوطني» وقالت للضباط: «ماذا تفعلون إذ تحفلون بأناس ملطخة أيديهم بالدماء؟، كل واحد منكم يداه ملطخة بالدماء، فهم يلقون القنابل، وانتم تلقون القنابل، لديكم طائرات، أما هم فليس لديهم طائرات ولهذا فهم يتفجرون»، وتضيف: «احد قال لي أنتِ تتعاطين مع هذا الدم مثل ذاك الدم؟ قلت له نعم فهو أحمر بذات القدر».

وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق الوني صوتها ضد جرائم جنرالات الاحتلال، ففي مقابلة جريئة شجاعة صريحة صارخة أجرتها معها صحيفة «كل العرب» الناصرية، كانت أعلنت الوني: «أن الإرهاب الإسرائيلي الذي تقترفه دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية اكبر وأسوأ من الإرهاب الفلسطيني» / عن الصحف العبرية.

وقالت : «ان إسرائيل تقترف جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني».

وأكدت آنذاك : «ان شارون مصاب بجنون العظمة ويحترف الكذب، وهو الذي زرع كافة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية طمعاً بأرض «إسرائيل» الكبرى، وآمل أن يقدم شارون الى المحاكمة».

وأشارت الى : «ان إسرائيل تسير على طريق موسوليني، وهناك وزراء يتبعون ذات المدرسة الفاشية، نحن لا نختلف عما كانت عليه جنوب إفريقيا».

واردفت : «في مثل دولة إسرائيل فقط يمكن أن يصل قاتل ومرتكب جرائم الى مرتبة وزير دفاع».

وعن مقارفات جنود الاحتلال في الأراضي المحتلة قالت «الوني» : «هناك جنود متدينون أصوليون لا يختلفون عن الحيوانات في تصرفاتهم اليومية ضد الفلسطينيين».

وكشفت الوني النقاب عن حقيقة أن كل قصة «فك الارتباط» في حينه إنما هي مسرحية كبيرة وأكدت : «ان الحكومة الإسرائيلية كانت على تنسيق سري مع المستوطنين في قضية الاحتجاج على إخلاء القطاع وصناعة «صدمة وطنية» بهدف إقناع العالم بصعوبة الانسحاب من الضفة الغربية».

واستخلصت الوني العبرة الأهم من كل معطيات المشهد حينما أكدت «أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وهي في حالة انحلال أخلاقي وسياسي».

من جهة أخرى أعرب عدد من الجنود «الإسرائيليين» عن استيائهم من عمليات القتل البارد التي قام بها الجيش «الإسرائيلي» ضد الفلسطينيين وضد عائلة السموني في غزة، ونقلت صحيفة «الغارديان» - 17/1/2009 عن إسحاق بن موكا، جندي بقوات المظلات قوله: «إنها ليست حرباً للدفاع، إننا نخلق على المدى الطويل آلاف الاستشهاديين في المستقبل من أخوة وأبناء القتلى الفلسطينيين».

فهل هناك شهادات «إسرائيلية» منطلقة من هناك، من قلب دولة الاحتلال، أهم وابلغ من هكذا شهادات تدين وتجرم جنرالات الاحتلال بالعنصرية واقتراف جرائم الحرب..؟!!

فالإرهاب الصهيوني أسوأ وأبشع ويجب جلب «إسرائيل» المجرمة وجلب جنرالاتها إلى محكمة لاهاي الدولية...!.

فهل يأتي يوم الحساب يا ترى...؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2165923

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165923 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010