السبت 5 أيار (مايو) 2012

لا بديل عن الحوار في سورية

السبت 5 أيار (مايو) 2012 par د. موفق محادين

بعد «كامب ديفيد» مباشرة في مصر، اندلعت الأزمة السورية الأولى، وكانت شرارتها إطلاق ضابط أصولي متطرف النار على تلاميذ بعثيين من مدرسة المدفعية في حلب وذلك على غرار اندلاع الأزمة اللبنانية عندما أطلق متطرفون «يعملون الآن مع جعجع» النار على باص يقل تلاميذ مدرسة فلسطينية.

وانتهت الأزمة السورية بمذبحة حماة وتدمر التي قادها رفعت الأسد وعبدالحليم خدام قبل اصطدام الرجلين على السلطة أثناء مرض حافظ الأسد..

وبسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بجماعة الإخوان المسلمين جراء المطاردة الحكومية لهم، قتلاً واعتقالاً، خونت الجماعة كل من يصافح النظام السوري ودعت الى مواصلة العمل لإسقاطه، وتورطت مع الجماعة عواصم معروفة ..

بعد ذلك بعقد كامل من السنوات دخلت الجماعة في حوار مع النظام بوساطة من حركة «حماس» وقام عدد من قادتها في بلدان عديدة بينها الأردن بزيارة دمشق والالتقاء مع الرئيس والقيادة القومية لحزب البعث بوصف سورية دولة مقاومة وممانعة، حسب الجماعة.

اليوم وبعد أشهر على اندلاع الأزمة الثانية، عادت الجماعة لتخوين كل من يصافح النظام مؤكدة سقوطه بعد أيام او أسابيع، كما أكدت ذلك قبل ثلاثين عاماً ..

وحيث تحدثت الجماعة عن آلاف القتلى الذين يمنعون مجرد التفكير بالحوار مع النظام، تناست أنها سبق وحاورته بعد ان اتهمته بقتل أضعاف أضعاف الأرقام الأخيرة.

وبيت القصيد، هنا، ان الجماعة قد تجد نفسها بعد عقد آخر مضطرة للحوار مع النظام كما فعلت من قبل، لكن بعد ان يكون عدد القتلى من الطرفين ومن الشعب بلغ عدداً كبيراً، لا سمح الله ...

فالجماعة تعرف ان المسألة السورية مسألة دولية وإقليمية بامتياز، وان حلفاءها الذين دعموها قبل ثلاثين عاماً، سرعان ما تفاهموا مع النظام في صفقات إقليمية ودولية لا تخفى على احد ..

لذلك، فان المبادرة للحوار والتفاهم في ظل لحظة سياسية ليست سيئة بالنسبة للجماعة بل أفضل كثيراً من أية لحظات سياسية قادمة، لا سيما أن النظام لم يعد مهدداً، ولم يعد سقوطه او سقوط رئيسه أمراً وارداً ...

لتذهب الجماعة ومعها المعارضة للحوار بإرادتها وحساباتها بدلاً من ان يجبرها احد على ذلك او الانكفاء في أحسن الأحوال ولتفتح على طاولة الحوار كل الملفات من تداول السلطة وانتخاب الرئيس الى محاسبة كل من قتل سورياً ...

ومن المفهوم ان الرأي العام العربي يريد من الطرفين الحفاظ على ثوابت لا تقبل النقاش أبداً، وهي دعم المقاومة ومصالح الأمة ضد الامبرياليين الأمريكان والفرنسيين والانجليز، وضد الرجعيين والصهاينة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165402

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165402 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010