الخميس 3 أيار (مايو) 2012

العلويون إلى أوروبا

الخميس 3 أيار (مايو) 2012 par د. حياة الحويك عطية

ييغال كارمون، اسم سمعناه بعد احتلال العراق، فهو ضابط المخابرات «الإسرائيلي» الذي كلف بإنشاء أول مركز دراسات يقف وراءه «الإسرائيليون» في بغداد بعد الاحتلال. وكان ذلك المركز امتداداً لمركز ميمري «الإسرائيلي» (معهد أبحاث الإعلام الشرق أوسطي) الذي تولى كارمون إدارته من عام 1968 الى عام 1988.

اسم كارمون ومعهده، عاد ليتكرر في الأسبوع الماضي من خلال الإعلان عن اجتماع مجموعة من المعارضة السورية في فندق لوتيسيا في باريس، بهدف إعلان حكومة سورية في المنفى. حيث نظم هذا الاجتماع ضابط المخابرات «الإسرائيلي» المذكور بالاشتراك مع زميله الأخر عيران سنجر الذي يعمل في فرنسا بصفة مراسل لراديو «إسرائيل» والباحثة «الإسرائيلية» - الأمريكية ميراف فورمسر التي أسست معهد ميمري ثم عملت مستشارة لكل من بنيامين نتنياهو وديك تشيني.

وان كان اجتماع ليتيسا قد حدث بواجهة سورية تمثلت برجل أعمال سوري - فرنسي - سعودي يدعى نوفل معروف الدواليبي، بعد أن مهد لذلك بإجراء سنجر حواراً مع الدواليبي على أثير إذاعة «إسرائيل». كما حضر الاجتماع محمود الأشقر ممثلاً عن الجيش السوري الحر، وسوريون آخرون، فان المؤتمر الصحافي الذي عقد في نهاية الاجتماع عقد باسم معهد ميمري.

في هذا المؤتمر الصحافي تحدث الأشقر إضافة إلى رجل وامرأة آخرين، بحضور «الإسرائيليين» المنظمين وممثلين عن السفارة العبرية وبعض الصحافيين العرب إضافة إلى صحافيين فرنسيين معروفين بانتمائهم الى اللوبي اليهودي الليكودي في فرنسا. وأعلن المتحدثون عن تشكيل حكومة في المنفى تتعهد بإقامة السلام مع «إسرائيل» وتطالب بـ «طرد النصيريين (العلويين) السوريين من سورية إلى أوروبا»، كما قال محمود الأشقر، مشيراً الى أنهم جميعاً «لا يتجاوزون المئة ألف نصيري، وبإمكان أوروبا استيعابهم».

خطاب يذكر بالشعار الذي أطلق في مناطق القوات اللبنانية في بيروت في أول أيام الأحداث السورية، «المسيحيون على بيروت والعلويون عالتابوت»، وإذا كنا لا نعتقد بان أحداً يقتنع بإمكانية تهجير نصف الشعب السوري او قتله، كما نعرف ان تشكيل المعارضة والموالاة لا يقوم على أسس مذهبية وطائفية فحسب، وإنما على أسس كثيرة أخرى، فان الهدف المؤكد لهذه الإعلانات العنصرية هو العمل على إثارة النعرات الفئوية داخل المجتمع السوري، فيما يمكن ان يخدم هدف إشعال الحرب الأهلية وإذكاء نارها، بعد ان يئس المتآمرون من حصول تدخل عسكري خارجي مباشر، أطلسي او غيره.

أما عودة اسم معهد ميمري، اسم كارمون، اسم ديك تشيني الى واجهة المؤامرة، فعنوان واضح لمخطط العرقنة، الذي، إن فشل في شقه الأول أي الاحتلال، فانه سيطبق الوصفة المتعلقة بالشق الثاني أي الإرهاب ومحاولة تفجير حرب أهلية، وها نحن نرى ترجمة ذلك تفجيرات وعمليات إرهابية يومية في سورية.

عرقنة تتكامل مع اللبننة، بل ومع توريط لبنان كممر ان لم يكن كمقر، بدليل حادث سفينة الموت، والمخفي والآتي أعظم!!

ويظل السؤال : في العراق سبق الاحتلال التخريب، وفي لبنان تلاه، ورغم ذلك انتهى الأمر الى فشلهما ولم تنجح مخططات الغرب الصهيوني - رغم اعترافنا الواقعي بما خربته - فهل ستنجح في سورية والزمان اليوم غير ما كان؟؟

هل سيكون مصير «الجيش الحر» أفضل من مصير جيش لبنان الجنوبي؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 69 / 2165804

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165804 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010