الأحد 29 نيسان (أبريل) 2012

فصول مطوية من التاريخ الإرهابي الصهيوني

الأحد 29 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

لا حصر لكم الوثائق «الإسرائيلية» والبريطانية وغيرها المكتنزة وغير المسموح بالإفراج عنها إلا بالقطارة وبعد مضي عقود من الزمن عليها، وقد أفرجت السلطات البريطانية في الآونة الأخيرة عن مثل هذه الوثائق التي توثق لنا ذلك الإرهاب الصهيوني المؤسسي المنهجي الراسخ منذ بدايات نشوء الحركة الصهيونية مروراً بجرائمها المقترفة قبيل وخلال وبعد حرب 48 وصولاً إلى الراهن الفلسطيني.

فقد كشفت وثيقة في بريطانيا تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي معلومات جديدة عن العمليات الإرهابية التي كانت تنفذها العصابات الصهيونية، بما فيها على قوات الانتداب البريطاني في فلسطين، لكن الأمر المثير هو تعاطي الصحافة البريطانية مع نشر الوثيقة، إذ وصفت الصهاينة الذين قاموا بتلك العمليات بـ«رجال مقاومة الاحتلال البريطاني»، الأمر الذي دفع خبيراً بريطانياً للقول «إن هذه الوثيقة تثير السؤال حول الإرهاب والمقاومة والاحتلال»، مشيراً إلى ما يجري في فلسطين و«الشرق الأوسط» عموماً، وما جرى في ايرلندا الشمالية سابقاً.

وجاء في الخبر البريطاني أنه "من خلال الوثيقة يمكن للعالم أن يتأكد من حقائق الإرهاب الذي شنته العصابات والمنظمات الإرهابية الصهيونية في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، وعلى رأسها عصابة «أرجون» التي كان يرأسها مناحيم بيغن الذي أصبح عام 1977 رئيساً للوزراء في «إسرائيل»، وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية «أن الوثيقة كانت عبارة عن كتيب يتضمن منشورات تحذيرية من العصابات الإرهابية الصهيونية إلى البريطانيين، لكي ينسحبوا من فلسطين وإلا فإنهم سيواجهون الموت والدمار»، وتنوه المطبوعة بأن هذه المنشورات «ليست جزءاً من حملة دعائية لتنظيم «القاعدة» أو لجيش المهدي في العراق»، لكنها ترجع إلى فترة الأربعينيات من القرن الماضي خلال تصاعد العمليات الإرهابية الصهيونية في فلسطين، وتم العثور على هذه الوثيقة في إحدى صالات المزادات.

وتعيد المطبوعة إلى الأذهان الفظائع والأعمال الإرهابية التي ارتكبتها المنظمات الإرهابية الصهيونية آنذاك، إلا أن هناك نبرة تحيز واضحة، حيث إن «التايمز» تطلق عليهم اسم «رجال المقاومة اليهود».

ومن بين تلك الهجمات الإرهابية كما تذكر الصحيفة استهداف مقر الاحتلال البريطاني في القدس وهو فندق الملك داود مما أدى إلى مصرع 91 شخصاً وجرح المئات.

وقبل ذلك بشهور قليلة أطلقت السلطات البريطانية سراح مئات الوثائق السرية من ملفات الاستخبارات المتعلقة بـ : الإرهابي الفلسطيني - كما سموه في ذلك الوقت رقم (1) وكان آنذاك مناحيم بيغن الذي حمل اسم «يعقوب حيروتي»، وجاء في الوثائق «إن بيغن الإرهابي رقم (1) مطلوب للعدالة بتهمة التآمر لاغتيال وزير الخارجية البريطاني ارنست بوين»، والأهم أن الوثائق أكدت : «أن الخروج الجماعي لمئات آلاف اللاجئين العرب كان بالأساس بسبب الإرهاب المنهجي لمنظمة «اتسل» بزعامة بيغن بالتعاون مع منظمة «ليحي» - التي كان يتزعمها شامير»....؟!!!!

وفي السياق لعل من أهم الوثائق والشهادات التي تفضح سجل إرهابهم هي تلك الصهيونية - «الإسرائيلية» التي أخذت تلك الدولة تفرج عنها أو عن بعضها، أو اخذ عدد من باحثيهم ومؤرخيهم أيضاً يكشف النقاب عن بعضها.

وفي هذا السياق كشفت مصادر إعلامية «إسرائيلية» عن مخططات «إسرائيلية» لارتكاب جرائم بحق البشرية استعد لتنفيذها قادة «إسرائيليون» على الفلسطينيين والسوريين في الخمسينيات من القرن الماضي.

واستند توم سيغف المحلل في صحيفة «هآرتس» العبرية في تقرير له بعنوان : «الخطط المريعة للافون : إرهاب في سورية وغزة كي تكون أجواء احتفالية»، على مقتطفات من مذكرات رئيس الوزراء الأسبق موشي شاريت تفيد بـ «أن زميله وزير الحرب بنحاس لافون أصدر أوامر بنشر بكتيريا سامة في قطاع غزة وسورية»، إلا «أن مخططه رفض من جانب القادة العسكريين».

وكان سيغف قد نبش فصلاً مطوياً من تاريخ الإرهاب الصهيوني الذي «يحبذون في «إسرائيل» نسيانه»... إنه الإرهاب الصهيوني في العراق منذ سنة1951...

فقد أكد سيغف بالوثائق «أن «إسرائيل» وقفت وراء الاعتداءات /التفجيرات/ ضد الكنس اليهودية في العراق من أجل إجبار اليهود على الرحيل إلى «إسرائيل». (عن الصحف العبرية).

وكشف رافي ايتان المسؤول الكبير في «الموساد» «الإسرائيلي» سابقا النقاب عن «أن «إسرائيل» نفذت عمليات اغتيال ضد علماء ألمان كانوا يساعدون مصر على تطوير صواريخ. (عن صحيفة «يديعوت»).

وكشف رونين برغمان مراسل صحيفة «يديعوت» للشؤون الاستخبارية والاستراتيجية النقاب أيضاً عن «أن «إسرائيل» كانت بادرت - في حينه - إلى إنشاء شركة طيران الكويت لإدخال جواسيسها إلى مصر» («يديعوت»)، و«أن العملية تمت بإشراف الوزير «الإسرائيلي» السابق وعالم الفيزياء النووية يوفال نئمان»...

وبينما كشف كتاب «إسرائيلي» أصدره الصحافي «أهارون كلاين» النقاب أيضاً عن «أن «الموساد» هو الذي اغتال وديع حداد في العراق عام 1978» أكد الخبير الألماني في عالم الجريمة «يورغن كاين» «أن «الموساد» يقف أيضاً وراء اغتيال رفيق الحريري كما وجاء ذلك في كتابه الجديد الأدلة المغيبة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الحريري».

لا شك أن هذه الوثائق التي يفرج عنها تباعاً ولو متأخراً جداً... جداً منها ما هو بعد نحو ستين عاماً على مطاردة بيغن - ومنها ما هو بعد عقد أو عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن.. إنما تنطوي اليوم أيضاً على أهمية أخلاقية عالية جداً، ذلك أنها تحاكم أولاً الإرهاب الصهيوني على عرب فلسطين بأثر رجعي، كما تفتح للعالم مجدداً ملف ذلك الإرهاب المستمر منذ ذلك الوقت حتى اليوم، متوجاً بالحروب المفتوحة التي تشنها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 97 / 2165682

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165682 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010