الأربعاء 25 نيسان (أبريل) 2012

مصادر «إسرائيلية» تلمح إلى أن زيارة المجالي للقدس كانت للتحضير لزيارة مماثلة للملك الأردني

الأربعاء 25 نيسان (أبريل) 2012 par زهير أندراوس

كشفت مراسلة الشؤون العربيّة في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سمدار بيري، أمس الثلاثاء النقاب عن أنّ أن رئيس جهاز الأمن العام الأردني، حسين المجالي، قام الاثنين بزيارة للمسجد الأقصى المبارك وما يُطلق عليه اليهود «حائط المبكى»، ليكون بذلك ثالث شخصية عربية رفيعة المستوى تزور القدس المحتلة والأقصى في الفترة الأخيرة.

وتابعت المراسلة قائلةً، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في «تل أبيب» إنه كان من المفروض أن تبقى الزيارة سرية، وأن تبقى هوية الزائر طي الكتمان، لكن موكب الحراسة لرجال جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي تولى حراسة المجالي قد أثار اهتمام وفضول المقدسيين وأدى في نهاية المطاف إلى كشف هوية الزائر.

ولفتت الصحيفة العبريّة في تقريرها الحصريّ إلى أنّ المجالي قام بالإضافة إلى زيارة المسجد الأقصى المبارك، بزيارة لحائط البراق الذي يطلق عليه «الإسرائيليون» اسم (حائط المبكى) بدعوى أنه الحائط الغربي لهيكل سليمان. بالإضافة إلى ذلك، أشارت المراسلة «الإسرائيليّة» إلى أنّ هذه الزيارة تأتي على ما يبدو ضمن السجال بين وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهبّاش، الذي زار مؤخرا كلا من مصر والأردن وحث حكومتي البلدين على تشجيع زيارة القدس والأقصى، وبين الفتوى التي أصدرها الشيخ يوسف القرضاوي الشهر الماضي والتي قضت بتحريم هذه الزيارات، لأنّها تُعتبر تطبيعا مع العدو «الإسرائيليّ». كما قالت الصحيفة إن الزيارة تندرج أيضا على ما يبدو ضمن رغبة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في التأكيد على دور الأردن ومكانته الخاصة في القدس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في «إسرائيل» رفيع المستوى ترجيحه للاحتمال آنف الذكر من جهة، واحتمال أن تكون زيارة المجالي هذه جاءت للتمهيد لزيارة شخصية عربية رفيعة المستوى، ملمحةً إلى أنّه قد يكون العاهل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني، علاوة على ذلك، أفادت الصحيفة العبريّة أنّ الدولة العبريّة أوقفت أعمال البناء التي تقوم بها ما تُسمى بسلطة الآثار «الإسرائيليّة» عند باب المغاربة، خاصة بعد الضغوط التي مارستها كلا من الأردن ومصر في هذا الاتجاه.

يشار في هذا السياق إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس (أبو مازن) كان دعا خلال مؤتمر القمة العربي الأخير، الذي عقد في قطر، الدول العربية وقادة العرب وشعوبهم إلى زيارة القدس المحتلة والأقصى، تحت غطاء تعزيز صمود أهل القدس، لكن علماء المسلين وفي مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوي رفضوا هذه الدعوة واعتبروها غطاءً للتطبيع مع «إسرائيل». كما أصدر وزير أوقاف السلطة الفلسطينية محمود الهباش دعوة مماثلة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ مدينة القدس المحتلّة شهدت خلال الشهر الأخير، زيارة لثلاث شخصيات عربية للمسجد الأقصى أولها الأمير الأردني هاشم بن الحسين، ثم زيارة مفتي مصر الشيخ علي جمعة، وقد رافقه في الزيارة الأمير الأردني غازي بن محمد، وأخيرا زيارة مدير جهاز الأمن العام الأردني حسين المجالي أمس الأول.

يُشار إلى أنّ صحيفة «معاريف» العبريّة، كشفت النقاب الأسبوع الماضي عن أنّ بلدية القدس الغربيّة قدمت بالتعاون مع ما يُطلق عليه اسم «مركز تراث حائط المبكى» طلبا جديدا لبناء جسر باب المغاربة بدلا من الجسر القائم حاليا. وأكدت الصحيفة العبريّة على أنّ بلدية الاحتلال في القدس قدمت في الأسابيع الأخيرة طلبا جديدا لاستصدار تصريح جديد لبناء الجسر، بعد أن انتهى، قبل أسبوعين سريان التصريح السابق الذي استصدرته البلدية العام الماضي وسبب عاصفة سياسية، بحسب المصادر «الإسرائيليّة» الرسميّة.

على صلة بما سلف، تواصلت بمصر الفعاليات الاحتجاجية على الزيارة التي قام بها مفتي الجمهورية الشيخ علي جمعة للقدس المحتلة حيث واصلت معظم القوى السياسية احتجاجها على الزيارة، ورأت فيها مخالفة للإجماع الوطني والإسلامي بشأن رفض أي نوع من أنواع التطبيع مع الاحتلال «الإسرائيلي». وشهد مجلس الشعب المصري سيلاً من الانتقادات الموجهة للمفتي، انتهت بالموافقة على البيان المقدم من لجنة الشؤون الدينية والذي أدان الزيارة ووصفها بالآثمة، كما طالب الشيخ علي جمعة بالاعتذار عنها فضلا عن التقدم باستقالته.

ورفض رئيس اللجنة، الشيخ سيد عسكر الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تبريرات المفتي بشأن زيارته للقدس، وقال إن هذه المدينة المقدسة تعيش تحت احتلال صهيوني يتحكم في مساجدها وكنائسها، وبالتالي فإن زيارة المفتي لها نوع من تكريس الاحتلال الذي يرفضه شعب مصر. في الوقت نفسه، شهدت الساحة المقابلة لمقر دار الإفتاء بمنطقة الدرّاسة بالعاصمة القاهرة وقفة احتجاجية شاركت فيها العديد من القوى الإسلامية والوطنية فضلا عن أعضاء الحملة الشعبية لمقاومة تهويد القدس وعدد من أئمة المساجد للتعبير عن الاحتجاج على الزيارة، ومطالبة المجلس العسكري الحاكم بإقالة المفتي مهددين بتنظيم محاكمة شعبية له في ميدان التحرير.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2180674

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2180674 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40