الأحد 22 نيسان (أبريل) 2012

استنفار «إسرائيل» في ذكرى المحرقة اليهودية!

الأحد 22 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

تستنفر الدولة الصهيونية كعادتها في كل عام في ذكرى ما يطلقون عليه «المحرقة / الكارثة اليهودية»، إعلامها وقياداتها وكتابها ولوبياتها في أنحاء العالم، في مهمة وخطة واحدة متكاملة هي استثمارها تجارياً على الطريقة الشيلوكية، عبر «تكريسها في الوعي العالمي، ومواصلة ابتزاز العالم على مختلف المستويات، لتبرير وجود وجرائم الكيان الصهيوني في فلسطين».

فهذه المناسبة الذكرى بالنسبة لهم هي صناعة وتجارة وابتزاز وتزوير للحقائق وتضليل للرأي العام العالمي.

فعلى هامش «المحرقة - الكارثة اليهودية» و«ضحايا الهولوكوست» التي حصلت على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بين العامين 1940 و1945، التي أحيتها الدولة الصهيونية يومي الأربعاء والخميس 18 و19 - 4 - 2012، استغل رئيس وزرائهم نتنياهو المناسبة ليتهم إيران بالسعي لإبادة «إسرائيل»، ووظف نتنياهو مرة أخرى فظائع النازية للقول بأن كل من يلغي الخطر الإيراني على «إسرائيل» فإنه لم يتعلم الدرس من المحرقة اليهودية.

وكان نتنياهو قد توعد إيران في مطلع العام أيضاً حينما أعلن : «أن «إسرائيل» يجب ألا تتورع عن العمل بمفردها لإحباط أي تهديد لوجودها»، وقال نتنياهو «إن أحد الدروس المستقاة من المحرقة هو أنه يتعين على «إسرائيل» «تكوين أكبر عدد ممكن من التحالفات في العالم" للتحرك ضد أي تهديد لوجودها»»، لكنه أضاف «ينبغي ألا ندفن رؤوسنا في الرمال، النظام الإيراني يدعو صراحة إلى تدمير «إسرائيل» ويخطط لتدمير «إسرائيل» ويعمل على تدمير «إسرائيل»، ويقول الدرس إن دول العالم يجب أن تكون متيقظة».

وبعد ذلك، استغل نتنياهو حادثة قتل اليهود الفرنسيين في تولوز بشكل سياسي لاجترار تبرير اغتصاب فلسطين، وزعم خلال زيارة قام بها لتقديم العزاء لعائلات القتلى الأربعة اليهود في تولوز، «أن «إسرائيل» وجدت لتكون ملاذاً لليهود المهددين بالخطر ولتشكل درعاً للشعب اليهودي»، وفي استنساخ للرواية نفسها قال : «بسبب قتل اليهود تمت إقامة «إسرائيل»»، وأضاف «ان أولئك القتلة يعتبرون أي أرض يعيش فيها يهود هي أرض محتلة»، وتابع «إذا كانت لهؤلاء القتلة القدرة فليقتلوا جميع اليهود أينما وجدوا». (وكالة الصحافة الفرنسية «ا ف ب» - الجمعة، 23/03/2012).

يضاف الى ذلك، سلسلة طويلة من المؤتمرات والفعاليات والخطابات الصهيونية في الداخل والخارج التي تستحضر تفاصيل المحرقة المزعومة، في حملات إعلامية متصلة مركزة تهدف الى تكريس وعولمة المحرقة بموازاة إلغاء وإسكات الزمن والمشهد العربي في فلسطين.

كانت قصة «الهولوكوست - الكارثة - المحرقة» اليهودية على مدى نحو سبعة عقود مضت قصة صهيونية «إسرائيلية» بامتياز، وكانت ذريعة ووسيلة لابتزاز العالم بعامة، وألمانيا بخاصة، ابتزازاً مالياً ومعنوياً حيث نجحت الحركة الصهيونية والحكومات «الإسرائيلية» المتعاقبة باستثمار «الكارثة - المحرقة» استثماراً شيلوكياً وعنصرياً واستعمارياً تجاوز كل حدود العقل والمنطق والعدل والإنصاف.

ويصل الاستثمار الشيلوكي للهولوكوست اليهودي في الأيام التي تحتفل فيها «إسرائيل» بعيد «قيامها»، ذروة لم تأت في أحلام الصهيونية، تصل الى حد محاولة «عولمة ثقافة الهولوكوست» كما كانت طالبت «إسرائيل» بتعميم دراسته كمنهاج على العالم، فقد «نشطت «إسرائيل» خلال اجتماعات لأعضاء الأمم المتحدة لاسيما الدول الفاعلة في منظمة العلوم والتعليم والثقافة (اليونيسكو)، من أجل تمرير منهاج دراسي أعدته يؤرخ للهولوكوست»، وحسب مسؤول في الأمم المتحدة «فإن «إسرائيل» نجحت في الحصول على موافقة عدد كبير من الدول يتعدى السبعين لتمرير المنهاج لتدريسه لطلاب العالم، في الدورة الـ 34 لليونيسكو»، وبذلك «تكون «إسرائيل» نجحت بعد تمريرها قراراً أممياً باعتبار 27 من كانون الثاني من كل عام عيداً وذكرى للهولوكوست».

ونذكر، كانت قصة «الهولوكوست الكارثة» وما تزال أيضاً الفزاعة الإرهابية الكاسحة للدول الأوروبية على نحو خاص، فتعاطف معها الكثير من الدول والحكومات الأوروبية، ورفضتها وتحفظت عليها ومنها الكثير من الدول والحكومات الأخرى، وأيدها العديد من الساسة والعلماء والباحثين، بينما عارضها ودحضها الكثير من الساسة والعلماء والباحثين الآخرين على المستوى الأوروبي والدولي.

بينما الجدل حول مدى دقة وصحة او زيف معطيات «الهولوكوست /الكارثة /المحرقة» لم يتوقف أبداً، وكانت نتائج جملة كبيرة من الأبحاث والتحقيقات تشير الى المبالغة والتزييف في قصة الكارثة، وتؤكد ان الحركة الصهيونية و«دولة إسرائيل» إنما فبركتها وغذتها وكرستها كذريعة لابتزاز العالم مالياً وأخلاقياً، وكفزاعة لإرهاب وترويح منتقدي الهولوكوست والمشككين فيه، ولإرهاب وترويع وردع منتقدي السياسة والجرائم «الإسرائيلية» ضد الشعب الفلسطيني.

كان الكاتب «الإسرائيلي» المعروف «يسرائيل شامير» قال في ذكرى الهولوكوست في «هآرتس» :

«ان إجرامنا تجاوز إجرام روسيا في الشيشان، وأفغانستان، وإجرام أمريكا في فيتنام، وإجرام صربيا في البوسنة، وان عنصريتنا - ضد الفلسطينيين - ليست اقل انتشاراً من عنصرية الألمان»، ويؤكد الكاتب في ختام مقاله : «ان آلام اليهود حول الهولوكوست مزيفة، فإما أن نتوب او نحترق بنار الفلسطينيين وكبريتهم».

ولكن، على خلاف حالة الهولوكوست اليهودي -المزعوم - الذي ما زال يدور حول صحته الجدل الدولي، فان «الهولوكوست الفلسطيني» حقيقة قائمة وملموسة وموثقة ومعززة بكم هائل لا حصر له من الوقائع والمعطيات والوثائق والشهادات الدامغة ومنها شهادات «إسرائيلية» على سبيل المثال، خاصة شهادات الدكتور «ايلان بابيه» في «التطهير العرقي في فلسطين»، «وبني موريس» في سلسلة من كتاباته البحثية حول مجازر عام 1948 وغيرهما...!

ولذلك نتساءل :

- أين «الهولوكوست - الكارثة / النكبة» الفلسطينية المفتوحة في هيئات المنظمة الدولية..؟

- والاهم والأخطر - لماذا يوافق العالم على عولمة ثقافة «الهولوكوست اليهودي - تحت الجدل -» في الوقت الذي يغمض عينيه عن الهولوكوست الفلسطيني المفتوح والمرئي بالبث الحي والمباشر؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2181733

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181733 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40