الجمعة 20 نيسان (أبريل) 2012

الكيان الصهيوني يتدخل في الانتخابات الأمريكية

الجمعة 20 نيسان (أبريل) 2012

لفتت صحيفة «نيويورك تايمز»، (7-4-2012)، الأنظار ضمن مقالة بارزة، إلى العلاقة القديمة الوثيقة بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ومرشح الحزب الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، ميتْ رومني.

وأشارت المقالة إلى تدخل نتنياهو في الحملة الانتخابية الأمريكية، لمصلحة رومني، الأمر الذي نفته «إسرائيل» ضمن رسالة لسفيرها في الولايات المتحدة.

يسرد كاتب المقالة، مايكل باربارو، جانباً من تاريخ العلاقة بين نتنياهو ورومني، فيقول : لم يكن المشترك بين الشابين (رومني ونتنياهو)، كثيراً : فأحدهما ثري من طائفة المورمون من ميتشيغان، والثاني يهودي ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، في الكيان الصهيوني.

وفي سنة 1976 تقاطعت حياتاهما، لوقت وجيز ولكن بصورة ثابتة، في مكاتب «مجموعة بوسطن الاستشارية» في الطابق السادس عشر، حيث تم توظيفهما، مستشاريْن لبعض الشركات الكبرى. وفي تلك الحقبة التأسيسية من مهنتيْهما، كوّن كل منهما رأيه في الآخر أثناء جلسات النقاش الأسبوعية في الشركة، وتشرّبا نفس الرؤية التحليلية للعالم.

ويقول الكاتب، إن تلك التجربة المشتركة قبل عقود من الزمن، أدت إلى صداقة دافئة، غير معروفة كثيراً للأغراب عنهما، ومفعمة بالتواطؤ السياسي الآن. فنتنياهو - رئيس وزراء الكيان الصهيوني - يؤيد القيام بعمل عسكري ضدّ إيران، بينما يهاجم رومني - الذي يُحتمل أن يكون مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية - إدارةَ أوباما بسبب عدم دعمها نتنياهو على نحو أشد.

ويضيف الكاتب قائلاً: لقد أدت العلاقة بين نتنياهو ورومني - التي نشأت على الموائد التي كانت تجمعهما في بوسطن، ونيويورك والقدس، وتعززت بفعل شبكة من الأصدقاء المشتركين، وتعمقت بفعل عقيدتيْهما المحافظتين - إلى تبادل صريح بصورة غير عادية للنصائح والرؤى بشأن موضوعات مثل السياسة والاقتصاد و«الشرق الأوسط».

فعندما كان رومني حاكماً لولاية ماستشوستس، زوّده نتنياهو بملاحظات نابعة من خبرته المباشرة، حول كيفية تقليص حجم الحكومة . وعندما أراد نتنياهو أن يحث صناديق التقاعد على سحب الاستثمار في الأعمال المرتبطة بإيران، دلّه رومني على المسؤولين الأمريكيين الذين ينبغي أن يلتقي بهم. وعندما ترشح رومني للرئاسة للمرة الأولى، سأله نتنياهو مستطلعاً الغيب، عمّا إذا كان نيوت غينغريتش سوف ينضم إلى السباق.

ويقول الكاتب، إن العلاقات بين رومني ونتنياهو، تبرز بشكل لافت للنظر، لأنه لم يسبق لسياسييْن في منزلتيْهما، أنْ كان لهما مثل هذا التاريخ المشترك قبل دخولهما الحكومة. ويمكن لذلك التاريخ أن يؤثر بصورة كبيرة في صنع القرار، في الوقت الذي قد تواجه فيه الولايات المتحدة أسئلة محرجة عمّا إذا كانت ستهاجم مرافق إيران النووية، أو تدعم «إسرائيل» في مثل هذا العمل.

وقد ذكر رومني - كما يقول الكاتب - أنه لن يتخذ أي قرارات سياسية مهمة بشأن «إسرائيل» من دون التشاور مع نتنياهو، وذلك مستوىً من الإذعان يمكن أن يثير الدهشة، إذا أخذنا في الاعتبار سمعة نتنياهو التي ينقسم الأمريكيون بشأنها، حتى رغم أنها تحظى بإعجاب المحافظين الجدد والمسيحيين الانجليكانيين المؤيدين لـ «إسرائيل» بشدة.

وفي مداولة موحية أثناء مناظرة في ديسمبر/كانون الأول، انتقد رومني غينغريتش على إبدائه ملاحظة مهينة عن الفلسطينيين، وقال: «إنني قبل أن أعلن تصريحاً بهذه الطبيعة، أتصل هاتفياً بصديقي بيبي نتنياهو وأقول: «هل من الخير أن أقول هذا؟ وماذا تريدني أن أفعل؟».

وقد قال مارتن انديك، سفير أمريكا لدى «إسرائيل» في عهد ادارة كلنتون، إن تصريح رومني، سواء كان مقصوداً أم لم يكن، ينطوي على أن رومني سوف «يوكل سياسة أمريكا إزاء «الشرق الأوسط» إلى «إسرائيل»». وأضاف: «إن ذلك لن يكون لائقاً، بطبيعة الحال».

ويقول الكاتب، على الرغم من أن نتنياهو، وهو التلميذ اللامع والمتحمس لأسلوب العمل السياسي في أمريكا، حاول تجنب أي تلميح إلى تحيزه في الانتخابات الرئاسية، فإن أصدقاءه يقولون، إنه أبدى اهتماماً شديداً بوجه خاص بفُرص نجاح رومني في موسمه الانتخابي.

ويقول الكاتب، إن نتنياهو يحافظ على خطوط الاتصال مع رومني مفتوحة، فعندما جاء دور غينغريتش ليتصدر استطلاعات الرأي، أجفل نتنياهو عندما اطلع على مقالة في يناير/كانون الثاني، تستكشف سبب قيام شيلدون ادلسون - وهو ملياردير يدير نوادي للقمار، مشهور بدعمه لـ «إسرائيل» - بتخصيص ملايين الدولارات لدعم غينغريتش. وقد وصفت المقالة نتنياهو وادلسون بأنهما صديقان حميمان».

ويضيف الكاتب، «إن مكتب نتنياهو سارع إلى نقل رسالة إلى أحد كبار مستشاري رومني، وهو دان سينور، تفيد بأن نتنياهو لم يلعب أي دور في قرار ادلسون تقديم دعم مالي لمنافس رومني».

وقد اعترض سفير الكيان الصهيوني لدى الولايات المتحدة، مايكل اورين، على مقالة باربارو، وكما قالت إحدى صحف الكيان الكبرى، (12-4-2012) بعث السفير برسالة إلى رئيس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز»، بشأن مقالة باربارو، التي نشرت تفاصيل علاقة وثيقة بين نتنياهو، ومرشح الرئاسة الجمهوري الأمريكي المحتمل، ميت رومني.

وقالت الصحيفة، إن المبارزة بين «نيويورك تايمز» ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» ومستشاريه مستمرة. وأضافت: إن السفير، رفض في الرسالة المذكورة، الادعاءات بأن نتنياهو يتدخل في السباق الرئاسي في الولايات المتحدة.

وكتب أورين في رسالته، كما تقول الصحيفة: «إن «إسرائيل» لا تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للولايات المتحدة، وهي تقدّر عالياً الدعم الواسع الذي تحظى به في أمريكا من كلا الحزبين».

وفي موقع «فيتيرانْز توداي»، (15-4-2012) كتب جيمس وول، (مدير التحرير المشارك في مجلة «ذي كريستيان سنتشاري»، في مدينة شيكاغو): إن سفير «إسرائيل» لدى الولايات المتحدة، المواطن الأمريكي السابق، مايكل أورين، سار على نهج الاستراتيجية الصهيونية الكلاسيكية، عندما بعث برسالة إلى صحيفة «نيويورك تايمز»، ينكر فيها أن «إسرائيل» «تتدخل» في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية.

وتتجاهل رسالة أورين بمهارة، الحقائق التي وردت في المقالة، تحت سحابة نظرية من صنع يديه. كما أنه يفلح في لفت أنظار جمهوره «الإسرائيلي» إلى مقالة تبشر بأمور طيبة إذا تم انتخاب رومني.

وحقائق مقالة صحيفة «نيويورك تايمز»، التي يحرّفها اورين، هي أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، ومرشح الرئاسة الأمريكي المفترض، ميت رومني، على علاقة شخصية قديمة.

وما توحي به مقالة «التايمز»، هو أن رومني لو انتُخب رئيساً للولايات المتحدة، فسوف يكون لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» خِل وفي داخل البيت الأبيض. ويشكل ذلك للـ «إسرائيليين»، وللمخلصين لـ «إسرائيل» في الولايات المتحدة بشارة طيبة.

وبطبيعة الحال، الحكومة «الإسرائيلية» تتدخل في السياسات الأمريكية، والسفير أورين يعرف ذلك، وكل مَن يعير اهتماماً للأمر يعرف ذلك. ولكن، مثلما الترسانة النووية التي بنتها «إسرائيل» في صحراء النقب، لا تتحدث وسائل الإعلام والساسة عن ذلك، فهم لا يريدون أن يوصَموا بأنهم مناوئون لـ «إسرائيل».

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية | إعداد : عمر عدس.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178699

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2178699 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40