الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012

خلاف «إسرائيلي» حول سعر الغاز وتصديره...تكنولوجيا جديدة تهدد الأحلام المليارية

الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012

يحتدم الصراع في «إسرائيل» بين شركات التنقيب عن الغاز والحكومة «الإسرائيلية» وفي اتجاهات مختلفة. وفي البداية تركز الخلاف حول حصة الدولة من عائدات استخراج النفط والغاز، وهو الخلاف الذي تصاعد مع توصيات لجنة شيشنسكي. وفي حينه أوصت اللجنة بعدم قبول الاتفاقات الأولية التي أبرمتها الدولة مع شركات التنقيب واعتماد حصة أعلى. ولكن سرعان ما عاد الخلاف ليبرز ليس فقط حول الحصص والضرائب وإنما أيضاً حول أسعار شراء الغاز محلياً والكميات المسموح للشركات تصديرها للخارج.

وقبل ثلاثة أيام اجتمع تشاك دافيدسون، رئيس شركة «نوبل إنرجي» وهي أكبر الشركات المالكة لامتياز التنقيب في حقلي «تمار» و«لفيتان»، مع رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو للبحث في المسألة. وقد تعهدت الشركة في اللقاء بتسريع الخطى لإيصال الغاز من «تمار» إلى الزبائن «الإسرائيليين» وخصوصاً شركة الكهرباء وأعربت عن أملها في إنجاز ذلك حتى نيسان العام 2013. وبعد ذلك اللقاء اجتمع رئيس الشركة بوزير المالية يوفال شتاينتس للتفاهم على التفاصيل. والخلاصة أن شتاينتس رفض زيادة حصة الشركة من صادرات الغاز. وقال وزير المالية «الإسرائيلي» في اللقاء إن «استقلال «إسرائيل» في ميدان الطاقة بالغ الحيوية جداً ولسنا معنيين بالبقاء مرتبطين بضخ الغاز المصري».

تجدر الإشارة إلى أن شركة «نوبل إنرجي»، التي تمتلك أيضاً مع شركائها «الإسرائيليين» العديد من امتيازات التنقيب في المياه الاقتصادية القبرصية، كانت قد أدخلت إلى الصورة الإدارة الأميركية للضغط على الحكومة «الإسرائيلية». ويبدو أن النجاح لم يكن حليفهم طوال الفترة السابقة. فقد شعرت الشركة أن توصيات لجنة شيشنسكي أولاً ثم تحديد نسبة عالية من المخزون الغازي لصالح السوق المحلية يقلص كثيراً من هامش الربح. وأرادت الشركة من اجتماعها مع وزير المالية «الإسرائيلي» تسهيل إنشاء محطات لتسييل الغاز والمسارعة إلى تسويقه وأهمية إنشاء محطة لاستقبال الغاز على الشاطئ، وهو ما تعرقله الكثير من متطلبات وزارة البيئة «الإسرائيلية».

ولكن، كما سلف، أصر وزير المالية «الإسرائيلي» على أهمية السعي لتأكيد استقلالية «إسرائيل» في مجال الطاقة وذلك عبر الإصرار على عدم تخفيض نسبة المخزون الاستراتيجي الذي سيبقى لـ «إسرائيل». وكانت لجنة «تسيمح»، التي أصدرت توصياتها الأسبوع الماضي في سياق ضمان استقلال «إسرائيل» في مجال الطاقة، قد قررت قيوداً على تصدير الغاز والنفط. وبحسب التوصيات فإن على الحقول أن توفر للسوق المحلية كمية حد أدنى تصل إلى خمسين في المئة (بالتناسب مع حجم المخزون) وأن يسمح بالتصدير وفق حساب المخزون لـ25 عاماً. ولكن التوصيات لها جانب آخر غير مقبول من الشركات وهو إلزامها بأن توصل الغاز إلى البر على الشاطئ «الإسرائيلي» قبل أن تقوم بإعادة تصديره. وهذا يخالف مخططات حاولت إنشاء خطوط نقل غاز إلى أوروبا أو إنشاء محطات تسييل الغاز في عرض البحر.

ويعتبر الخبراء أن توصيات لجنة «تسيمح» تقضي على فرص التصدير. ويشير مدير دائرة الأبحاث في شركة «بساغوت» طال شيريزلي أنه «من دراسات أجريناها فإن قدرة تصدير الغاز، بموجب متطلبات المخزون، تقدر بحوالي 150-250 مليار متر مكعب». وبناء على هذه الدراسات فإن القيود على التصدير تعرض للخطر عقوداً طويلة الأجل. ويخلص إلى أن هذه القيود تقلل من القيمة الفعلية لحقلي «تمار» و«لفيتان».

وكان محللون ماليون قد أشاروا إلى أن توصيات لجنة «تسيمح» «خلقت نوعاً من انعدام اليقين في قطاع الغاز»، وهذا ما زاد من مخاطر شراء أسهم شركات التنقيب عن الغاز والنفط. ويشدد بعض هؤلاء على أن القيود التي تفرضها لجنة «تسيمح» تخرج الكثيرين من حلبة الاستثمار في مجال تطوير موارد الطاقة.

وفي هذه الأثناء تتزايد المخاوف في «إسرائيل» من أن تكنولوجيا جديدة متبعة في أميركا والصين يمكن أن تقلص سعر الغاز الطبيعي إلى أقل مستوى. وتعتبر الوقود النفطي أو الغازي العنصر المركزي في تكلفة انتاج الكهرباء وهو يصل إلى حوالي 50 في المئة. ولذلك فإن البحث عن الغاز وانتاجه يتعاظم في أرجاء العالم. ولكن الغاز خلافاً للنفط لا يخضع لتسعيرة دولية فهو يباع في السوق العالمية بسعر يتراوح ما بين أقل من دولار في السعودية إلى 16 دولاراً في اليابان وكوريا للوحدة الحرارية الواحدة (mmbtu).

ويشير الخبراء إلى أن تكنولوجيا بسيطة نسبياً جعلت الولايات المتحدة قوة عظمى عالمية في مجال الغاز، وأن هذه التكنولوجيا خفضت سعر الغاز هناك منذ العام 2008 بحوالي 90 في المئة. وإذا ما انتشرت هذه التكنولوجيا في العالم فإنها قد تقضي على أحلام «إسرائيل» بكسب المليارات من تصدير الغاز.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010