الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012

بوليفار وعبدالناصر

الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012 par د. موفق محادين

تنظم سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية (الاسم الرسمي لهذه الجمهورية) ندوة خاصة حول قائد ومحرر امريكا اللاتينية، سيمون بوليفار، ويقدم الندوة الدكتور عدنان كاظم مترجم كتاب غوستاف بيريرا (بوليفار، كتابات مناهضة للاستعمار)..

فلماذا كل هذا الاهتمام بهذه الشخصية، ولماذا استعادته القارة الأمريكية الجنوبية، ولماذا نتذكره، نحن العرب أيضاً، ولماذا يربط الرئيس الفنزويلي، الشجاع، شافيز، بين رئيس مصر وقائد الامة وزعيم العرب الراحل، جمال عبدالناصر، وبوليفار..

ابتداء، ولد بوليفار في تموز 1783 في عائلة غنية ارستقراطية في فنزويلا، ودرس في اسبانيا (البلد المستعمر لوطنه وامريكا الجنوبية ما عدا البرازيل) وتأثر بأفكار التنوير الأوروبية فعاد الى بلاده وانخرط في الكفاح الشعبي ضد الاستعمار الاسباني..

اكتسب خبرة عسكرية وسياسية وضعته على رأس المناضلين في أمريكا الجنوبية، واستفاد من الصراع الاسباني- الفرنسي (حملات نابليون) ليعلن أول استقلال لفنزويلا قبل ان يتمكن أعوان الأسبان من إحباط هذا الاستقلال، ويضطر بوليفار الى الهرب الى كولومبيا (كانت تعرف بـ غرناطة الجديدة وكان مركزها يعرف بـ (قرطاجنة أيضاً) وقد اصدر من هناك بيان قرطاجنة الذي دعا فيه الى إقامة فدرالية للبلدان المحررة باسم فدرالية كولومبيا...

بعد سلسلة من الانتصارات والهزائم أعلن في بيان آخر (بيان جامايكا) تراجعه عن فكرة الفدرالية لصالح فكرة الاتحاد المركزي وبدأ مشروعه (على طريقة نزول كاسترو في كوبا لاحقا) وتمكن من تحرير فنزويلا وبقية البلدان الكولومبية وأقام اتحاداً ديمقراطياً بينها، لكنه تحت ضغط الاستنزاف المتواصل من المستعمرين وأعوانهم من الإقطاعيين والرجعيين، فقد طابعه الديمقراطي لصالح مركزية شديدة في الحكم، ساهمت في ضرب الوحدة وفي استقالته الى ان توفي في كانون الأول 1830.

عمر قصير، لكنه كما جمال عبدالناصر، عمر أمة بكامل تحدياتها وآمالها في مواجهة قوى استعمارية ومحلية عاتية، إقطاعية، ليبرالية.... الخ

وليس بلا معنى ان ينتقل بوليفار كما عبدالناصر من شكل الى آخر، ومن محاولة الى أخرى في مشروع الوحدة (فدرالية، مركزية، فدرالية) وان يجبره اعداؤه على الإمساك بيد من حديد تارة وعلى الانتفاح تارة أخرى.

وليس بلا معنى، ان يركز المستعمرون على مركز المشروع القومي اللاتيني، وهو كولومبيا كما ركزوا على مصر، لتحويلها من مركز للثورة الى مركز للثورة المضادة، سواء في طبعتها الساداتية او في طبعتها الجديدة من الإسلام الأمريكي.

وليس بلا معنى ان تقيم مصر ما بعد عبدالناصر علاقات مع (إسرائيل) كما هي علاقات كولومبيا اليوم..

ومن المؤكد أخيراً، انه كما استعادت امريكا الجنوبية، ثقافتها وروحها البوليفارية القومية التحررية انطلاقاً من فنزويلا ورئيسها شافيز، فان طيف عبدالناصر يلوح في أفق العرب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2165303

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165303 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010