الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012

(خنجر إسرائيل)...!

الخميس 19 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

مرة أخرى تستدعي التطورات الراهنة في المشهد العربي الممتد من فلسطين الى العراق الى مصر فالسودان، الى ليبيا، فسورية وغيرها، استحضار ما جاء في كتاب «خنجر إسرائيل» للنبش والتذكير، كي لا ننسى تلك المشاريع والمخططات الاستعمارية المتصلة التي تستهدف تفكيك وتدمير الأمة...!

ففي عام 1957 أصدر الكاتب الهندي «ر.ك.كارانجيا» - صاحب مجلة «بليتز» الهندية - كتابه الذي أطلق عليه «خنجر إسرائيل» الذي شبه فيه «إسرائيل» بخنجر أجنبي مسدد الى رقبة العالم العربي، وقد تضمن الكتاب الذي حمل مقدمة بتوقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من ضمن ما تضمنه، حواراً أجراه الصحفي الهندي كارانجيا مع الجنرال الأبرز في الكيان الصهيوني موشى ديان، الذي كشف النقاب عن وثيقة سرية أعدتها هيئة الأركان العامة «الإسرائيلية» جاء فيها: «لتقويض الوحدة العربية وبث الخلافات الدينية بين العرب، يجب اتخاذ الإجراءات منذ اللحظة الأولى من الحرب لإنشاء دول جديدة في أراضي الأقطار العربية، ومما جاء على لسان قادة الجيش «الإسرائيلي» فيها أيضاً» لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي يرسمها الهدف المزدوج التالي :

1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى.

2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى - ر.ك. كرانجيا / «خنجر إسرائيل»، الطبعة الأولى 1958 ص45.

وأوضحت الوثيقة / الخطة «أن الهدف الإقليمي الأدنى لـ «إسرائيل» هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية - المصدر السابق نفسه ص 81».

وتقضي الخطة «الإسرائيلية» بتقسيم العراق الى 3 دويلات : كردية في الشمال، ينضم إليها الأكراد من الدول المحيطة، وعربية ذات أغلبية سنية في الوسط، وشيعية تلحق بإيران دينياً وسياسياً في الجنوب، وتقسيم سورية الى 3 دول أيضاً : درزية وعلوية وسنية، وتحويل لبنان الى دويلتين شيعية في الجنوب ومارونية في الشمال، وعندما سأل الصحفي الهندي الجنرال ديان عن كشفه لمثل هذه الخطط كان رده : لا تخف فالعرب لا يقرأون...!

ولم تكن تلك الأهداف والأطماع الصهيونية الموثقة في «خنجر اسرائيل» بلا مقدمات ومشاريع صهيونية مبيتة، فقد أشار دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الإستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى حيث قال :

«ان الدولة اليهودية المعروضة علينا بالحدود الحالية (على يد اللجنة الملكية البريطانية) لا يمكن أبداً أن تكون الحل المنشود لمسألة اليهود، ولا هدف الصهيونية الذي سعت إليه طويلاً، حتى لو أجريت على هذه الحدود بعض التعديلات الممكنة واللازمة لصالحنا.. إلا أنه يمكن قبولها بوصفها المرحلة الأولى والأساسية التي تنطلق منها تتمة مراحل تحقيق الوطن الصهيوني الأكبر، وذلك عن طريق بناء قوة يهودية جبارة فيها، وبأقصر وقت ممكن، ثم احتلال باقي مناطق مطامحنا التاريخية كلها» - عن كتاب الصهيونية فكراً وعملاً - ص81 -».

وكان بن غوريون «من أكثر المؤيدين لـ «إسرائيل» الكبرى على مدى سنوات عديدة وذلك في منتصف الخمسينيات، حيث كان يحلم في شبابه بدولة «إسرائيلية» تمتد على جانبي نهر الأردن» - ميخائيل بارزوهر - صحيفة «الجروزلم بوست».

وكان يوسف طرومبلدور أحد كبار الزعماء التاريخيين للطلائع الاستعمارية الصهيونية في فلسطين قد أدلى بقول تبناه كبار المنظرين الصهيونيين من بعده أكد فيه «حدودنا تكون في كل مكان يصل إليه محراث عبري» - طرومبلدور في نشرة أصدرتها نقابة المعلمين الصهيونيين لصالح الكيرن كييمت -.

وقد وثق الشاعر الصهيوني المتشدد حاييم حيفر تلك النزعة الصهيونية التوسعية العدوانية في نشيد الطلائع الصهيوني حيث قال: «نحن نمهر حدودنا بوطء أقدامنا..، ونتجاوز بخطانا بعض ما ليس لنا.. ونقتحم» - حاييم حيفر من رجال البلماخ وله زاوية دائمة في صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وفي الإطار ذاته جاء في كتاب: «إسرائيل استراتيجية توسعية مغلفة بالسلام» لمؤلفه البروفسور «الإسرائيلي» المعروف يسرائيل شاحك : «أن رغبة «إسرائيل» الحقيقية هي السيطرة والنفوذ، وهدفها الحقيقي هو بسط نفوذها وسيطرتها على «الشرق الأوسط» برمته من المغرب حتى باكستان، وأطماعها أطماع إقليمية بالأساس إلا أنها لا تخلو من أطماع عالمية» - صحيفة «الأيام» الفلسطينية 18/4/1998.

وفي الاستراتيجية والأطماع الصهيونية أيضاً كشفت وثيقة «إسرائيلية» أخرى وضعها ثلاثة باحثين «إسرائيليين» ترأسهم مهندس المياه اليشع كالي، بتكليف من إدارات حكومية رسمية، النقاب عن الأطماع الصهيونية في الأقطار العربية حيث أكدت: «أن هدف «إسرائيل» هو السيطرة على مصادر المياه، وجر النيل إلى النقب، والليطاني إلى طبريا.. وشق واصلاح وانشاء الخطوط الحديدية والطرق المعبدة لربط الكيان الصهيوني بالدول العربية المجاورة.. والأهداف والدوافع اقتصادية وسياسية واستراتيجية» - صحيفة «دافار» العبرية 4/6/1983.

وجاء في تقرير «إسرائيلي» آخر: «لقد اعتبر الصهيونيون أرض «إسرائيل» المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء، ومن الجولان حتى البحر» - عن نشرة «كيفونيم» العبرية.

وما بين ذلك الزمن الصهيوني في الخمسينيات، والراهن العربي اليوم، نتابع كيف يوغل الخنجر الصهيوني في الجسم العربي، سواء بأيد أمريكية او عربية.

يتابع العدو ما يجري في البلاد العربية، ويحرص على بقاء خنجره في الجسم العربي، وما كان أطلقه الجنرال الصهيوني موشيه يعلون في صحيفة «يديعوت احرونوت» يشرح خطورة ذلك الخنجر إذ قال : «انه لم يعد هناك عالم عربي، ولم نعد نتكلم عن عالم عربي، ولا يوجد شيء اسمه تحالف وتضامن عربي، بل هناك لاعبون عرب لكل منهم مصلحته الخاصة، والذي يريد مصلحته عليه أن يكون مرتبطاً بالولايات المتحدة القطب الأوحد الذي يتحكم بالعالم».

فهل يتعظ العرب يا ترى...؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2165564

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

2165564 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 37


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010