الثلاثاء 17 نيسان (أبريل) 2012

لماذا تتعطل المواثيق والقوانين الدولية في الحالة الفلسطينية؟

الثلاثاء 17 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

لم يحصل ان احتشد العالم وراء شعارات العدالة والحرية وحقوق الإنسان، كما يحتشد في هذه الأيام في الحالة السورية،وكما احتشد قبلها في الحالة العراقية التي نعيش نتائج وتداعيات العدالة والحرية الأمريكية فيها بأفضل صورها من تفكيك وتدمير والغاء وحروب طائفية أهلية مرعبة ومحاصصات سياسية ضيقة على حساب الوطن والدولة والتاريخ العراقي...

ولم يحصل ان لوح ويلوح العالم الحر باستخدام الأطلسي والقوة كما في الحالة السورية وقبلها العراقية..!.

أما في الحالة الفلسطينية فالأمور والمعايير والمكاييل تتعدد وتتغير...!

فبالإجماع الفلسطيني - العربي الى حد كبير، هناك مشاعر وقناعات عربية راسخة بان العدالة الدولية/ الأممية غائبة ومغيبة في فلسطين، وبأن الدور الأممي الحقيقي الذي يجب ان تلعبه المؤسسات الدولية في فلسطين، وفي مقدمتها مجلس الأمن هو توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يذبح على مدار الساعة وبالبث الحي والمباشر على مرأى من العالم كله،على يد بلدوزر الاحتلال الصهيوني مجسدا بجنرالات الإجرام الصهاينة الاميز في العالم.

المشهد الفلسطيني الطافح بالجرائم الصهيونية المنهجية المتصلة المستمرة منذ أكثر من أربعة وستين عاما يثير دائما وأبدا جملة من الأسئلة والتساؤلات الكبيرة المتعلقة بدور المجتمع الدولي :

- أين فلسطين من المواثيق والقوانين والأعراف والأخلاق الدولية والبشرية..؟

- لماذا تتوقف كلها عندما يتعلق الأمر بفلسطين والشعب العربي الفلسطيني..؟

- أين المجتمع الدولي.. وأين الأمم المتحدة.. وأين مجلس الأمن الدولي من المجازر الجماعية وجرائم الحرب الصهيونية المروعة المنفلتة بلا كوابح ضد نساء وأطفال وشيوخ فلسطين..؟!

- أين محكمة لاهاي..؟

- أين المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وجنرالات الإجرام في الدولة الصهيونية..؟!

ففلسطين تتعرض الى مجزرة حضارية كبيرة متصلة مفتوحة..

وأهلنا في فلسطين يتعرضون الى حملات وموجات من القمع والتنكيل والذبح الجماعي...

والمجتمع الفلسطيني يتعرض الى التدمير الشامل المنهجي...

والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تتعرض الى حملات متلاحقة من الاجتياحات الحربية التدميرية الاقتلاعية الهستيرية..

دولة الاحتلال تستبيح فلسطين وشعب فلسطين استباحة إجرامية شاملة، ولم تترك مجالا من مجالات الحياة المدنية إلا وألحقت به الأذى والدمار...

- فأين المجتمع الدولي إذاً من كل ذلك..؟!

- وأين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل..؟!

- ولماذا يتوقف المجتمع الدولي بمجلسه الأمني وبكل منظماته الدولية مشلولا حينما تمس المسألة «إسرائيل» وجنرالات الإجرام فيها...؟!

- لماذا تتعطل المواثيق والقوانين الدولية امام «إسرائيل»...؟!

- ولماذا تتعطل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية عندما يمس الأمر الدولة الصهيونية..؟!

وفق المادة 13 من قانون حماية السكان المدنيين الذي اقر عام 77 فان المدنيين يجب ان يتمتعوا بحماية عامة من الأخطار العسكرية، ويجب ان لا يكونوا هدفا لأي هجوم، غير ان معطيات المشهد الفلسطيني تبين للعالم كله ان دولة الاحتلال تقترف جرائم الحرب على اوسع نطاق وعلى مختلف الجبهات وفي مختلف المجالات ضد الشعب الفلسطيني، حيث تشير احدث التقارير مثلا الى استشهاد حوالي 8000 فلسطيني، منهم نحو 241 شهيدة، ونحو 1000 طفل، وقرابة 75 الف جريح، ناهيكم عن التدمير الشامل للبنى التحتية الفلسطينية، ولحوالي 82 الف منزل فلسطيني.

وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية فإن «الجيش «الإسرائيلي» يرتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين»، ودعا التقرير الأسرة الدولية الى التدخل بأسرع وقت ممكن..

- فماذا يقول الأمين العام للأمم المتحدة الذي يدعو للتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى - وهذا الكلام ليس دفاعا عن جرائم تلك الدول - في كل ذلك..؟!

- وأين عدالته وحمايته للشعب الفلسطيني...؟!

في سلسلة مواقف وتصريحات له لم ير «كوفي انان» سابقاً، ثم بان كي مون لاحقا، سوى معاداة السامية ولم يذرف الدموع إلا على المحرقة التي انقضى عليها نحو سبعة عقود من الزمن، وطالب العالم بعدم التزام الصمت تجاه معاداة السامية، واعتبر «أن المعركة - أي ضد اللاسامية - يجب ان تكون معركتنا» - أي معركة المجتمع الدولي -، بينما لم ير المحرقة الصهيونية المفتوحة منذ نحو أربعة وستين عاماً تقريباً لابتلاع فلسطين والشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية المشروعة المدعمة حتى بمئات القرارات الدولية..؟!

نشعر بالغضب الشديد من هذا «الموقف الأممي»... ونشعر بالخجل الشديد أيضا من السلبية العربية والدولية من كل ذلك... ونعتقد ان أقوال ومواقف الأمناء العامين للأمم المتحدة خطيرة ويجب ان لا تمر هكذا بلا مساءلة او شجب أخلاقي... فالأمين العام يمثل المجتمع الدولي ويتحدث باسمه، ونطالبه بشجب المحرقة الحية الماثلة المفتوحة ضد الفلسطينيين قبل أن يتباكى على محرقتهم - المشكوك بأمرها -..؟!!

والأخطر من كل ذلك ان العرب أصحاب الحق بلا إرادة ولا حول ولا قوة، وفي حالة استسلام واستخذاء وتأقلم وبإرادتهم هم وليس غير ذلك.

فإلى متى ستستمر يا ترى حالة العرب هذه..؟!

منطقياً يفترض أن يستفيق وينهض العرب من استخذائهم وسباتهم في مواجهة هذا الهجوم الأمريكي - الصهيوني الكاسح الذي يستهدف حسب المخطط المشترك بين الإدارتين الأميركية والصهيونية الأمة العربية ومقومات وجودها ونهضتها وقوتها واستقلالها.

يقال: «لا يفل الحديد إلا الحديد» و«لا يحبط اللاءات سوى اللاءات»، ولا يوقف بلدوزر الإرهاب والاستيطان الصهيوني سوى التصدي الحقيقي له.

ونقول : طالما ان القرارات الدولية كلها بلا أسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب أنيابنا الخاصة للدفاع عن أمننا القومي وعن أوطاننا وحقوقنا..؟!

الأمر ممكن ومساحته وأدواته العربية واسعة وكثيرة إذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا.. والمسألة في نهاية الأمر مسألة إرادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 62 / 2178399

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2178399 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40